• - الموافق2024/11/25م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
أوباما وخيبة الأمل

أوباما وخيبة الأمل


منذ أن وضع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أقدامه في البيت الأبيض قبل خمس سنوات، ظن أنه سيحظى بصفحة من صفحات التاريخ لكن الأحداث الراهنة في العالم أظهرت جليا أن كل مخططات أوباما ستبوء بالفشل في ظل انحصار النفوذ الأمريكي و الصفعات التي تتلقها واشنطن من مكان إلى آخر.

ففي الوقت الذي انتهت فيه الحرب الباردة عام 1991 و أعلن حل الإتحاد السوفيتي ظنت الولايات المتحدة أن العالم سيدعن لها، لكن ما أن أشغلت نفسها وجيوش أوروبا معها في حرب مفتوحة ضد العراق و أفغانستان و الجماعات الإسلامية المحسوبة على " الإرهاب"، حتى استغل الدب الروسي هذا الإنشغال بإعادة ترتيب وضعه الداخلي و الظهور مرة أخرى في تحدي للسياسة الخارجية الأمريكية، فظهرت الأزمة السورية لتكون أحد أهم الإختبارات بالنسبة للولايات المتحدة حيث فشلت حتى اللحظة في تحقيق أي مساومة يمكن من خلالها إنهاء حكم النظام السوري و كذلك تحجيم القوة العسكرية لإيران، في ظل فيتو روسي.

فبالرغم من سجل المفاوضات المتواصل في جنيف منذ عدة أشهر و خروج بيانات صحفية تبشر بأجواء إيجابية إلا أن الواقع على الأرض لم يتغير.

الاسبوع الماضي ضمت روسيا جزيرة القرم بالقوة الناعمة إلى نفوذها، في تحدي واضح للهيمنة الأمريكية، وقد علقت على ذلك الصحافة الغربية بالقول إن فلاديمير بوتين أدرك أن تفكك الإتحاد السوفيتي  كان الخطأ يجب إصلاحه.

الأزمة الأوكرانية تأتي في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأمريكية لخفض موازنتها العسكرية في ظل الانسحابات من العراق و أفغانستان، وهي مجبرة الآن لحماية نفوذها في أوروبا الشرقية من خلال نشر قوات أمريكية على الحدود مع روسيا لإيقاف التمدد الروسي و حماية الحكومات الحليفة في بولندا و ليتوانيا.

حتى لغة التصالح مع العالم العربي التي بدأها أوباما في خطابه بجامعة القاهرة، لم يكن سوى سراب انتهى في ظل أحداث الربيع العربي.

أهمية العالم العربي بالنسبة لواشنطن، يؤكد عليه الصحفي الإسرائيلي شلومو شامير بالقول:إن العالم العربي هو "ثغرة" عندما يتعلق الأمر بتعزيز مصالح الولايات المتحدة والقوى العظمى ومثالا على ذلك الحاجة إلى إيجاد حل سياسي للحرب الدامية في سوريا. انكشفت الحقائق كاملة في هذا الأسبوع بوضوح خلال القمة العربية في قطر. فلم يظهر القادة العرب أبدا قبلها بهذا المظهر بما احتواه من انقسامات ومعاداة وانشقاقات.

أظهر أوباما خلال الاسبوع الماضي أن أوروبا لها أهميتها في هذه الفترة وسط التمدد الروسي، لكن أوساط أمريكية شككت في قدرة الإدارة الأمريكية على الصمود أمام الإعصار الروسي المتجه نحو أوروبا بقوة.

يمكن القول إن الخلافات العربية التي ظهرت جليا في القمة التي عقدت في الكويت، برهنت لأوباما بأنه يمكن أن يبحث عن وجهة جديدة مثل أوروبا أو شرق أسيا  لحل مشاكله و للبحث عن مكان في التاريخ الحديث، لا سيما أن الحكومة اليمينية الصهيونية لا تسمح حتى اللحظة بعقد أي اتفاق نهائي مع الفلسطينيين، وتخسر مرة تلوا  الأخرى من الإدارة الأمريكية..

أعلى