مسلمو الهند بين التمييز العنصري والإرهاب الهندوسي
يمر المسلمون في الهند بأصعب مرحلة في حياتهم نتيجة تآمر الأحزاب الهندوسية المتطرفة، هذه المرحلة تشهد حملة إبادة منظمة تحت مرأى ومسمع الحكومة الهندية والعالم، ولكن دون تدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بل كشفت الحقائق والتقارير عن تورط الحكومة في هذه الأحداث. حيث يتواصل الإرهاب الهندوسي، تجاه مسلمي الهند وخاصة مدينة دلهي، وتقوم العصابات الهندية التابعة للحزب القومي الهندوسي بهاراتيا جاناتا بحرق مساجدهم، وبيوتهم، وإيقاف تجارتهم، والتنكيل بهم.
الانتهاكات الهندوسية ضد مسلمي الهند بدأت وتصاعدت بعد تظاهرات المسلمين الرافضة لقانون الجنسية الطائفي الجديد الذي أقرته الهند، والذي يسمح بتجنيس جميع الأطياف ما عدا المسلمين. أضف إلى ذلك التصريحات الأمريكية التي قالها الرئيس، ترامب خلال زيارته إلى الهند والتي يمكن اعتبارها تحريضا مباشرا ضد مسلمي الهند، لاسيما وقد أعقبها أعمال عنف طالت مسلمي الهند ولا تزال.
ثمة مصالح وحسابات تجارية وعسكرية وتصفية حسابات سياسية من أمريكا التي تصطف مع الهند ضد تحالف باكستان والصين. حيث يلعب ترامب على كارت الإسلام الراديكالي تحت مسمى الإرهاب الكاذب، ليصب الزيت على النار ليشعلها حربا بين المسلمين والهندوس.
إن الأحداث الحالية التي تحدث في الهند، هي أسوأ موجات العنف تجاه المسلمين خلال الفترة الأخيرة فما يتعرض له المسلمون هي مجازر. يرتكبها الهندوس الذين يجوبون شوارع المدينة ويقوموا بإضرام النيران في المساجد ومنازل المسلمين ومتاجرهم وشركاتهم ونهبها، وقتل أو حرق المسلمين أحياء في ظل صمت مطبق من قبل الحكومة الهندية التي تركت المسلمين من دون حماية.
أعداد القتلى وصلت إلى 38 قتيل، وأكثر من 220 مصابًا، ولا زالت الأعداد في ازدياد، في ظل صمت وتواطؤ من الحكومة الهندية، فسيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء لا تصل إلى أماكن اشتعال النار إلا بعد حرق المساجد والبيوت، حيث وصل عدد المساجد التي تم حرقها 5 مساجد حتى الآن، ويأتي هذا الظلم الشديد بالتزامن مع حملة اعتقالات ضخمة تشنها الحكومة الهندية، تم القبض فيها على الدعاة
ورجال الدين المسلمين ومنع أية تجمعات للمسلمين، في الوقت الذي تواصل فيه العصابات الهندوسية الفتك بالمسلمين، واغتصاب نسائهم، واختطاف أطفالهم وترويعهم، وإغلاق مدارسهم.
رئيس الوزراء الهندي نار يندرا مودي وحزبه بهاراتيا جاناتا من أكثر المتطرفين في تبنيهما للقومية المتطرفة واستعدادهما لاستخدام العنف، على اعتبار أنهما أقرب الأنظمة اليمينية المتطرفة إلى الفاشية التقليدية التي تدعوا إلى تهميش وطرد المسلمين الهنود من البلاد.
ويتهم معارضو مودي بأنه يريد تحويل الهند العلمانية إلى بلد هندوسي بشكل كامل ويشير له خصومه بأصابع الاتهام بعد تبنيه الخطاب الناري الذي اعتمده مسؤولو حزبه فترة الحملة الانتخابية المحلية في دلهي. وأكدوا بأنه قادر على وقف العنف بشكل أسرع إذا ما أراد ولكن إجراءاته على الأرض وما يقوم به حزبه تؤكد تأييده لذلك ضد المسلمين ربما تمهيداً لمجازر كبيرة بحق المسلمين لإرهابهم أو على الأقل عزلهم في الهند.
إن ما تقوم به الحكومة الهندية من جرائم لا يمكن تقبلها ولا تبريرها، ويجب على العالم أن يقف على رجليه للدفاع عن الإنسانية، لأن ما يحدث جرائم يعاقب عليها القانون، لكن أمريكا والغرب لا يأبه إذا كانت المذابح ضد المسلمين.
وحول ردود الأفعال عبرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليت، عن قلقها من عدم مبالاة الشرطة الهندية بالاعتداءات التي يتعرض لها المسلمون في البلاد، واستهجنت عدم تحرك الشرطة هناك لمنع الاعتداءات التي يتعرض لها المسلمون من قبل بعض المجموعات الهندوسية، واستخدامها العنف ضد المتظاهرين السلميين.
وحذر رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان الأمم المتحدة من إمكانية مواجهة بلاده موجة جديدة من اللاجئين من الهند، ما لم يتحرك المجتمع الدولي لوقف تجريد 200 مليون مسلم من الجنسية. مشيرا إلى أن الحكومة الهندية بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا القومي، تستهدف المسلمين والأقليات الأخرى من خلال أعمال تسجيل المواطنة، الأمر الذي قد يجعلهم عديمي الجنسية. وسيجلب مشاكل مستقبلية على بلاده لأنه قد يؤدي إلى أزمة لجوء كبيرة.