• - الموافق2024/04/19م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
حكومة "الحقوقيين".. والإبادة المستمرة للروهنجيا

حكومة "الحقوقيين".. والإبادة المستمرة للروهنجيا

  فمنذ عام 2012، لاذ نحو عشر سكان الروهينجا بالفرار من مذابح البوذيين في ميانمار، ما أشعل فتيل أزمة لجوء إنساني في دول الجوار عمت غالبية دول جنوب شرق آسيا.

تلك المعسكرات التي تحوي عنابر مكدسة بالبشر هي مأوى الآلاف من مسلمي الروهينجا، هذا الشعب المحروم من الجنسية، والذي ترفض حكومة ميانمار الاعتراف به، وتعتبرهم أناساً غير مرغوب في وجودهم، بل وهدفاً لجماعات البوذيين يمكن اصطياده وقنصه في أية لحظة.

مشهد من معسكرات الإيواء

بينما تقترب الشمس من ذروة سطوعها في منتصف اليوم، يتحرك هؤلاء القاطنون بمعسكر (دار بينج) إلى الخارج نحو الشوارع المتربة هرباً من الحر القائظ داخل عنابر النوم الجماعي ذات الغرفة الواحدة.

مكان المعسكر يقع بالقرب من (سيتوي) عاصمة راخين الغربية، ويمكن سماع أصوات أطفال يرددون بعض آيات القرآن الكريم داخل مدرسة مؤقتة، بينما يحاول بائعو الفاكهة جذب زبائن، متخذين من أكشاك متناثرة وملونة أماكن لعرض بضائعهم.

وبينما تحضر زويا الغداء لعائلتها في سكنهم بالغ الضيق، لا يغيب أبداً عن ذهنها مأساة فقدها لنجلها محمد.

وقالت زويا بينما تنهمر الدموع من عينيها: «لقد توسلت إلى محمد طالبة منه عدم المغادرة، وأخبرته أن والده مريض، وأنني أصبحت متقدمة في العمر، وأن عليه البقاء معنا وحماية العائلة».

لكن برغم تلك التوسلات، غادر ابن السابعة عشرة المعسكر، ولاذ بالهرب إلى ماليزيا على متن قارب.

شعب بلا وطن

ليست حالة محمد حالة فردية، بل هي حال شعب فقد الوطن، فالآلاف من مسلمي الروهينجا غادروا ميانمار خلال السنوات الأخيرة، ووقع العديد منهم في شرك تجار بشر عديمي الرحمة يستغلون ضحاياهم سعياً وراء المال، ويكون الضرب أو البيع كعمالة سخرة أو حتى القتل مصير من يعجز عن الامتثال لرغبات المهربين.

وبعد مرور 16 يوماً من مغادرة محمد، تلقت زويا مكالمة من مهربيه، وطالبوها بدفع 1500 دولار لتأمين حريته.

ولأن الأم المكلومة حبيسة معسكر تتفشى فيه البطالة، وجدت نفسها مجبرة على بيع بطاقات حصصها الغذائية لعامين مقبلين، بينها غذاء أطفالها الصغار الثلاثة. ومضت تقول: «عائلتي تتكون من 6 أفراد ولا نحصل على أي حصص غذائية في الوقت الراهن». وفي نهاية المطاف دبرت السيدة المسلمة المال بشق الأنفس وأرسلته إلى مهرب بشر في «يانجون»، كبرى مدن ميانمار، لكن الصمت كان المقابل الوحيد الذي حصلت عليه.

وهاتفها نجلها في النهاية قائلاً: «أرجوك يا أمي لا تعطيهم أي أموال، فقد باعوني إلى شخص آخر». وكانت هذه المرة الأخيرة التي تسمع فيها صوت محمد.

وفي الوقت الذي تتذكر فيه زويا المكالمة الأخيرة، تساقطت دمعة على وجه زوجها، فقد مضى عامان منذ مغادرة محمد، لكن آلام الفراق لم تذبل بعد، ورجحت الأم أن يكون ابنها قد لقى حتفه.

حياة من المشقة

يعيش مسلمو الروهينجا حياة من المشقة والاضطهاد والإبادة الجماعية، وهم في حالة ترحال دائم رغماً عنهم، ولا تكاد العائلة المهجرة تستقر في مكان ما؛ حتى يتم إجبارهم على لرحيل منه، تارة لدواعٍ «أمنية» وتارة أخرى بحجة أن تلك الأرض التي يقيمون عليها ليس من حقهم الانتفاع بها.

أكثر من 140 ألف من شعب الروهينجا يسكنون معسكرات نازحين مكتظة لا يجدون فيها إلا القليل من الطعام والرعاية الصحية، ويقطن آلاف آخرون في قرى معزولة عبر أنحاء الدولة، محرومين من معظم عناصر حرياتهم الأساسية.

برغم تلك المعاناة، يأبى العديد من مسلمي الروهينجا مغادرة وطنهم، بل يصرون على البقاء على أرض ولدوا وعاشوا عليها أملاً في غد أفضل طال انتظاره.

كياو أونج، الذي كان يعمل محامياً، عبر عن ذلك قائلاً: «حتى لو تقلصت آمالنا في مستقبل مشرق، لن أغادر، فأنا مواطن في هذه البلاد، ولدي بطاقة هوية».

بطاقة هوية أونج صدرت عام 1959، لكنها ألغيت بقانون يعود إلى عام 1982 يحظر منح جنسية ميانمار للأقليات العرقية، ويشمل الروهينجا. وواصل كياو أونج قائلاً: «الحكومة تزعم أننا لسنا مواطنين ولكنني أمتلك الوثائق الكافية لإثبات أنني مواطن بكل تأكيد».

التحالف العسكري البوذي

حكومة الرئيس السابق ثين سين، الجنرال الذي كان يقود ميانمار منذ 2010 حتى انتخاب رئيس جديد للبلاد في مارس الماضي مارست جرائم إبادة في حق الروهينجا بدفع من الرهبان البوذيين.

ولعل الدليل الدامغ على تواطؤ ثين سين في اضطهاد الروهينجا يتمثل في أن القرار الأول الذي اتخذه ثين سين بعد تسليمه السلطة هو الانضمام إلى الرهبان البوذيين، وفقاً لما أوردته وكالة أنباء أسوشيتد برس.

 وتداولت شبكات التواصل الاجتماعي صوراً لثين حليق الرأس مرتدياً زي الرهبان البوذيين ويجلس معهم في أحد المعابد لممارسة الطقوس الدينية.

الرئيس السابق ثين سين ينضم للرهبنة البوذية بعد تسليمه السلطة

صحيفة الجارديان البريطانية أوردت تقريراً عن الرئيس الجديد وعلقت قائلة: «حتى شهر مارس المنصرم لم يكن أحد في ميانمار يعرف الكثير عن الرجل الذي أصبح الرئيس الجديد».

كياو، 69 عاماً، كان صديق الطفولة ومساعداً بارزاً لأونج سان سوتشي قائدة حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية الذي اكتسح الانتخابات العامة في ميانمار.

العنف الديني

الصعوبات الراهنة التي يعانيها الروهينجا بدأت ضراوتها منذ عام 2012 عندما أجبرت موجة من العنف الديني على أيدي بوذيين متعصبين عشرات الآلاف من المسلمين على الفرار إلى معسكرات وقرى بل والهرب خارج ميانمار في رحلات محفوفة بالمخاطر.

وحدث كل هذا على مرأى ومسمع من الحكومة التي تجاهلت عمليات الاضطهاد الواضحة ضد المسلمين، عبر تأييدها ما يسمى «قانون الجنسية البورمي» الذي يحرم الروهينجا من المواطنة وحقوق التصويت.

أونج سان سو تشي والرهان الخاسر

كياو أونج ذكر أن أمله الأخير يتمثل في أونج سان سو تشي الحائزة على نوبل للسلام والناشطة الديمقراطية التي فاز حزبها «الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية» بالانتخابات العامة في نوفمبر الماضي، وأضاف: «نتوقع من أوتشي أن تطبق القانون والنظام في هذه الدولة».

لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فما زالت الناشطة «الحقوقية» سو تشي تلتزم الصمت وتغض الطرف عن معاناة الروهينجا، بل إنها رفضت مناقشة مسألة العنف الديني واضطهاد أقلية الروهينجا أثناء الانتخابات العامة، وفقاً لتقرير سي إن إن.

المحلل السياسي الأمريكي هاريسون أكينز أفرد مقالاً بموقع هافينجتون بوست بعد فوز سو تشي في نوفمبر الماضي يحمل لها العديد من الانتقادات جراء هذا الصمت برغم كونها ناشطة حقوقية مكثت فترة طويلة داخل سجون الجنرالات.

وكتب أكينز: «الوجوه المبتسمة للناخبين تختبئ وراءها الحقيقة المأساوية التي تمس العديد من الأشخاص في ميانمار، والإقصاء المستمر لمسلمي الروهينجا واضطهادهم».

الكاتب الأمريكي قال إن قضية الروهينجا تبدو مهمشة في بلد ابتلي بحكم عسكري يتسم بالعنف خلال الأعوام الخمسين الماضية. وتطرق المقال إلى سو تشي قائلاً: «بتحولها من أيقونة حقوقية وصوت أخلاقي إلى سياسية ترغب في حصد الأصوات، غازلت سو تشي الأغلبية البوذية بدلاً من المخاطرة بإثارة الجدل بالتحدث ضد استمرار الظلم الذي يستهدف الروهينجا».

وطالب الكاتب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية الذي حقق فوزاً كاسحاً في الانتخابات بالشروع في تصحيح أخطاء خمسين عاماً من الحكومات العسكرية المتعاقبة.

وفي باب «رسالة إلى المحرر» بصحيفة واشنطن بوست في الخامس من أبريل بعثت مواطنة أمريكية خطاب تضامن مع الروهينجا تحت عنوان «هل ستحمي أونج سان سو تشي أقلية الروهينجا؟

وجاء في الرسالة: «حتى هذه اللحظة، لا توجد أية مؤشرات باهتمام سو تشي بالإبادة الجماعية للروهينجا، بل على العكس تماماً، فهي تلتزم بصمت مخيب للآمال».

وأردفت الرسالة: «قبل أن تدعم الولايات المتحدة حكومة سو تشي، ينبغي أن تتيقن من أن دعمها لن يؤدي فحسب إلى زيادة سلطة طاغية آسيوي آخر».

إبادة جماعية

وكشفت دراسة أعدتها مؤسسة «لوينشتاين كلينيك» الحقوقية التابعة لكلية ييل الأمريكية للحقوق عن أدلة قوية على استمرار حدوث وقائع الإبادة الجماعية ضد الروهينجا، وأوصت الدراسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بإنشاء لجنة تكون منوطة بإجراء تحقيق شامل في الوضع الحقوقي بولاية راخين ذات الأغلبية المسلمة، والتي تعرض معظم سكانها للاضطهاد على أيدي البوذيين.

ومكث فريق الدراسة ثمانية أشهر لتحديد إذا ما كانت الانتهاكات في ميانمار ينطبق عليها معايير الإبادة الجماعية، وتمكنوا من إثبات ذلك عبر قرائن متعددة.

وأشار تقرير أورده راديو صوت أمريكا «فويس أوف أمريكا» في أبريل أيضاً، أن الأمم المتحدة منحت الحكومة الجديدة 100 يوم لتحسين الأوضاع المعيشية للروهينجا، لكن الشكوك تحوم حول إمكانية تنفيذ ذلك.

واتخذت الحكومة المنتهية ولايتها قراراً مؤخراً برفع حالة طوارئ استمرت 4 سنوات في ولاية راخين معقل الروهينجا المحرومين من المواطنة، لكن هل ينعكس ذلك على أرض الواقع؟

وأحصى التقرير عدداً من مظاهر الاضطهاد التي يعانيها مسلمو الروهينجا مثل عدم قدرتهم على السفر بحرية في بلدهم ميانمار، التي كانت تعرف باسم بورما، كما لا يستطيعون الزواج أو إنجاب أطفال دون موافقة رسمية.

الروهينجا كذلك محرومون من الحق في التعليم العالي، ويواجهون تهديداً مستمراً على أيدي المتطرفين البوذيين.

وحثت منظمة هيومن رايتس ووتش الرئيس الجديد هتين كياو الذي اختاره حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، قبل أن يحظى بتصديق البرلمان، على تأكيد رفع حالة الطوارئ، وترجمة ذلك إلى احترام حقيقي لحقوق الأقليات في الولاية الغربية.

الإذاعة الأمريكية أكدت أن المشكلة الكبرى تعزى إلى قانون المواطنة الذي أصدرته حكومة عسكرية سابقة عام 1982 والذي حرم المنتمين للروهينجا من لقب «مواطن»، ومنذ ذلك الحين، يعامل الروهينجا كدخلاء قادمين من بنجلاديش.

من جانبه، قال بيير بيرسون المتحدث باسم «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: «نشعر بالقلق البالغ من اقتراب موسم الأمطار واحتمال سقوط بعض أماكن الإيواء»، معرباً عن قلقه من نقص المياه وسوء التغذية وتردي الرعاية الصحية.

ومضى يقول: «لكن الأوضاع بالنسبة لحوالي مليون من الروهينجا عديمي الجنسية والذين يعيشون خارج معسكرات الإيواء تمثل مشكلة كبيرة».

وذكرت إحصائيات أن نحو 25 ألفاً من الروهينجا المشردين عادوا إلى قراهم خلال الشهور القليلة الماضية، لكن فقط في مناطق ريفية نائية، لتقليل وتيرة الاحتكاكات الطائفية.

الموقف الرسمي لزعيمة المعارضة

في 30 مارس الماضي أدت سوتشي اليمين لتولي حقيبة الخارجية في الحكومة الجديدة، بجانب وزارات أخرى. ومنع الدستور الجديد سوتشي من الترشح للرئاسة بسبب الجنسية البريطانية التي يحملها والداها، لكن وكالة أسوشيتد برس وصفتها بأنها الحاكمة الفعلية لميانمار. وتولت سوتشي بجانب الخارجية، وزارة التعليم، ومنصب وزيرة مكتب الرئيس، ووزيرة الطاقة الكهربائية والطاقة.

وفي أبريل، وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، أقر برلمان ميانمار مشروع قانون لا يحتاج إلا إلى تصديق الرئيس لمنح سوتشي منصب «مستشار الدولة» الذي تتشابه صلاحياته مع مهام «رئيس الوزراء».

موقع جلوبال ريسيرش الكندي أشار إلى تقرير بوكالة أسوشيتد برس تحت عنوان «ميانمار تفرج عن أكثر من 100 سجين سياسي لكنها تسجن اثنين». وأشارت الوكالة الأمريكية إلى قرار محكمة في ميانمار في أبريل بالسجن عامين للناشطين المسلمين زاو زاو لات وبوينت فيو لات، بتهمة الاتصال بجماعة محظورة، كما سبق الحكم على الناشطين بالسجن عامين أيضاً بدعوى انتهاك قانون الهجرة.

أسوشيتد برس أفادت أن الناشطين مسلما الديانة، بما يعكس الضغوط والعنف اللذين يواجهان المسلمين في السنوات الأخيرة في ميانمار ذات الأغلبية البوذية.

الموقع البحثي الكندي علق قائلاً في تقرير للكاتب توني كارتالوسي إن سجن الناشطين ما هو إلا البداية فحسب، وأضاف: «سو تشي، وحزبها السياسي، حتى قبل تقلد السلطة، يتعاملون مع المناهضين بالدرجة  ذاتها من عدم التسامح والعنف».

وأفاد أن رهباناً بوذيين تابعين لحركة عنصرية مؤيدة لسو تشي يداهمون بشكل منتظم معسكرات الروهينجا ويحرضون على ارتكاب جرائم قتل وإحراق جماعية.

معلومات وإحصائيات مهمة

مؤسسة طومسون رويترز أوردت العديد من المعلومات والإحصائيات عن الروهينجا من خلال «إنفوجرافيك» بعنوان: «الهجرة الجماعية للروهينجا.. الشعب الذي نسيه العالم».

التحديث الأخير للمعلومات الموجودة في الإنفوجرافيك يعزي إلى يونيو 2015. وفيما يلي أبرز الإحصائيات والمعلومات عن الروهينجا:

 عدد الروهينجا في ميانمار يبلغ 1.33 مليون على الأقل معظمهم يتركزون في ولاية راخين غرب الدولة التي كانت تعرف باسم بورما.

 قانون المواطنة عام 1982 والذي فعّله أحد الأنظمة الديكتاتورية استبعد الروهينجا من قائمة تشمل 135 أقلية عرقية معترف بها، ما حول معظمهم إلى أشخاص بلا وطن.

 منذ ذلك الحين، بات محظوراً على الروهينجا استخراج بطاقات الهوية اللازمة للتعليم والزواج والتوظيف وحتى استخراج شهادات الوفاة، وتم تقنين عدد المواليد في بعض المناطق.

 في يونيو 2012، في أعقاب اتهام البوذيين الروهينجا بالمسؤولية عن اغتصاب وقتل سيدة بوذية، حدثت عمليات انتقام بشعة بدأت بقتل غوغائي لعشرات المسلمين، عذبهم البوذيون حتى الموت. واجتاح العنف منطقة «مونجدو التابعة لولاية راخين على حدود بنجلاديش، قبل أن تمتد إلى «سيتوي»، واشتعلت النار في أكثر من 2500 مسكن.

وبحسب رويترز فقد حدثت اشتباكات بين الجانبين خلال الشهر المذكور، لكن عدد وفيات الروهينجا كان حوالي ضعف البوذيين، بل وتهدمت أحياء مسلمة بالكامل، وتشرد نحو 75 ألفاً.

 أكتوبر 2012، شهد المزيد من سفك الدماء، وتشرد عشرات الآلاف من الأشخاص معظمهم من المسلمين.

 وكشف تحقيق أجرته الوكالة البريطانية أن المحرض الأساسي على العنف هم الرهبان البوذيون، وأحياناً تكون القوات الأمنية المحلية هي المتسببة في تأجيجه.

 هيومان رايتس ووتش وصفت ما يتعرض له الروهينجا بـ«التطهير العرقي».

 بعد عام من اشتعال الأحداث أصبح أكثر من 140  ألفاً من شعب الروهينجا مشردين يعيشون في معسكرات لاجئين مات داخلها الكثيرون جراء أمراض الجهاز التنفسي والإسهال وغيرها بسبب الظروف الحياتية غير الصحية.

 نتيجة لهذا الحرمان اضطر عدد متزايد من الروهينجا إلى مغادرة ميانمار على مراكب صيد من راخين مباشرة أو من خلال عبور الحدود إلى بنجلاديش واستقلال مراكب أكبر.

 وبحسب مجموعة حقوقية تدعى «أراكان بروجيكت» تعتني بدراسة أوضاع الهجرة لدى الروهينجا، فقد بلغ عدد الذين لاذوا بالفرار من ميانمار في الفترة بين يونيو 2012 حتى مايو 2013 نحو 34626 لاجئاً غالبيتهم العظمى من الروهينجا، مقارنة بحوالي 9000 فقط بين يونيو 2011 ومايو 2012.

 ماليزيا، الدولة ذات الأغلبية المسلمة، تمثل المقصد الأول لمهاجري الروهينجا حيث يجد البعض فرص عمل بها.

 يعتمد معظم الروهينجا الهاربين على شبكات تهريب بشر تنشط في ميانمار وتايلاند وماليزيا. ويدفع الشخص الراغب في المغادرة للوسيط بين 300-600 دولار إذا أراد حجز مكان صغير له على مركب مكتظ، يذهب عادة لتايلاند في البداية.

 الذهاب إلى ماليزيا يكبد لاجئ الروهينجا مبالغ أكبر تتراوح عادة بين 1600-2000 دولار.

 من يعجز عن الدفع يتعرض للضرب والتهديد بالقتل قبل أن يتم بيعهم كعبيد.

 تستغرق رحلة مراكب اللجوء الخطيرة بين 10 إلى 15 يوماً، وعادة ينفد الطعام قبل الوصول إلى المقصد المطلوب.

 ووفقاً للأمم المتحدة، فإن عدد الذين لقوا حتفهم بسبب تلك الرحلات عام 2012 بلغ 500 على الأقل.

 عناصر من الأسطول التايلاندي أو الماليزي تعترض أحياناً تلك السفن. في يناير 2009 اتهم الجيش التايلاندي بالتسبب في إلحاق الخطورة بـ992 من الروهينجا حيث سحبهم الأسطول ثم تركهم في البحر بعيداً بمفردهم بقليل من الطعام والماء.

 أكثر من 400 ألف من الروهينجا يعيشون في بنجلاديش، بينهم 29 ألف فقط يعترف بهم كلاجئين يتلقون إعانات من الأمم المتحدة، أما الآخرون فيواجهون هجمات من الشرطة.

 سلطات بنجلاديش ترفض الاعتراف بالروهينجا أو منحهم حالة اللجوء منذ 1992.

 سلطات تايلاند ترفض استقبال اللاجئين الروهينجا بشكل دائم، لكنها تكتفي بإيواء مؤقت لبعضهم لحين البحث عن مقصد ثالث.

 منذ يناير 2013 يتواجد نحو 2000 من الروهينجا في تايلاند التي وافقت تحت الضغط الدولي على استقبالهم بشكل مؤقت، مع فصل العائلات عن بعضها البعض، حيث يعيش الرجال في معسكرات احتجاز مكتظة، بينما تعيش النساء في مساكن إيواء حكومية.

 ثمة اتهامات للبحرية التايلاندية بالضلوع في عمليات تهريب الروهينجا.

 حتى سنوات قريبة لم يستطع إلا القليل من الروهينجا الذهاب إلى إندونيسيا التي تمثل مقصداً لطلاب اللجوء إلى أستراليا، لكن العنف الذي اندلع عام 2012 في ميانمار تسبب في مضاعفة عدد الروهينجا في إندونيسيا بشكل ملحوظ إذ بلغ عدد مسلمي تلك الطائفة الذين تحتجزهم سلطات بانكوك 875 في مايو 2013.

 في ماليزيا، تشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى وجود نحو 28 ألفاً من الروهينجا مسجلين، لكن هناك الآلاف غيرهم من غير المسجلين.

 بطاقة الأمم المتحدة تمثل أهمية بالغة بالنسبة للروهينجا في ماليزيا، إذ تجعل إقامتهم شرعية، وتمنحهم حق التمتع بالخدمات الأساسية.

 البطاقة المذكورة لا تسمح للاجئي الروهينجا بالعمل في ماليزيا، لكن الكثيرين يفعلون ذلك كعمال مؤقتين.

 صحيفة شيكاغو تريبيون الأمريكية ذكرت في تقرير نشرته 15 أبريل 2016 أن بعض الروهينجا المضطهدين وجدوا في شيكاغو ملاذاً لهم، وبلغ عددهم حوالي الألف معظمهم هاجر عام 2013.

:: مجلة البيان العدد  350 شــوال  1437هـ، يـولـيـو  2016م.

قناة البيان المرئية

 

أعلى