(أورانيم) .. أكـبـر قـاعـدة تـجـسـس فـي الـعـالـم
New Page 1
يحاول الجيش الصهيوني بناء
منظومة أمنية واستخباراتية تؤمن له القدرة على الردع، ووفقا للفلسفة الأمنية التي
يتبعها فإن المحافظة على الجهوزية من الناحية الكيفية هو أهم ما يسعى إليه، فعلى
سبيل المثال لا الحصر يحضر دائما الجيش الصهيوني قائمة بالأهداف التي يريد
استهدافها في أي دولة سواء كانت بعيدة أم قريبة من الحدود الجغرافية له و هذا ما
حدث في لبنان أو غزة أو حتى السودان التي قصفت مؤخرا، هذه الأهداف يحصل عليها نتيجة
معلومات تعمل وحدات كاملة تتبع جهاز المخابرات الخارجية المعروف باسم " الموساد"
على توفيرها.
و في تقرير نشرته مجلة (ليموند
دبلوماتيكا) ذكرت إن أكبر قاعدة تجسس في العالم موجودة في صحراء النقب المحتلة داخل
الكيان الصهيوني وهي تعرف باسم قاعدة (اورانيم) و تديرها الوحدة 8200 التي تخضع
للإستخبارات العسكرية (أمان) في الجيش الصهيوني و لنا حديث مطول عنها لاحقا.
تهتم القاعدة المذكورة
بالتنصت الإلكتروني وهي متواجدة بالقرب من القرية التعاونية أورانيم وهي أشبه بقرى
زراعية تنشئها الحكومة في النقب، وبحسب التقرير فإن "أورانيم" قاعدة مهمة بالنسبة
للإستخبارات الصهيونية وهي تابعة للجيش مباشرة.
و يشير التقرير الذي نشرته
المجلة إلى أن القاعدة تضم 30 برجا هوائيا وصحون لاقطة من أنواع وأحجام متنوعة
مهمتها التنصت على المكالمات الهاتفية و اختراق العناوين الإلكترونية سواء كانت
لأشخاص أو مؤسسات أو حكومات في دول معادية أو غير معادية للكيان الصهيوني.
وأبرز أهداف القاعدة هو
التنصت على الاتصالات اللاسلكية ومراقبة حركة السفن في البحر المتوسط، إضافة إلى
اعتبارها مركزا هاما لشبكات التجسس عبر الكوابل البحرية التي تربط الكيان الصهيوني
بدول أوروبا عبر مياه المتوسط إضافة لامتلاك القاعدة محطات تنصت سرية تزيد من
فاعليتها.
وبحسب التقرير فإن قاعدة "أورانيم"
ترسل جميع المعلومات التي تحصل عليها إلى قاعدة الوحدة 8200 الواقعة في مدينة
هرتسليا القريبة من تل أبيب في وسط الكيان، و تشير المعلومات إن موقع الوحدة قريب
جدا من مقر الموساد الصهيوني في منطقة (بي غليلوت).
و تقول لمجلة الفرنسية إن
المعلومات التي يتم الحصول عليها ترسل إلى الموساد الصهيوني و كذلك عدد من وحدات
الجيش للاستفادة منها، وتنقل المجلة عن مجندة صهيونية سابقة كانت تعمل في تحليل
المواد الملتقطة قالت إنها عملت في إسقاط الاتصالات الهاتفية والبريد الالكتروني،
لافتةً إلى أن العمل في القاعدة كان لذيذًا جدًا، على حد تعبيرها.
ويشير التقرير إلى أن
قاعدة "أورانيم" قادرة على التنصت في آسيا وإفريقيا ومناطق أخرى، الأمر الذي حولها
إلى قاعدة تملك جميع المقومات لأكثر القواعد تطورا في العالم مثل وحدة الأمن القومي
الأمريكي (NSA)،
والتملك قاعدة كبيرة جدا في بريطانيا، كما أنها لا تقل تطورا عن وحدة تنصت فرنسية
مشابهة.
الوحدة 8200
( 8200) هي وحدة دشنها
جهاز "أمان" وهو جهاز استخبارات الجيش الصهيوني قبل ثلاثة عقود وهي متخصصة في
التجسس الإلكتروني حيث اعترف الجنرال المتقاعد اوري ساغيه، الرئيس السابق لجهاز "
أمان " بوجود مثل هذه الوحدة، التي اعتبرها من أهم الوحدات الاستخبارية في الكيان
الصهيوني.
وعلى حد قول الجنرال أوري
ساغيه فإن أهم أهداف الوحدة المذكورة هي المشاركة في تقديم رؤية متكاملة مع
المعلومات التي يتم جمعها من المصادر البشرية. وتعتمد الوحدة على أربعة صور من صور
العمل في المجال الاستخباري وهي: الرصد، والتصنت، والتصوير، والتشويش. ويتطلب هذا
النوع من المهام مجالا واسعا من وسائل التقنية المتقدمة.
ويقوم مجمع "رفائيل"
لتطوير الأسلحة بتطوير أسلحة إلكترونية خاصة بناءا على طلبات للوحدة (8200) التي
يقودها ضابط برتبة عميد. وتعتمد الحكومة الصهيونية في هذا المجال على أنظمة رافائيل
الدفاعية المتقدمة المحدودة، وكانت تسمى
سابقاً
بـ " سلطة رافائيل لتطوير الأسلحة", الاسم رافائيل هو الحروف الأولية لكل كلمة من
عبارة "سلطة تطوير الأسلحة"، وهي السلطة الإسرائيلية لتطوير الأسلحة والتقنية
العسكرية. رافائيل هي قسم سابق من وزارة الدفاع الصهيونية وتعتبر مؤسسة حكومية.
وتقوم مؤسسة رافائيل بإنتاج وتطوير تقنيات قتالية للجيش الصهيوني كما تقوم بالتصدير
للخارج, جميع المشاريع الحالية سرية.
وفي أطار أهم انجازات
الوحدة 8200 التي نالت تغطية إعلامية كبيرة اعتراض مكالمة هاتفية جرت بين الزعيم
الراحل جمال عبد الناصر والملك الأردني الراحل الحسين بن طلال وذلك أول أيام عدوان
العام 1967، وكذلك اعتراض مكالمة هاتفية جرت بين ياسر عرفات ومسلحين تابعين لمنظمة
جبهة التحرير الفلسطينية (أبو العباس) الذين اختطفوا عام 1985 سفينة الركاب
الايطالية اكيلي لاورو في أثناء إبحارها في مياه المتوسط.
ويجب الإشارة إلى أن
الوحدة 8200 التي لها قواعد في جميع أنحاء الكيان الصهيوني، وهي الوحدة الأكثر
جمعًا للمعلومات السرية على الإطلاق في جميع الأجهزة الأمنية في الكيان الصهيوني،
كما يتبين من التقرير أن الوحدة المذكورة لا تعتمد بتاتًا على جمع المعلومات من
العنصر الإنساني، إنًما يقتصر عملها على التنصت بأحدث الوسائل وأكثرها تقدما وتطورا
في العالم، موضحا أن الوحدة 504 في شعبة الاستخبارات العسكرية والموساد هما اللذان
يجمعان المعلومات من العملاء على الأرض.