• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
تعظيم القرآن

تعظيم القرآن

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد النبي سيد ولد آدم أجمعين، أما بعد:

فإن القرآن الكريم هو كلام رب العالمين الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم مناراً للسالكين ليخرجهم بإذنه من الظلمات إلى النور المبين، وحق ما فيه من الخير والرحمة للأولين والآخرين أن يقابَل بالتبجيل والتعظيم لا بالإعراض والهجران والتهوين، وقد وصفه قائله الرب الجليل بأنه عظيم؛ فقال تعالى:} وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْـمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ{  ]الحجر: 87 .[

والتعظيم يشمل الجانب العقدي والجانب العملي، فمن تعظيمه: استحضار أن المتكلم به هو جبار السموات والأرض جلَّ جلاله، فمن استخف بكلامه فقد استخف به سبحانه فكفر.

ومن تعظيمه:  اعتقاد كماله وتمامه وأنه لا نقص فيه ولا اختلاف ولا اضطراب، كما قال تعالى}: ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ{ ]البقرة: ٢ [،واعتقاد شموله وعمومه بحيث لا تنزل بالناس نازلة إلا وفي كتاب الله دليل على سبيل الهدى فيها، كما قال تعالى}  :وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ{  ]النحل: 89.[

ومن تعظيم القرآن الكريم: التحاكم إليه، فلا يتحاكم إلى ما عارضه في كثير أو قليل} ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ{ ]الجاثية: 18.[

ومن تعظيمه: الخضوع التام والاستكانة لحكمه لا الاعتراض والمجادلة} وَمَا كَانَ لِـمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْـخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ { ]الأحزاب: 36 ].

ومن تعظيمه: أن يكون كلف به فيكون له ورد ثابت يقرأه يومياً ويكحل عينيه برؤية كلام ربه ويجد في قراءته راحة قلبه.

ومن تعظيمه: العناية بدراسته وتفسيره وتدبّر آياته والالتزام بأحكامه والانتفاع بآدابه ومواعظه.

ومن تعظيمه: الذبّ عنه والانتصار له ومواجهة دعوات الإساءة له من المعادين وأهل الأهواء والمتطاولين.

ومن تعظيمه: العناية بترجمة معانيه إلى اللغات المختلفة، ترجمةً دقيقةً من أهل العلم والاختصاص.

ومن تعظيمه: العناية بتحفيظه وتعليمه، وتطوير آليات التعليم والتدريس لتكون وسيلة لترسيخ الاهتمام به وبعلومه.

ومن تعظيمه: ألا يُنال به عَرَض من الدنيا، فإن فاعله من أوّل من تُسجَّر به نار جهنم.

أعلى