"كارتر" يدعم الكيان الصهيوني بهدوء
أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعيين نائب
وزير الدفاع السابق آشتون كارتر ليكون وزير دفاعه الجديد، واصفا اياه بأنه من "أفضل
قادة الأمن القومي". وخلال حفل تنصيبه شدد أوباما على أهمية"القيام بخيارات
حكيمة، وخاصة بسبب وجود الكثير من التحديات في الخارج"، على حد وصفه.
إذا تمت المصادقة على تعيينه، سيكون كارتر خلفا
لتشاك هيغل الذي أعلن استقالته في الشهر الماضي. وشغل كارتر منصب نائب وزير الدفاع
خلال ولاية ليون بانيتا من أكتوبر 2011 وحتى ديسمبر 2013. على مايبدو فإن كارتر
سيكون الوزير الجديد المرضي عنه من قبل أكثرية من الجمهوريين تسيطر على القرار في
الكونغرس الأمريكي. و كدليل على ثقته بوزير دفاعه الجديد، قال أوباما، إن كارتر يعرف
البنتاغون "من الداخل والخارج"، ما يعني أنه "في اليوم الأول، سيكون
جاهزا لبدء العمل".
وسيرث الوزير كارتر ملفات شائكة ومصدر خلاف
بين البنتاغون و البيت الأبيض لا سيما ملف الحرب على الجهاديين في سوريا، أو
الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان و العراق، حيث تلمح دائما الإدارة السياسية
إلى رفضها للوجود العسكري في أفغانستان لأنه عبئ كبير بالنسبة لها. و في تصريح قاله خلال تنصيبه أكد كارتر أنه لن يتردد
في التعبير عن رأيه في منصبه الجديد.وقال لأوباما، "إذا تمت المصادقة على تعييني،
أتعهد لك بتقديم أكثر مشورة إستراتيجية صريحة لدي".
وتقول الصحفية ربييكا ستويل في مقالة نشرها
موقع "تايمز أوف إسرائيل"، إن كارتر خبير السياسة مع لقبين جامعيين في تاريخ
القرون الوسطى والفيزياء النظرية، وهو خبير دفاع حقيقي. لكنه أيضا شخصية معروفة بصراحتها
وقد يصطدم بما وصفه أسلافه في المنصب مع ميل البيت الأبيض إلى الجزئية.
ولا يعتقد ستفين بيدل أحد أساتذة جامعة جورج
واشنطن و صديق قديم لكارتر أنه يمكن الحصول على أفضل من صديقه لهذا المنصب. فبالنسبة
له، "كارتر يحظى باحترام واسع جدا في صفوف المدنيين والعسكريين في البنتاغون.
أنه مدير ذات قدرة وخبرة. إنه ذكي بصورة مذهلة".
قضى كارتر، مرشح أوباما البارز ليحل محل تشاك هيغل،
أربع سنوات تقريبا في وخارج واشنطن، وفي مدينة مع الكثير من الشخصيات القوية التي تعمل
وراء أعداد لا تحصى من الأبواب المغلقة، ونجح في دخول قائمة الأشخاص “الأكثر قوة، والأقل
شهرة” في العاصمة واشنطن.
يُعرف عن كارتر، مدني، من داخل البنتاغون، وأستاذ
في هارفارد، وباحث في رودس، في حلقات الدفاع بأنه إداري كفؤ مع علاقة عمل فعالة مع
كبار ضباط البنتاغون. في حين أن لهيغل كانت علاقات اعتُبرت عدائية حول مواضيع متعلقة
بميزانية الجيش. لا يعرف كارتر بتصريحاته المجاهرة في دعمها للكيان الصهيوني لكنه
أحد الداعمين لها بهدوء.
زار الأخير الكيان الصهيوني عام 2013، وفي لقاء
مع أعضاء وحدة الكلاب “عوكتس” في الجيش الصهيوني، قال كارتر للجنود أن "حماية
أمريكا تعني حماية إسرائيل، وهذا هو سبب وجودنا هنا في المقام الأول". كارتر
واحد من ثلاثة أشخاص تم ترشيحهم لهذا المنصب، الذي على ما يبدو فإنه إرث سيء في
وقت صعب تمر به الولايات المتحدة سواء في الأمر تعلق بالفشل في أفغانستان أو
العراق أو غيرها من الملفات المتعلقة بالأمن القومي الأمريكي، فهي كلما أطلقت رصاصة
إرتدت إليها عشر، وآخرها فشل القوات الخاصة الأمريكية في تحرير الرهينة الأمريكي
الصحفي لوك سومرز.
على خلفية الإقالة الملحمية لهيغل، والمذكرات اللاذعة
والفاضحة التي نُشرت مؤخرا من قبل أسلافه روبروت غيتس وليون بانيتا، سيحتاج كارتر إلى
إعادة بناء الثقة في قناة البنتاغون-البيت الأبيض.هدوء كارتر في الشأن الصهيوني يقابله
سلسلة طويلة من التصريحات حول إيران.و تعيينه على رأس البنتاعون سيجيء بعضو جديد في
الحكومة مع سجل صاخب حول هذا الموضوع.يجلب كارتر معه إلى الطاولة 20 عاما من الخبرة
مع السياسة النووية، مما يعطيه صوتا ذات مصداقية في مناقشات المجلس الوزاري.
خلال الولاية الأولى للرئيس بيل كلينتون، شغل كارتر
منصب مساعد وزير الدفاع لسياسة الأمن الدولي وكان لديه دور فعال في تشكيل الصفقات التي
أسفرت عن نزع سلاح لروسيا البيضاء وأوكرانيا وكازخستان في أعقاب انهيار الإتحاد السوفييتي.
على الرغم من أن أوراق السياسة خاصته تميل إلى
أن تكون مختلفة قليلا ومعقدة، يمكن وصف موقف كارتر بأنه يدعو إلى اتخاذ إجراءات قوية
للزيادة من أهداف عدم إنتشار الأسلحة النووية. يبدو أن كارتر يضع وزنا أكثر على أهمية
قوة عسكرية ذات مصداقية في إجراء مفاوضات نزع السلاح النووي مع إيران.
بالرغم من أن إدارة أوباما شددت في أكثر من مناسبة
على أن “كل الخيارات لا تزال على الطاولة”، من المرجح أن كارتر سيرغب بأن يُنظر إليه
بأنه العضو في الإدارة الذي وضع التركيز الأكبر على القوة العسكري في المفاوضات الجارية.
في عام 2004، كتب كارتر مقالا في مجلة "فورين
أفيرز" قال فيه أنه يجب تطبيق إستراتيجية الولايات المتحدة بشكل تكون فيه محاولة
لوقف إنتاج المواد الإنشطارية. تحقيقا لهذه الغاية، دعا إلى بناء إستراتيجية أمريكية واضحة بموجبها يتم
القضاء على أنشطة إيران وكوريا الشمالية النووية سلما أو حربا. بحسب رؤيته، على الولايات
المتحدة أيضا أن تسعى إلى اتفاق بموجبه لا يتم إنتاج مواد إنشطارية لأغراض صنع أسلحة
في أي مكان، بما في ذلك الهند وباكستان و الكيان الصهيوني.
في العام الذي انتُخب فيها أوباما، تعاون كارتر
مع رئيس"المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي" مايكل ماكوفسكي، والسفير السابق
دنيس روس، وآخرين للمصادقة على تقرير حول البرنامج النووي الإيراني.
وأكد التقرير على أن إيران تحاول في الواقع بناء
أسلحة نووية وبأنها تشكل تهديدا على "الولايات المتحدة والأمن الدولي والاستقرار
الإقليمي ونظام منع إنتشار الأسلحة النووية الدولي، على الرغم من أن هذه الاستنتاجات
هي أمر شائع في واشنطن اليوم، في حينها جاء التقرير مناقضا لتقرير صادر عن وكالة المخابرات
المركزية الأمريكية قبل عام من ذلك، والذي أكد على أن إيران قامت بتجميد برنامج أسلحتها
النووية.
وقال مسؤولون في جلسات مغلقة أن هيغل أٌجبر على
الاستقالة بعد فقدانه لثقة البيت الأبيض، في الوقت الذي تشن فيه الولايات المتحدة حربا
جوية ضد جهاديي “الدولة الإسلامية” في العراق والشام. ومن المتوقع أن يدير كارتر الحملة
التي تقودها الولايات المتحدة، ولكنه سيواجه مساعدين في البيت الأبيض يقول منتقدون
بأنهم غير راغبين بالتخلي عن السيطرة عن مسائل إستراتيجية كبيرة.
واشتكى وزيري الدفاع السابقين، غيتش وبانيتا، بمرارة
في مذكرات تم نشرها من عدم ثقة البيت الابيض بالجيش ومحاولاته إبعاد البنتاغون عن دائرة
اتخاذ القرار في كثير من الأحيان.واتهم الرجلين البيت الأبيض باتخاذ قرارات حول عدد
القوات والإستراتيجية في العراق وأفغانستان بالإعتماد على الحسابات السياسية أكثر من
الإعتماد على مصالح الأمن القومي.
وسعى البيت الأبيض إلى التخفيف من شأن حدة التوتر
مع البنتاغون خلال ولاية أوباما، وقال أوباما الاسبوع الماضي إن الخلاف هو ليس بشيء
"مميز لهذه الإدارة".خلفية كارتر في الأكاديمية والصناعة والإدارة في البنتاغون
شبيهة بوزير دفاع سابق عمل أيضا كمعلمه: ويليام بيري، الذي كان وزيرا للدفاع خلال رئاسة
بيل كلينتون في التسعينيات. وأشاد بيري به واصفا إياه بأنه "مؤهل بطريقة رائعة".