• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
عوائق التنمية

عوائق التنمية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين.. وبعد:

فإن مصطلح (دول العالم الثالث) مصطلح مهذب يستخدم للتعبير عن التخلف التنموي الذي تعيشه بلادنا الإسلامية. ورغم أنَّ هذا المصطلح من المصطلحات المتداولة منذ عقود، إلا أنَّ الواقع لم يتغيّر كثيراً؛ فمؤشرات التنمية تزداد انحداراً وضعفاً، مع أننا أمة غنية بمواردها الطبيعية وطاقاتها البشرية.

وأسباب التخلف التنموي كثيرة جداً تختلف باختلاف البلدان، لكن من الأسباب الرئيسة الجامعة: أنَّه لا توجد إرادة حقيقية جادة من صنّاع القرار لتحقيق التنمية، وإن وجد بعض إرادة فإن مشاريع النهضة والتنمية محاصرة بأربع آفات رئيسة:

الأولى: أنَّ أكثر خطط التنمية ينطلق من الاستهلاك وليس من الإنتاج.

الثانية: أنَّ التنمية معتمدة على الاستيراد وليس على التوطين.

الثالثة: أنَّ التنمية بميادينها المتعددة قائمة على التبعية للغرب أو الشرق، وليس على الاستقلال الحضاري.

الرابعة: ضعف التعليم بمراحله المختلفة؛ فالتنمية إنما تبدأ بإصلاح منظومة التعليم، فهو منطلق النهضة الحضارية بأبعادها المتنوعة.

ولهذه الأسباب ونحوها تأسّست بيئة هشة لا تعتني بالإنجاز، ولا تحتفي بالإبداع، وتصنع أمجادها في ميادين هامشية لا صلة لها بالتقدم والتنمية، وفي كل عام تتسع الهوَّة التي تفصلنا عنها!

لقد أصبحت العلوم والمعارف التقنية متاحة للجميع، واستطاعت بعض الدول الصاعدة كسرَ الاحتكار التقني عندما ملكت الإرادة الجادة للنهضة وأعادت صياغة البيئة التعليمية والإعلامية لتحقيق أهدافها الحضارية.. فهل آن لنا أن نعيد صياغة عقولنا، ونستدرك ما فاتنا من قطار التنمية؟!

قال الله – تعالى -: {إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد: ١١].

أعلى