المنحدر الخطير

ومن الأحداث ذات الدلالة: تبنّي الإدارة خيار دعم الحرب على غزة، بغضّ النظر عن الممارسات العسكرية والسياسية والإعلامية الفاشلة لحكومة نتنياهو، واستعملت أمريكا حق النقض (الفيتو) لإفشال ثلاثة قرارات لمجلس الأمن،


 الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه، وبعدُ:

خلال الأسابيع القليلة الماضية تتابعت أحداث ذات دلالات عظيمة تُلخِّص حالة أمريكا المرتبكة، فإدارتها الضعيفة وعديمة الكفاءة تتخبَّط في محاولةٍ يائسةٍ للخروج من الأزمات المتلاحقة في وقت حرج؛ فالانتخابات الرئاسية على الأبواب، وعودة ترامب للسلطة تُمثّل كابوسًا مرعبًا.

 ومن الأحداث ذات الدلالة: تبنّي الإدارة خيار دعم الحرب على غزة، بغضّ النظر عن الممارسات العسكرية والسياسية والإعلامية الفاشلة لحكومة نتنياهو، واستعملت أمريكا حق النقض (الفيتو) لإفشال ثلاثة قرارات لمجلس الأمن، وفي آخر تصويت كانت أمريكا وحيدة في رفض وقف إطلاق النار.

وبعد ذلك قدّمت أمريكا مشروعها الخاص لوقف الحرب بالتشاور مع الكيان المجرم، وكانت المفاجأة أن روسيا والصين استعملتا حق النقض (الفيتو) لإفشال القرار، مما يُؤذن بمرحلة خروج مجلس الأمن والأمم المتحدة من حضن أمريكا، وبالتالي فالقرار الذي مُرِّر طرحته الدول غير دائمة العضوية، وكان إمراره بالإجماع، مع امتناع أمريكا وحدها عن التصويت؛ في دلالةٍ على الإفلاس السياسي والدبلوماسي.

وكانت ثالثة الأثافي عملية القتل الجماعي التي وقعت في موسكو، وكان هَمّ الغرب تبرئة أوكرانيا والترويج لتبنّي داعش، وكان ملخص التصريحات الأمريكية أن أوكرانيا بريئة، ويكفي تبني داعش؛ فهي وحدها المسؤولة، ولكن المصيبة أن المنفّذين قد تم القبض عليهم أحياء، وبدون مقاومة تقريبًا قرب الحدود الأوكرانية.

ومن تصريحات بوتين والمسؤولين الروس؛ يتضح أن الروس أمسكوا المنفذين، ولكنهم يبحثون عمَّن أمر بالتنفيذ، وإشارات المسؤولين تُصرّح بدور أوكراني أمريكي بريطاني، ومحاولة تنشيط داعش في هذه المرحلة -وإبرازها على السطح، وأنها جهة مستقلة تمر بمرحلة التعافي-؛ لن تمر على الدول المستهدَفة، فلسان حال بوتين كمن يقول: «لقد دفنّاه معًا»، فلا يخفى أن الروس وحلفاءهم يستعملون أدواتهم في الصراع باحترافية عالية. وأما محاولة إعادة داعش للواجهة؛ فهي مكشوفة، وبداية لصراعٍ دامٍ لن تُراعَى فيه لا مصالح ولا مستقبل الأتباع.  

  

أعلى