• - الموافق2024/04/20م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha

"حلال" ... حكاية نجاح في بلاد الغرب

 

كلمة حلال تعني الأطعمة المباحة شرعا، وهي الطريقة الصحيحة لأن يأكل المسلم ويعيش، وفقا لتعاليم القرآن الكريم والفقه الإسلامي .

إن عملية استهلاك الطعام الحلال، المنتجة وفقا لمبادئ الشريعة الإسلامية، لها معايير وإجراءات يجب إتباعها إجباريا على الشركات المصنعة وإظهارها على منتجاتها.

في السبعينات وبناء على دعوة من الحاج حسين الزغبي، وصل إلى البرازيل ممثلين عن وزارة الأوقاف المصرية، ورابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، للتفتيش على نوعية العمل والنظافة الصحية في مسالخ الدواجن والأبقار،كان الهدف يومها هو خلق سوق جديدة للمنتجات البرازيلية.

تمخضت هذه الزيارات عن اعتبار الصناعات البرازيلية مناسبة للتصدير والاستهلاك، وأصبحت " فمبراس "حسب طلب تلك السلطات والمنظمات مسؤولة عن إنشاء هيكل إنتاج اللحوم الحلال في البلاد.

اقتصر عمل "فمبراس "في البداية على الإشراف وضمان إصدار الشهادات الخاصة، بمعنى أن لحوم الأبقار البرازيلية التي يستهلكها المسلمون في العديد من البلدان منتجة وفقا للشريعة الإسلامية.

و مع الطلب المتزايد لتصدير هذه المنتجات ومواصلة ضمان جودته، أنشأت فمبراس المركز البرازيلي الإسلامي للأطعمه الحلال "سيبال حلال " المسؤول عن تنفيذ مفاهيم الحلال في البرازيل.

ويعتبر اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل" فمبراس " والمركز الإسلامي البرازيلي للأغذية الحلال " سيبال حلال " المؤسستان الرائدتان في تأسيس مفهوم الحلال في البرازيل، و"حلال برازيل " هي العلامة التجارية التي تتناول الصحة والسلامة والجودة للمنتجات البرازيلية المصدرة للأسواق الإسلامية، نتعرف من خلال هذا التحقيق على تاريخ وتطور الماركة التجارية التي تنتشر في البرازيل والعالم .

التأسيس

في عام 1949، وصل إلى البرازيل الحاج حسين محمد الزغبي اللبناني الأصل، أحد الشباب العاملين الذي بدأ حياته في البلد الجديد بائعا متجولا، ذو قناعة وهمّة عالية، ورؤية دينية، وبمرور الوقت، ومع وصول آلاف من إخوانه المسلمين إلى البرازيل، بدأ انشغاله بمستقبل هؤلاء الوافدين الجدد .

كان من الضروري تكوين قاعدة منظمة لاستقبال المهاجرين الجدد، ومساعدة المحتاجين منهم، والمحافظة على إسلامهم، والمساهمة في الدعوة للمبادئ الإسلامية .

في أواخر السبعينيات وبعد الكثير من العمل التطوعي، قام الحاج حسين بتأسيس اتحاد المؤسسات الاسلامية في البرازيل "فمبراس "، بهدف تعزيز وتوحيد مختلف المؤسسات الإسلامية في البرازيل في ذلك الوقت، وقد سعى اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل جنبا إلى جنب مع سفارات الدول العربية والإسلامية، لنشر وتطوير مفهوم الثقافة الإسلامية في البرازيل .

كانت ثمرة هذا الاتحاد والتواصل بناء 37 مسجدا بدعم من اتحاد المؤسسات الاسلامية في البرازيل، لتسهيل ممارسة الشعائر الإسلامية، وتشجيع المعتنقين الجدد، وتعزيز المشاركة الاجتماعية مع البرازيليين .

يعد اليوم اتحاد المؤسسات الإسلامية من أهم المؤسسات الدعوية في البرازيل، ويعمل بشراكة مع منظمات أخرى داخل البرازيل وخارجها، ومسؤول الى حد كبير عن استمرار نمو وتعزيز المعرفة وتوضيح المفاهيم الإسلامية الصحيحة لغير المسلمين .

يضم اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل والذي تأسس في السبعينات، العشرات من المؤسسات المحلية والجمعيات الخيرية والمساجد التي تتم رعايتها بواسطة موارد مكتسبة من إصدار شهادات الحلال التي يقوم بها اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل Fambras.

تتم عملية  تعليم الإسلام والتعريف به، من خلال مشروع "إعرف الإسلام"، والذي يعتمد على برامج متنوعة، منها التوزيع المجاني للكتاب الإسلامي باللغة البرتغالية للمسلمين وغير المسلمين، وكذلك زيارة الجامعات وإقامة الدورات الشرعية، إضافة لاستخام وسائل التقنية الحديثة للتعريف بالإسلام.

 أما على المستوى الخيري فيتكفل اتحاد المؤسسات الإسلامية بإعطاء المنح الدراسية للطلاب أصحاب الاحتياجات، وتوزيع الأطعمة الحلال على الجالية المسلمة، ومساعدة الكثير من المؤسسات الإسلامية في البرازيل بدعم شهري لصيانة المساجد، إضافة للمشاريع الخيرية الموسمية والتي تشمل إفطار صائم والأضاحي وتيسير الحج لغير القادرين .

التأسيس

تأسست سيبالCibal عام 1979، ومقرها في سان باولو البرازيل، وهي مؤسسة مختصة في المراقبة وتوجد لديها بنية إدارية مؤلفة من عشرات الموظفين، إضافة لمجموعة من العاملين تشمل أكثر من 300 مهاجراً مسلماً ومواطنين اعتنقوا الإسلام، يتوزعون على عشرات المذابح لضمان سير عملية الذبح وفقا للشريعة الإسلامية .

كما وأن الوحدات الصناعية المذكورة متصلة بواسطة شبكة الإنترنت " أون لاين"، وعلى أساس نظام حديث لتكنولوجيا المعلومات مع الجهة المصدرة للشهادات، التي تتلقى المعلومات مباشرة حول الدفعات المنتجة وتعالج هذه المعلومات من أجل إصدار الشهادة، كما ويتم مراجعة هذه المعلومات بين حين وآخر في المصانع، وذلك من قِبل ممثلين عن الجهة المصدرة للشهادات، الذين يشهدون أيضاً بالممارسات الدينية للموظفينوجميع الإجراءات الأخرىحسب أسلوب الحلال للبلدان الإسلامية والذي تعتمده سيبالCibal في نشاطاتها .

الاعتراف

سيبال حلال CibalHalal واتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل Fambras هما أهم مؤسستين والمرجع ضمن إطار الحلال في البرازيل، وهما معترف بهما من عدة حكومات ومنظمات إسلامية، وهذا الاعتراف من شأنه أن يكفل وصول المصانع البرازيلية إلى سوق المنتجات الحلال المتزايد، الأمر الذي يضمن ثقة وجودة المنتجات البرازيلية بالنسبة للمستهلكين المسلمين.

وقد حصلت المؤسسة على اعتراف الكثير من المنظمات والحكومات في البلاد الإسلامية منها جاكيم ( ماليزيا)، مجلس ( سنغافورة)، وزارة الأوقاف (مصر)، رابطة العالم الإسلامي ( المملكة العربية السعودية)، مجلس العلماء ( أندونيسيا)، مجلس السفارات العربية في برازيليا (البرازيل).

ومفهوم الحلال يبحث على الآليات التي تساهم في ضمان صحة الإنسان، وتكوين توازن مستمر في عمليته عن طريق اتباع مبادئ ممارسات التصنيع الجيدة وعمل التحاليل المعملية لأدق التفاصيل الصناعية والتي تضمن مطابقته لأحكام الشريعة الإسلامية.

أما ذبح الدواجن والماشية فيتعهد باحترام الممارسات الطيبة في رعاية الحيوان، واعتماد المواد الطبيعية في عملية تغذيته بما يتوافق مع مفهوم الحلال، وتلتزم الشركات التي تطبق هذه المفاهيم بتخصيص جزء من أرباحها للخدمات الاجتماعية ورعاية البيئة، وبهذا تحصل على اعتراف من قبل المستهلكين كشركة وطنية.

سوق الحلال

تعد البرازيل اليوم من أكبر مصدري لحوم الدواجن والأبقار الحلال إلى الأسواق الإسلامية، ويمثل معدل النمو في سوق تصدير منتجات لحوم الدواجن 45% من إجمالي إنتاج البرازيل، 38%من هذه الكمية موجهة لمنطقة الشرق الأوسط، وهذا الأمر يتماشى مع لحوم الأبقار حيث توجد نسبة مماثلة تقدر بـ 41% من مجموع الإنتاج تصدر إلى العالم الإسلامي.

ويشهد هذا السوق يشهد نموا ملحوظا هذه الآونة، حيث أن واحد من كل ثلاثة أشخاص في العالم ينتمي للدين الإسلامي، وفي عام 2025 ومن المتوقع أن يكون تعداد المسلمين ثلاثة مليار مسلم في كل أنحاء العالم.

وتشير التقديرات إلى أن مبيعات السوق الحلال حركت في السنوات الأخيرة نحو 2 مليار دولار في المواد الغذائية والأدوية والملابس ومستحضرات التجميل وغيرها، فقط خلال عام 2009م حركت صناعة الأغذية الحلال أكثر من 578 مليار دولار في عام 2009 ونموا سنويا بما يعادل15%، وتظهر استطلاعات الرأي أن غير المسلمين يبحثون عن الأغذية الحلال المصرح باستخدامها، كأسلم طريقة للحصول على نوعية جيدة من الغذاء.

فوائد شهادة الحلال

الشهادات الحلال التي يصدرها اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل "فمبراس"، هي الضمان للمستوردين في جميع أنحاء العالم، لأن هذه المنتجات أُنتجت وفقا للإجراءات المناسبة والمتوافقة مع قواعد الشرعية التي حددها القرآن الكريم.

شهادة وختم الحلال أضافا نقاطا إيجابية على صورة المنتجات وكذلك الشركات المصنعة، وكون أتباعا من المستهلكين في الأسواق، والذي يقدر اليوم بنحو مليار وثمانمائة مليون مستهلك.

و يفيد السيد ديب الطراس مسؤول القسم التقني لصناعة الحلال أن "سيبال حلال"تقوم بعرض خدماتها للمصانع البرازيلية، في المقام الأول للمواد الغذائية والمستحضرات الصيدلية ومستحضرات التجميل، وتبحث دائما عن آليات لتوسيع تصنيع عدة منتجات ذات قيمة عالية إضافة لضمان كونها حلالا شرعيا، ولهذه الغايةلا تزال هناك حاجة إلى تعديلات اللوائح الحالية لتلك المصانع، وتحسين المنشآت الصناعية والمعدات، فضلا عن مراجعة مراحل الإنتاج المختلفة، وكذلك تغيير في سلوك الأشخاص الذين يشاركون في إنتاج وتوزيع المنتجات الاستهلاكية الموجهة للسوق الإسلامية عن طريق تأهيلهم من خلال دورات لشرح المفاهيم الإسلامية .

عملية تحليل وتقارير المختبرات

للحفاظ على التميز والمصداقية، يعتمد سيبال الحلال على التكنولوجيا الحديثة العالية في إعداد التحليلات والتقارير التي تضمن عدم وجود أي من المشتقات غير المشروعة في المنتج، وتضمن ذلك لجميع المستهلكين المسلمين بكل مايتوافق مع أحكام الفقه الإسلامي.

الذبح الحلال

وبسؤاله عن مراحل الذبح الحلال صرح الدكتور محمد الزغبي مدير المركز الإسلامي للأغذية الحلال " أنه يجب أن تتم عملية الذبح بطريقة فعالة وبما يضمن عدم تعذيب الحيوان، ويجب أن تكون الحيوانات المذبوحة، سواء الماشية أوالدواجنبحالة صحية جيدة ومستقرة وبما يتوافق مع الشروط التي تضعها السلطات الصحية التابعة لوزارة الزراعة البرازيلية، كما يجب تهيئة المذبح لإنتاج الأطعمة الحلال، حيث يمر بمعاينة ودراسات تضمن تحديد المواقع الصحيحة لمكان الذبح وأن يكون موجها ناحية الكعبة، وأن تكون هناك خطوط حصرية لمناطق تجهيز وتخزين المنتج في الغرف الباردة المعقمة تماما والبعيدة عن تخزين الحيوانات المحرمة شرعا ".

وأضاف أنه يشترط فيمن يقوم بالذبح أن يكون مسلما عاقلا يفهم بشكل واضح مبادىء الدين الإسلامي ومايتصل بعملية الذبح من أمور شرعية، ويجب عليه أن ينطق قبل الذبح عبارة "باسم الله، الله اكبر"، وأن يستحضر شكر الله الذي أباح لنا هذا الغذاء للاستهلاك الآدمي، ويجب أن تتم عملية الذبح  بأدب واحترام.

يتم التفتيش على العمل من قبل مشرفي سيبال حلال لفحص الإجراءات المستخدمة في الإنتاج وفي حالة ذبح الماشية يشهد أن الحيوان المذبوح حلالا، ويختم جسم الحيوان، ويجب أن يتم إنتاج التعبئة والتغليف من المواد الخام غير سامة وفقا لقوانين المراقبة الصحية.

كما ينبغي أن يتم نقل المنتجات للسوق الإسلامي في حاويات مخصوصة، وعند الوصول إلى الموانئ الرئيسية في البرازيل، تراقب المنتجات من خلال جهاز مراقبة الجودة، ويجري فحصها وتحليلها لتاريخ التصنيع وإنتهاء الصلاحية، ووضع العلامات الابتدائية والثانوية لدرجة الحرارة وحالة التعبئة.

بعد أن يمر المنتج على مراقبة الجودة الخاصة بمنتجات سيبال حلال يتم تحريرها للتصدير تحت الظروف الملائمة والمناسبة، وبالتالي تحكّم وتختم الحاوية مرة أخرى بختم ضمان الحلال، و يجري تصوير جميع العمليات وتعبئة الاستمارات المطلوبة حسب الأصول لإصدار شهادة الحلال.

إن الحلال البرازيلي يعمل بجد ليضمن لجميع المستهلكين في العالم الحصول على المنتجات الحلال، والذي سيساعد على نمو العلاقات الاقتصادية بين البرازيل والعالم الإسلامي وبناء كوكب أكثر أمانا واستقرارا.

إن شهادات الحلال التي يصدرها اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل Fambras، بالإضافة إلى المراقبة والتفتيش اللذين تقوم بهما سيبال حلال CibalHalal هي بمثابة ضمان بالنسبة لجميع مستوردي العالم من أن تلك المنتجات تم إنتاجها حسب الإجراءات الصحيحة والمتوافقة مع تعاليم الشريعة الإسلامية .

ويسعى الاتحاد حاليا لخطوة ريادية تتمثل في تثبيت كاميرات لتصوير الذبح الحلال وبثه مباشرة عبر الإنترنت إلى كافة الجهات المسؤولة بالدول المستوردة، تكون متاحة لمن يرغب المشاهدة والاطلاع المباشر في أي وقت أثناء تنفيذ الذباحين لعملهم.

أعلى