• - الموافق2024/11/23م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
خارطة التجمّعات والمؤسسات الشيعية في اليمن

خارطة التجمّعات والمؤسسات الشيعية في اليمن

                 

إلى وقت قريب وتحديداً قبل 5 سنوات على الأكثر، لم يكن للشيعة الإمامية الاثني عشرية ثمة وجود وحضور يذكر في اليمن إطلاقاً، بل كانت السلطة وأجهزة ومؤسسات الدولة السياسية والأمنية تطاردهم، واعتقلت وأودعت العشرات منهم في السجون، وبمرور السنوات تباعاً وعلى حين غفلة من اليمنيين صار للشيعة الإمامية الاثنا عشرية الجعفرية في بضع سنوات عدد غير محدود من المؤسسات والمراكز والأنشطة والمجالس، من أبرزها مؤسسة دار الزهراء للإعلام الثقافي، ومقرها في العاصمة صنعاء، يديرها محمد الحاتمي، ومن أبرز النشاطات نشر المذهب تحت مسمى فكر أهل البيت عليهم السلام من خلال المادة المرئية (أفلام cd) والمقروءة (مادة الكتاب الملائم) والمسموعة (كاسيت cd)

ولمؤسسة دار الزهراء عدة فروع في محافظات الجمهورية، إنشاء المكتبات في أنحاء الجمهورية اليمنية، توزيع المنشورات الشهرية وأحياء المناسبات الدينية مثل: عاشوراء، الغدير، مواليد أهل البيت (عليهم السلام) ووفاتهم.

ولهم في جنوب اليمن المدرسة الجعفرية ومقرها في مدينة عدن، ويديرها عبد الكريم علي عبد الكريم، ومن أبرز نشاطات المدرسة الجعفرية اللجنة التبليغية لجمعية الشيعة الإثنا عشرية واستقطاب الشباب وإرسالهم إلى الخارج لدراسة المذهب الشيعي الإمامي في كل من طهران ودمشق وبيروت.

كما أنشأوا عدد من المؤسسات والمجالس والأربطة، منها المجلس الإسلامي الشيعي اليمني" ودار أحباب أهل البيت عليهم السلام، ومقرهما في تعز ويتم إدارة تلك المؤسسات من قبل أبو حسين على الشامي، كما أنشأوا مؤسسة الرضيع والنبأ الخيرية ومقرها في محافظة الجوف، ويديرها عبد الواحد كرشان.

يدير الشيعة الزيدية اليوم والدّاعون إلى الإمامية الاثني عشرية، المتأثرين بها وبالثورة الإيرانية مجموعة من المدارس والمراكز الدينية والمساجد منها مركز بدر العلمي، وهو عبارة عن مسجد وملاحق ومقره في حي الصافية في العاصمة صنعاء، ومركز الدراسات الإسلامية ومقره في العاصمة صنعاء، ويرأسه إبراهيم بن محمد الوزير، وتصدر عنه جريدة (البلاغ) الأسبوعية التي يرأس تحريرها عبد الله بن إبراهيم الوزير نجل رئيس المركز.

ويعتبر الجامع الكبير في العاصمة صنعاء، من أبرز وأهم المراكز الدينية، ويتبعه ملاحق عدة من أهمها مدرسة لتحفيظ القرآن وعلومه وعدد من الحلقات التعليمية التي تقام فيها بعض الدروس الفقهية والمقررات المنهجية والفكرية في المذهب الزيدي الهادوي ومعتقدات الجارودية و"الزيدية الاثني عشرية"، وله أوقاف تدرّ دخلاً وصندوق خيري لطلاب العلم، كما أن فيه أكثر من حلقة لتدريس الفقه وأصوله واللغة ...وغير ذلك.

وفي المدينة القديمة لديهم عدد من المساجد والمراكز والمؤسسات من أبرزها مركز ومسجد النهرين الذي يقع في منطقة صنعاء القديمة، ويتركز نشاط هذا المسجد في إصدار صحيفة صغيرة تدعى "النهرين"، وهي غير منتظمة الصدور.

كما يعتبر دار العلوم العليا وهي مدرسة كبيرة في العاصمة صنعاء بنيت على نفقة إيران، وتنفق عليها الحكومة اليمنية، ومنهجها مختلف عن المدارس العامة، فالمناهج والمدرسون من الشيعة الزيدية.

ومن أهم المراكز الدينية مركز ومسجد الهادي الذي يقع في مدينة صعدة، شمال اليمن، التي تعتبر من أهم التجمعات الشيعية النشطة في اليمن، وفيه مدرسة تقع غرب المسجد (الهادي)، وتتكون من طابقين، وبها مكتبة المسجد، ويدير المدرسة أحمد بن محمد حجر، ولهم عدد المراكز الصيفية التي كانوا يقيمونها للطلاب في مدينة صنعاء وصعده وذمار وغيرهما،

ومع أجواء الانفتاح التي عاشتها اليمن بعيد تحقيق الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب في 1990، سارع الشيعة الزيدية إلى دخول المعترك السياسي في اليمن بشكل ملحوظ بعد سنة 1990، حيث سمح في ذلك العام بإنشاء الأحزاب وتأسيس الجمعيات وإصدار المطبوعات، فبادر الشيعة إلى إنشاء حزب الحق: الذي يرأسه أحمد محمد الشامي، واتحاد القوى الشعبية: ويرأسه إبراهيم علي الوزير، وتنظيم الشباب المؤمن أساس تكوين (الحركة الحوثية).

كما بادروا إلى إصدار بعض الصحف والمطبوعات والهيئات الثقافية، ومنها صحيفة الشورى: الناطقة باسم اتحاد القوى الشعبية، ويرأس تحريرها محمد بن يحيى المداني، وصحيفة الأمة، الناطقة باسم حزب الحق، ويرأس تحريرها محمد بن يحيى المنصور وصحيفة البلاغ، صاحب الامتياز هو إبراهيم بن محمد الوزير، ويرأس تحريرها عبد الله إبراهيم الوزير.

وإضافة إلى الصحف التي يصدرها الزيدية في اليمن، فإنهم يهتمون بنشر وتوزيع والدعوة إلى عدد من المجلات الشيعية التي تصدر خارج اليمن مثل العالم، التي تصدرها إيران، والنور، التي تصدرها من لندن مؤسسة الخوئي، ويشرف عليها شيعة عراقيون.

بالإضافة للصحف والمجلات، فللشيعة الزيدية حتى اليوم وجود بارز في إذاعة وقناة صنعاء وأخواتها، كما أنهم يدعون أنصارهم لمتابعة إذاعة طهران بحجة أنها الإذاعة الوحيدة التي لا تبث الأغاني.

وبتنامي حدة الصراع السياسي في اليمن، الذي يعزى ويتهم فيه الشيعة الزيدية بين طرفي الصراع الحاكم والقديم النافذ اجتماعياً وسياسياً في البلد، الرئيس السابق علي صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام، والجنرال واللواء علي محسن صالح ومشايخ آل الأحمر في قبيلة حاشد وحزب التجمع اليمني للإصلاح الواجهة السياسية للحركة الإسلامية في اليمن، استطاع الشيعة الزيدية تعزيز تواجدهم ونفوذهم في مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية والسياسية والإدارية، عدا دعمهم للتمرد الحوثي في شمال الشمال والعمل تحت راية ومظلة واحدة، أسفرت عن خروج مكون سياسي جامع لهم وهو " حركة أنصار الله" الذي أضفوه عبثاً وبطريقة التذاكي الغبية على الجماعة الحوثية، لكنه يضم في حقيقة الأمر والواقع تحت إطاره مجمل تجمعات ومؤسسات الشيعة الزيدية .

 ونتيجة لتغلغلهم في داخل مؤسسات الدولة اليمنية وأجهزتها الأمنية والسياسية، استطاع الشيعة الزيدية أيضاً النفاذ إلى أعلى قمة في هرم السلطة وحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، والتخلص بصورة مباشرة وغير مباشرة من الكوادر والهيئات والشخصيات غير المنتمية لهم، وتوسيع دائرة ونطاق عملهم أيضاً في إطار الأحزاب والمنظمات الجماهيرية والمؤسسات الدينية، فقد قاموا بإنشاء "رابطة علماء اليمن" في مقابل "هيئة علماء اليمن" التي تمثل علماء السنة، وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي مقابل تكتل أحزاب اللقاء المشترك رغم سيطرتهم وتأثيرهم الكبير في داخله من خلال حزب الحق واتحاد القوى الشعبية وحزبي البعث العربي بقطريه العراقي والسوري .

وفي ذات السياق سعى وعمد الشيعة الزيدية، منذ اندلاع الثورة الشعبية وأثناء الفترة الانتقالية إلى إنشاء الكثير والعديد من الأحزاب والهيئات والمنظمات والنقابات الجماهيرية والشعبية، بالإضافة إلى إنشاء المراكز البحثية والدراسات والقنوات الإعلامية الفضائية، وإصدار الصحف والمطبوعات والمجلات والنشرات، وفي مقدمة ذلك إنشاء وتأسيس حزب الأمة ومركز الدراسات الاستراتيجية والاستشارية، وقناتي المسيرة والساحات، وعدد من الصحف والمجلات والنشرات من أبرزها مجلة ثقافتنا والرابطة وصحيفتي الأولى والشارع، والمسيرة والمسار والهوية والتوعية الثورية .

كما عمل الشيعة الزيدية على استثمار التدخلات الخارجية والتوجهات الدولية باليمن في محاربة خصومهم السنة تحت يافطة الحرب على الإرهاب والإسلام السياسي، وتوظيف ذلك في صالحهم، كما أنهم عمدوا من وقت مبكر إلى مد الجسور وبناء شبكة من العلاقات والتنسيقات المفتوحة مع من يملكون سلطة القرار والتأثير في عدد من الدول الغربية، وبصورة مركزة لدى الأجهزة والمؤسسات الرسمية وصناع القرار في واشنطن والأمم المتحدة.

وفي هذا الإطار تبادل الشيعة الزيدية الكثير من اللقاءات والزيارات مع ممثلي البعثات الدبلوماسية وملحقاتها، وعقدوا الكثير من الندوات وورش العمل والبرامج والأجندة بتلك الدول، وأنشأوا العديد من المنظمات والمؤسسات الحقوقية، التي تعنى بالعمل على نشر التسامح ومحاربة ونبذ ثقافة التطرف والإرهاب، بدعم وتمويل ورعاية من تلك الدول والمنظمات الدولية.     

وقد أسهمت في الجملة هذه المراكز والأنشطة السياسية والتحركات للشيعة الزيدية إلى تسريع وتيرة إحكام سيطرتهم على الحكم في اليمن، وساعدتهم عوامل كثيرة للاستئثار بالحكم والسلطة والنفوذ، من أهمها وأبرزها نفوذهم وتغلغلهم الكبير في الدولة وحالة ودورة الصراع السياسي بين طرفي الحكم القديم والنافذ سياساً واجتماعياً، الرئيس السابق علي صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام من جهة واللواء علي محسن الأحمر ومشايخ آل الأحمر، وحزب التجمع اليمني للإصلاح من جهة أخرى.          

واتكئ الشيعة الزيدية في إدارة مراكزهم الدينية وأنشطتهم السياسة، وإدارة الصراع مع خصومهم طيلة السنوات الماضية وإقصاء شركاؤهم القدماء في الحكم، عن طريق الدعم الرسمي واللامحدود من قبل الدولة ومن خلال نفوذهم وتغلغلهم في أجهزتها الأمنية والسياسية والدعم الخارجي الإيراني اللامحدود والواسع، ودعم شيعة الخليج، وتجار السلاح والعملة، والمصارف والاستثمارات الكبيرة والصغيرة منها في الداخل والخارج، وزكاة (الخمس) على الأنفس والأموال والزروع والثمار.

أعلى