• - الموافق2024/11/25م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
هل نفرح بالعيد ؟

هل نفرح بالعيد ؟


يأتي عيد الفطر ، وقد أتم المسلمون صيام شهر رمضان وقيامه ، فيحمدون الله أن أتم عليهم نعمه التي لا تحصى ، ويفرحون لذلك .

يفرح المسلمون وهم يرون من مظاهر الطاعات ما يثلج الصدور ؛ فهاهي أفواج المعتمرين إلى بيت الله العتيق تترى ، وأهل الدعوة إلى الله يتبارون بإعداد المناشط الدعوية ، ويتفننون بالأفكار الإبداعية ، كل ذلك ليصل الخير إلى جميع الناس . فحق لنا أن نفرح بالعيد ؛ فمن الحِكَم التي أباح فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - الاحتفاء بالعيد أن يعلم الناس أن في ديننا فسحة .

يأتي عيد الفطر ، وإخواننا في غزة يستبشرون بما تحقق لهم من دحر الصهاينة وخروجهم من تلك البقعة ، ليرينا الله ما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام ، وأثبته في محكم التنزيل : { فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي المُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ } ( الحشر : 2 ) .

قبل أربع سنوات ، أزبد وأرعد الرئيس الأمريكي ، وانتشى بسقوط حكومة طالبان وظن أن العالم صار رقعة شطرنج ، وهو اللاعب الوحيد فيه ، فهدد دولاً كثيرة ، قال إنها تزيد على ستين دولة .

وها هي الأيام تمضي ، وقد عجزت أمريكا أن تهضم أفغانستان ، وغصت بـ العراق ، والطريق ما زال طويلاً طويلاً أمام أحلامه التي كان يمنِّي بها نفسه .

ويرسل الله عليه جنداً من عنده ، فتكون الفضيحة الكبرى ، بأن الدولة العظمى تعجز عن مواجهة إعصار كاترينا بسبب حرب تخوضها على أرض دولتين ضعيفتين لا تملكان حولاً ولا قوة من الناحية المادية .

ولكن هل من يملك الأرض يملك الشعوب والقلوب ؟ لقد زرع بوش ليحصد لقومه الكراهية بين الأمم ، وهاهم جنوده يعودون إليه محمولين في التوابيت ، لتصرخ أمهاتهم ويتحرك بعض نواب الكونغرس لعلهم يستدركون سقوط القوة العظمى وحفظاً لماء الوجه لا رغبة بالعدل بين الشعوب .

أليس لنا أن نفرح ونحن نرى مصداق قوله تعالى : { إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } ( النساء : 104 )

أعلى