من الآيات الكونية :
-
{هو الذي خلق لكم
ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو
بكل شيء عليم
}
هكذا تتجلى عظمة الله سبحانه وسعة ملكه بتكشف تفاصيل عملية
الخلق.
-
{بديع السماوات
والأرض
}
إنه الإبداع والجمال الناشئ عن عظيم القدرة وكمال الجلال.
-
{إن في خلق
السماوات والأرض واختلاف الليل و النهار والفلك التي تجري في
البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به
الأرض بعد موتها...
}
قال القاضي عبد الجبار : (الآية تدل على أمور. أحدها : أنه لو
كان الحق يدرك بالتقليد واتباع الآباء والجري على الألف
والعادة لما صح ذلك . وثانيها : لو كانت المعارف ضرورية وحاصلة
بالإلهام لما صح وصف هذه الأمور بأنها آيات؛ لأن المعلوم
بالضرورة لا يحتاج في معرفته إلى الآيات . وثالثها : أن سائر
الأجسام والأعراض وإن كانت تدل على الصانع فهو تعالى خص هذه
الثمانية بالذكر لأنها جامعة بين كونها دلائل وبين كونها نعماً
على المكلفين على أوفر حظ ونصيب، ومتى كانت الدلائل كذلك كانت
أنجع في القلوب وأشد تأثيرا في الخواطر) [1]
-
{يسألونك
عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج
}
إنها الحقيقة العلمية المختصرة التي تفيد أن الشمس والقمر
وسائر الكواكب تتحدد عن طريقها الأوقات والاتجاهات، كما توضح
أن حقائق وعلوم الأهلة قبل نزول القرآن الكريم كانت مجهولة
[2].
-
{كما علمكم ما لم
تكونوا تعلمون
}
يخرج الإنسان إلى هذه الحياة وهو لا يعلم شيئا ثم لا يزال
يتعلم حتى يصل الحدود التي جعلها له ربه عز وجل لا يتجاوزها
قيد أنملة.
-
{ يعلم ما بين
أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع
كرسيه السماوات والأرض
}
في هذا الجزء من أعظم آيات القرآن تتجلى إحاطة علم الله تعالى
بجميع الكائنات، كما يتبين عجز الكائن البشري عن إدراك شيء من
أسرار هذا الكون إلا بقدر ما أتاح له خالقه عز وجل
[3]
، إنها سعة ورحابة لكون شاسع مترامي الأطراف لا يعلم حدوده إلا
فاطره؛ سبع سماوات فوقها كرسي الرحمن الذي يسعها جميعا....
- {لله
ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أوتخفوه
يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل
شيء قدير
}
فحري بمن سمع هذه الآية المباركة أوقرأها أن يزداد إيمانه
بمالك السماوات و الأرض، وأن يوقن بعظمة سلطانه وكمال قدرته،
وأنه سبحانه العالم بالخفايا المقدر لكل القضايا.
المقدمة 1 2 3 4 5 الخاتمة
[1]
محاسن التأويل للقاسمي (1\461)
[2]
انظر: الموسوعة الكونية الكبرى ص 48،277
[3]
انظر : تفسير ابن كثير (1\304)