• - الموافق2024/11/23م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
التنين الصيني.. من يحكمه وكيف يحكم؟

ماذا تعرف عن الرئيسي الصيني؟ كيف يسيطر الحزب الشيوعي الصيني على الحكم في البلاد؟ ما هو دور المكتب السياسي في وضع السياسات والقوانيين في الصين؟ ما هو موقف الرئيس الصيني من مسلمي الإيغور؟


منذ أيام قلائل وتحديدُا يوم الأحد الماضي 16 أكتوبر افتتح الرئيس الصيني "شي جين بينغ"، المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، حظي المؤتمر باهتمام إعلامي كبير، إذ يلقي الرئيس الصيني خطابًا أمام المؤتمر العام يحدد فيه الاستراتيجية الصينية خلال الأعوام القادمة وموقفها الرسمي في العديد من القضايا الدولية والإقليمية، خاصة في ظل التوترات التي يشهدها العالم سياسيًا واقتصاديًا.

 

 وخلال السنوات العشر الماضية وهي فترة حكم "شي" لولايتين رئاسيتين نجح  في إحكام قبضته على الحكم من خلال خطة إصلاح نالت قيادات الجيش، كما قام بحملة تطهير من الفساد قام خلالها بإبعاد كثير من قادة الحزب المنافسين

الرئيس الصيني الذي بات يحكم الصين لفترة رئاسية ثالثة ينتمي لأكبر تنظيم سياسي في العالم، ويملك من الصلاحيات من لا يملكه أي رئيس، وهذا ما دفعنا للتعرف على آليات حكم أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، لنتعرف كيف يدير الحزب الشيوعي الصيني هذه الدولة الكبيرة؟

تأسس الحزب الشيوعي الصيني في يوليو عام 1921م، في شنغهاي حيث ضم وقتها ثمانية وخمسين عضوًا فقط. اليوم تجاوز عدد أعضائه ستة وتسعين مليونًا. حسب إحصائيات غير رسمية.

يمثل هؤلاء الأعضاء المستوى القاعدي للحزب ويتشكلون من لجان الحزب الشيوعي الصيني في المجتمعات الحضرية والقرى والمؤسسات الاجتماعية والمؤسسات المملوكة للدولة في الصين.

للحزب موارده المالية وميزانيته الخاصة والتي تعتمد بصفة أساسية على مساهمات أعضائه والتي تبلغ بين ( 0,5% إلى 2% من عائداتهم).  ويتملك الحزب مؤسسات مالية ضخمة يديرها بشكل مباشر.

طبقًا لدستور 1982 فإن مجلس النواب الصيني هو أعلى هيئة سياسية في البلاد، وهو يتكون من حوالي ثلاثة آلاف عضو كحد أقصى ينتخب الأعضاء كل خمس سنوات، ويجتمع المجلس مرة كل عام. وفى المجلس الوطني الـ12 الحالي يصم المجل 2943 نائبًا.

وينتخب هذا المجلس عبر عدة مستويات:

ففي المستوى الأقل للبلدة والمحافظة ينتخب الناخبون النواب في مجالس الشعب بشكل مباشر.

ثم يقومون بانتخاب النواب في مجالس الشعب في المدن.

الذين يقومون بدورهم بانتخاب النواب على مستوى المقاطعات.

وتتولى مجالس الشعب للمقاطعات والمناطق ذاتية الحكم والبلديات بانتخاب النواب في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني.

 

طبقًا لدستور 1982 فإن مجلس النواب الصيني هو أعلى هيئة سياسية في البلاد، وهو يتكون من حوالي ثلاثة آلاف عضو كحد أقصى ينتخب الأعضاء كل خمس سنوات، ويجتمع المجلس مرة كل عام.

ينتخب المجلس أربع مؤسسات رئيسة:

أولاً: ينتجب المجلس اللجنة الدائمة: وهي تتكون من 150 عضوًا، وهي تشكل مركز الثقل الحقيقي للمجلس وتجتمع مرة كل شهرين. وهي غير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي.

ثانيًا: يختار مجلس النواب مؤسسة الرئاسة المكونة من رئيس الدولة ونائبه، وإن كان الدستور يعد هذا المنصب شرفي. لكن منذ العام 1993م يتولى الأمين العام للحزب منصب الرئاسة بالإضافة إلى اللجنة العسكرية وهذا ما يعطي للمنصب قوة وأهمية كبيرة.

ثالثًا: يختار المجلس أيضًا أعضاء مجلس الدولة، وهي يعد الجناح التنفيذي، أو بمثابة مجلس الوزراء المكلف بتنفيذ الخطط والقوانين وسياسات الحزب الحاكم، ورئيس مجلس الدولة هو ما يقابل رئيس مجلس الوزراء، ويشرف على رؤساء المدن والبلديات.

رابعًا: يختار مجلس النواب أيضًا أعضاء اللجنة العسكرية المركزية للدولة وتشرف اللجنة على كل ما يخص الجيش أو ما يعرف بجيش التحرير الشعبي بداءً من الميزانية إلى تعيين القادة العسكريين واتخاذ قرارات نشر القوات وكل ما يخص الشؤون العسكرية،، وأعضاء اللجنة هو من كبار الجنرالات في الجيش، لكن رئيس اللجنة لا بد أن يكون من قيادات الحزب الشيوعي.

هذا فيما يخص الهيكل الإداري للدولة أما الهيكل الإداري للحزب فإنه يمثل مركز الثقل الحقيقي ومصدر السياسيات والقوانين في الصين. وله طبيعة هيكلية مختلفة وإن كانت متشابكة مع الهيكل الإداري للدولة، حيث يتحكم الحزب بشكل كامل في قرارات التعيين في المناصب الهامة في الدولة.

 

 تأسس الحزب الشيوعي الصيني في يوليو عام 1921م، في شنغهاي حيث ضم وقتها ثمانية وخمسين عضوًا فقط. اليوم تجاوز عدد أعضائه ستة وتسعين مليونًا

ويرسم الحزب السياسات التي تحكم كافة جوانب حياة الصينين بداية من المناهج التعليمية إلى الوظائف وأنماط الحياة وطريقة العيش ونوعية الطعام حتى عدد الأولاد المسموح لهم.

يتدرج الهيكل التنظيمي إلى عدد من الهيئة التراتبية الهرمية وتنقسم إلى ثلاث دوائر هامة وهي مصدر السلطة الحقيقية في الحزب والدولة.

أولاً: اللجنة المركزية والمكونة من 200 عضو بجانب 200 بديل. وتجتمع بانتظام، وتتولى مسؤولية اختيار أعضاء المكتب السياسي رسميًا.

ثانيًا: تختار اللجنة المركزية 25 عضوًا يشكلون المكتب السياسي

ثالثًا: "اللجنة الدائمة"، وهي أقوى هيئة لصنع القرار في الصين وتتألف عادة من خمسة إلى تسعة رجال يقودهم الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني.  

يجتمع المكتب السياسي الكامل مرة واحدة في الشهر، بينما تجتمع اللجنة الدائمة أسبوعيًا. ويحدد الأمين العام جدول أعمال الاجتماعات وغالًبا ما تتخذ القرارات بتوافق الآراء وليس بأغلبية الأصوات.

يتكون أعضاء المكتب السياسي في الغالب ذكوراً منتمين إلى عرقية الهان المهيمنة في الصين، ويتولون المناصب المهمة في الحكومة.

" شي جين بينغ" رجل الحزب والدولة القوي:

في العام 2018 مهد "شي" السبيل لنفسه لإمكانية استدامة حكمة مدى الحياة، وعن طريق البرلمان قام بتعديل الدستور الصيني وألغى المدة المحددة بفترتيْن لرئيس البلاد. وخلال السنوات العشر الماضية وهي فترة حكم "شي" لولايتين رئاسيتين نجح  في إحكام قبضته على الحكم من خلال خطة إصلاح نالت قيادات الجيش، كما قام بحملة تطهير من الفساد قام خلالها بإبعاد كثير من قادة الحزب المنافسين. وأسفرت تلك الحملة عن معاقبة ما لا يقل عن 1,5 مليون شخص بحسب الأرقام الرسمية، وصدرت عقوبات بحق عدد من كوادر الحزب منها النائب السابق لوزير الأمن العام "سون ليجون" وأخرى وزير العدل السابق "فو زينهوا"، وهما يقضيان في الوقت الحالي عقوبة بالسجن مدى الحياة.

خلال العقدين السابقين كان يتم اختيار أمين عام جديد في كل مؤتمر، وكتقليد حزبي كان أمين السابق يقوم بتقديم خلفية له، لكن وخلال مؤتمر الحزب 2017 كان من المفترض أن يتنحى شي فاسحًا المجال أمام قيادة جديدة وهو الأمر الذي لم يحدث. وبدا أن هناك نية لديه للقبض مفاصل السلطات الثلاث في الصين وهي: الحزب حيث احتفظ بمنصب الأمين العام مخالفًا العرف الحزبي، ورئاسة الدولة حيث احتفظ في المؤتمر الأخير بمنصب الرئاسة لفترة ثالثة بعد تعديل الدستور لصالحه، وظل محتفظا كذلك برئاسة اللجنة العسكرية.

 القيادة الصينية

قاعدة أخرى تجاوزها شي وهي عدم تجاوز كبار المسؤولين في الحزب سن الـ 68 عاماً أو أكثر في وقت انعقاد المؤتمر العام، حيث يتقاعدون من تلقاء أنفسهم. لكن "شي" البالغ من العمر 69 عامًا خالف هذه القاعدة أيضًا ولا يزال محتفظًا بسلطاته جميعها. ولا يعرف إن كان الاستثناء الذي أصاب "شي" سيتعداه إلى بقية أعضاء المكتب السياسي للحزب أم هو استثناء خاص به وحده.

وارتبط اسم الرئيس الصيني "شي" بمأساة الإويغور. ورغم تعرض مسلمي الإيغور للعديد من الانتهاكات منذ ضم الإقليم قسرًا للصين، إلا أنه ومنذ صعود الرئيس "شي" إلى زعامة الحزب ورئاسة الدولة زادت حدة تلك الانتهاكات بشكل كبير، وهو الأمر الذي دفع الأمم المتحدة في نهاية أغسطس 2022، لإصدار تقرير عن احتمال ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في مقاطعة شينجيانغ أو تركستان الشرقية التي يقطنها أقلية الإيغور المسلمة.

 

 

أعلى