VETO
برزت كلمة فيتو في الاستخدام
الإعلامي كثيرا لاسيما أن استخداماتها تعددت من قبل الدول التي يحق لها استخدامها
خدمة لمصالحها في الشرق الأوسط، وكان أخرها الاستخدام الروسي الصيني لهذا الحق
الزائف قبل يومين من أجل منع استنكار دولي للجرائم التي يرتكبها النظام السوري ضد
شعبه.
وللتعريف بهذا المصطلح وفق
ما عرفته الموسوعة العربية، فإن الڤيتو veto كلمة من أصل لاتيني، من فعلvetare
، ومعناها
(يمنع ـ أو ـ يعارض)، ومن هنا فالأصح تسميته بالعربية ( حقّ الاعتراض ـ أو ـ حقّ الرفض
الناقض) بدلاً من حقّ النقض كما هو شائع؛ لأن النقض يتم على القرار الكامل القابل للتنفيذ،
والأمر هنا يتعلق بمشروع قرار لا يمكن أن يصبح قراراً إلا بعد إجازته من قبل تسعة أعضاء
على الأقل بمن فيهم الخمسة الدائمون وإعلانه من قبل رئيس المجلس قراراً رسمياً.
ومن الناحية السياسية فإن
" الفيتو" هو حق الاعتراض على أي
قرار يقدم لمجلس الأمن دون إبداء أسباب، ويمنح للأعضاء الخمس الدائمو العضوية في مجلس
الأمن، وهم : روسيا، الصين، المملكة المتحدة، فرنسا، الولايات المتحدة.
لم يرد لفظ (فيتو) في قانون الأمم
المتحدة، بل ورد لفظ (حق الاعتراض) وهو في واقع الأمر حق (إجهاض) للقرار وليس مجرد
اعتراض. إذ يكفي اعتراض أي من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ليتم رفض
القرار وعدم تمريره نهائياً. حتى وإن كان مقبولاً للدول الأربعة عشر الأخرى.
يبدو أن هذا النظام في التصويت
اعتمد في مجلس الأمن لتشجيع بعض الدول على المشاركة في الأمم المتحدة عقب الحرب العالمية
الثانية، بعد أن بدا لها أنها قد تخسر بعض الامتيازات في حال شاركت في منظمة تحترم
الديمقراطية. كما ساعد حق النقض الفيتو الولايات المتحدة على تقديم أفضل دعم سياسي
للكيان الصهيوني ذلك بإفشال صدور أي قرار من مجلس الأمن يلزم الكيان الصهيوني بضرورة
وقف احتلال الأراضي الفلسطينية وأعمال العنف ضد الشعب الفلسطيني.
ويتناقض هذا النظام عموماً مع
القواعد الأساسية التي تشترطها النظم الديمقراطية، فناهيك عن أن الدول الخمس هذه لم
تنتخب لعضوية هذا المجلس بصورة ديمقراطية، فهي أيضاً لا تصوت على القرارات بنظام الأغلبية
المعروف.
وتشير موسوعة ويكيبيديا إلى
أن السنوات العشرة الأخيرة شهدت ظهور أصوات
تطالب بتعديل نظام الأمم المتحدة وتوسيع مجلس الأمن، بإضافة دول آخري مقترحة كاليابان
وألمانيا والبرازيل، وأصوات أخرى اقترحت صوتا لأفريقيا وأمريكا الجنوبية، وهي على أي
حال دعاوى للتوسيع دون المساس بمبدأ (الفيتو)، وقد سمعت بعض الأصوات الداعية إلى إلغاء
نظام التصويت بالفيتو نهائياً واعتماد نظام أكثر شفافية وديمقراطية وتوازن.
ويرى البعض أن "الفيتو"
ساهم بشكل كبير بإضعاف توازن القرارات التي تصدر عن مجلس الأمن، وتجريدها من
موضوعيتها، وحال دون تمكنه من حل أهم النزاعات الدولية، لكن آخرين يشيرون إلى أن النظام
العالمي لا يتحمل حالياً نظاماً ديمقراطياً تنفصل فيه السلطات الثلاثة إلى مجلس تشريعي
عالمي، وجهاز تنفيذي، وجهاز قضائي، بسبب اعتبارات سياسية وعسكرية دولية خارجة عن نطاق
التفكير النظري المثالي.
استخدام (الفيتو)
دعماً للكيان الصهيوني
لم يظهر استخدام حق النقض
للدول الخمسة الكبرى في مجلس الأمن سوى عند حاجتها له للدفاع عن مصالحها، فقد
استخدمته الولايات المتحدة 29 مرة ضد أي مشروع قرار في مجلس الأمن يدين الكيان
الصهيوني أو يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني،
ويقول الكاتب محمد الصيفي عن استخدام حق الفيتو إنه منذ تأسيس الأمم المتحدة عام 1945، استخدم الاتحاد
السوفيتي حق الفيتو "النقض" حوالي 120 مرة، والولايات المتحدة 87 مرة وبريطانيا
32 مرة وفرنسا 18 مرة، بينما استخدمته الصين خمس مرات.
وكان استخدام الاتحاد السوفيتي
لحق الفيتو واسعا جدا في الفترة بين عامي 1957 و1985، إلى درجة أن وزير خارجيتها آنذاك،
أندريه غروميكو، أصبح يعرف بـ "السيد نيت"، أو "السيد لا".
وخلال السنوات العشر الأوائل
من عمر المنظمة الدولية، استخدم الاتحاد السوفيتي حق الفيتو 79 مرة،
ومن المفارقات أن كلمة
"فيتو" غير موجودة أصلا في ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على أنه لا يمكن
أن يصدر قرار من مجلس الأمن إلا بعد أن يكون هناك تسعة أصوات من بين الأعضاء الخمسة
عشر في المجلس موافقة عليه، بينهم 5 أعضاء دائمين.
ويقول موقع الأسرى إن
استخدام " الفيتو" من قبل الولايات المتحدة استمر لــ29 مرة ضد الشعب
الفلسطيني وسردها وفق الآتي:-
عام 1967م:
استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) في مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة للحيلولة
دون نص قرار وقف إطلاق النار أثناء حرب يونيو على انسحاب القوات المتحاربة إلى خطوط
الهدنة السابقة.
10 سبتمبر 1972م:
الولايات المتحدة تستخدم حق (الفيتو) ضد قرار تقدمت به كل من الصومال وغينيا ويوغسلافيا
يطالب بوقف العمليات الحربية في الشرق الأوسط بعد شكوى سوريا ولبنان.
26 يوليو 1973م:
الولايات المتحدة تعترض على مشروع قرار تقدمت به الهند واندونيسيا وبناما وبيرو والسودان
ويوغسلافيا وغينيا يعلن الأسف على احتلال الكيان الصهيوني للأراضي العربية.
25 يناير 1976م:
استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) على قرار تقدمت به باكستان وبناما وتانزانيا
ورومانيا في 23 يناير ينص على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة حق تقرير المصير وفي إقامة
دولة حرة في فلسطين وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، وضرورة انسحاب الكيان الصهيوني من
الأراضي المحتلة منذ يونيو 1967م.
25 مارس 1976م:
استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد قرار تقدمت به مجموعة من دول العالم الثالث
يطلب من (الكيان الصهيوني ) الامتناع عن أية أعمال ضد السكان العرب في الاراضي المحتلة.
29 يونيو 1976م:
استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد قرار تقدمت به كل من جويانا وباكستان وبناما
وتانزانيا يؤكد حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة إلى وطنه وحقه في الاستقلال
والسيادة.
30 ابريل 1980م:
استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) ضد مشروع قرار تقدمت به تونس ينص على ممارسة الشعب
الفلسطيني حقوقه المشروعة.
30 ابريل 1980م:
استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) على مشروع قرار تقدمت به باكستان باسم (المؤتمر
الإسلامي) ينص على إشراك منظمة التحرير الفلسطينية في المناقشات بنفس حقوق الدولة العضو
في الأمم المتحدة.
20 يناير 1982م:
استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) ضد مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات على (الكيان
الصهيوني ) لضمها مرتفعات الجولان السورية.
20 ابريل 1982م:
استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد مشروع قرار عربي بادانة حادث الهجوم على المسجد
الأقصى.
25 فبراير 1982م:
استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) على مشروع قرار أردني يطالب السلطات المحلية (في
فلسطين) لممارسة وظائفها وإلغاء كل الإجراءات المطبقة في الضفة الغربية.
9 يونيو 1982م:
استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار اسباني بإدانة الغزو الكيان
الصهيوني ي للبنان.
25 يونيو 1982م:
استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد مشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن بشأن لبنان.
6 سبتمبر 1984م:
فشل مجلس الأمن في إصدار قرار يؤكد أن نصوص اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م تطبق على
الأقاليم المحتلة في لبنان بسبب اعتراض الولايات المتحدة.
11 مارس 1985م:
استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد مشروع قرار لبناني في مجلس الامن يدين الممارسات
الكيان الصهيوني في الجنوب اللبناني.
13 سبتمبر 1985م:
استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد مشروع قرار الأمن بإدانة ممارسات (الكيان
الصهيوني) القمعية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
17 يناير 1986م:
استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) في مجلس الامن الدولي ضد مشروع قرار يطالب (الكيان
الصهيوني ) بسحب قواتها من لبنان.
30 يناير 1986م:
استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد مشروع قانون لمجلس الامن يدين الانتهاكات
الكيان الصهيوني لحرمة المسجد الأقصى ويرفض مزاعم (الكيان الصهيوني ) باعتبار القدس
عاصمة لها.
7 فبراير 1986م:
استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) في مجلس الأمن لمنع إصدار قرار يدين اختطاف
(الكيان الصهيوني ) لطائرة الركاب الليبية.
18 يناير 1988م:
استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يستنكر الاعتداءات
(الكيان الصهيوني) على جنوب لبنان ويطالبه بوقف جميع أعمال التعدي على الأراضي اللبنانية
وجميع الإجراءات ضد المدنيين.
1 فبراير 1988م:
استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد اقتراح في مجلس الأمن يطالب بالحد من عمليات
الانتقام (الكيان الصهيوني) ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
15 ابريل 1988م:
استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن يدين (الكيان الصهيوني ) لاستخدامها
سياسة القبضة الحديدية تجاه الانتفاضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة في أعقاب طردها
8 فلسطينيين.
10 مايو 1988م:
استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) لنقض قرار مشروع قرار مشروع قرار في مجلس الأمن
الدولي لإدانة الاجتياح (الكيان الصهيوني ي) لجنوب لبنان.
14 ديسمبر 1988م:
استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) لمنع استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بإدانة
الاعتداء (الكيان الصهيوني ي) الجوي والبري على الأراضي اللبنانية.
1 فبراير 1989م:
أوقفت الولايات المتحدة جهود مجلس الأمن الدولي لإصدار بيان يسجل رفضه لممارسات (الكيان
الصهيوني ) في الأرض الفلسطينية المحتلة ويدعوها إلى الالتزام باتفاقية جنيف الخاصة
بحقوق المدنيين في زمن الحرب.
18 فبراير 1989م:
استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي
بإدانة (الكيان الصهيوني ) لانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة.
9 يونيو 1989م:
استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار لدول عدم الانحياز
يدين (الكيان الصهيوني ) لسياستها القمعية في الأراضي المحتلة.
7 نوفمبر 1989م:
استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) للاعتراض على قرار مجلس الأمن يدين الممارسات (الكيان
الصهيوني) في الأراضي المحتلة.
1 يونيو 1990م:
استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي قدمته
دول عدم الانحياز بإرسال لجنة دولية إلى الأراضي العربية المحتلة لتقصي الحقائق حول
الممارسات القمعية (الكيان الصهيوني) ضد الشعب الفلسطيني.
واستخدم الفيتو الأمريكي كذلك لمنع إدانة الحرب الصهيونية على قطاع غزة عام
2008، وكذلك لمنع حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة أواخر العام
المنصرم.