• - الموافق2024/11/21م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
جماعة الحوثي تستقبل رمضان بتفجير مساجد السنة في اليمن

جماعة الحوثي تستقبل رمضان بتفجير مساجد السنة في اليمن

 

شهد تاريخ اليمن المعاصر نزاعاً محموماً بين القوى السياسية، إلا أن ذلك النزاع لم يصل إلى أسلوب التطهير «الوجودي والمذهبي» الذي تنتهجه جماعة الحوثي في اليمن خلال هذه الفترة ضد القبائل السنية في الشمال، وذلك عبر تفجير مساجد ودور قرآن تابعة لها.

وبعد أن انفتحت شهية الحوثيين بسقوط مساحات واسعة في شمال اليمن بأيديهم منذ مطلع يناير 2014م حين تمكّنوا من إخراج طلاب مركز دماج - معقل الدعوة السلفية؛ شعرت الجماعة بنشوة الانتصار في ظل دولة رخوة غير قادرة على حماية مركز حكمها في العاصمة صنعاء. وقدمت جماعة الحوثي نموذجاً جديداً في إدارة الصراع مع الخصوم، وهو إسقاط مناطق والسيطرة عليها ثم طمس معالم أي وجود للخصم فيها، لكن أن يصل الأمر إلى مرحلة تفجير المساجد وتسوية مباني دور القرآن بالأرض، فهو الذي أثار جدلاً واسعاً وسط الرأي العام بكل أطيافه وتوجّهاته، باعتبار أن الإقدام على هذا التفجير لا ينمّ إلا عن حالة الحقد المحتقن في فكر جماعة الحوثي.

تفجير المساجد

بدلاً من أن تستقبل جماعة الحوثي شهر رمضان بإعمار المساجد، استغلت ضعف مناطق سنية بتفجير مساجدها؛ فقد شهد أواخر شهر رجب عدة تفجيرات لمساجد في محافظتي ذمار وعمران، حيث فجرت الجماعة مسجداً تابعاً لدار الحديث في منطقة آنس بمحافظة ذمار وسط اليمن في 24 رجب الماضي، وهو مركز تابع للتيار السلفي في اليمن يعمل على تدريس علوم الحديث للطلاب وأهل المنطقة منذ سنوات، وجاء تدمير المسجد بعد أن نشبت معارك متقطعة بين حوثيين في المنطقة وقبائل سنية، وسَعت الجماعة خلال هذه الفترة إلى تجييش مسلحين حوثيين من خارج المنطقة، وانتهى الأمر بتفجير المسجد وقتل وتشريد العديد من أهالي المنطقة.

ورغم ما شهده شهر رجب من تدمير للمساجد وهدم لمدارس ودور القرآن، إلا أن هذه التفجيرات مرت بسلسلة من التفجيرات استهدفت مساجد السنة، ابتداء بتفجير مسجد دار الحديث في منطقة كتاف بمحافظة صعدة، ففي حين سقطت منطقة كتاف شرق محافظة صعدة بيد الحوثيين في 28 ديسمبر 2013م، والتي تبعد عنها بـ 35 كيلو، والقريبة من الحدود السعودية - اليمنية؛ أقدمت جماعة الحوثي في اليوم الثاني على تفجير مسجد دار الحديث عبر عبوات شديدة الانفجار بعد أن نهبت جميع ما فيه من ممتلكات، وأثناء التفجير جلب الحوثيون مصورين تابعين لقناتين شيعيتين، هما: العالم والمنار[1].

وفي 9 مارس 2014م قامت جماعة الحوثي بتفجير مسجد ومدرسة دار الحديث بمنطقة الصرم مديرية همدان شمال العاصمة صنعاء بعد أن دارت اشتباكات عنيفة بين الحوثيين وقبائل سنية، وبعد سيطرتهم على المنطقة تم تفجير المسجد مع مدرسة لحفظ القرآن[2].

وبعد أن أحكمت جماعة الحوثي سيطرتها على مدينة صعدة بأكملها، استدارت نحو محافظة عمران - معقل قبيلة حاشد كبرى قبائل اليمن، واندلعت فيها اشتباكات بين الحوثيين وقبائل حاشد، انتهى الأمر بسقوط مساحات واسعة بيد الحوثيين، منها: منطقة حوث التي كانت تمثل ثقل قبيلة حاشد.

وشرع الحوثيون منذ سيطرتهم في تفجير المساجد، والتي وصل عددها إلى 13 مسجداً، هي: مسجد الرحمن في عذر، مسجد الفاروق في دنان، مسجد ودار الحديث في خيوان، مسجد الحسن بن علي في بني صريم، مسجد العقيلي في بني عقيل، مسجد الرحمة في حوث، مسجد وهاس في حوث، مسجد الصديق في الخمري، مسجد ودار الأحمر لتحفيظ القرآن في الخمري، مسجد الرحمة في خمر، مسجد الغولة في نقيل الغولة، مسجد بلال بن رباح في ريدة، ومسجد الضلعي في همدان[3].

وإلى جانب تدمير المساجد، تعمدت جماعة الحوثي استفزاز أهالي المنطقة ونفذت اقتحامات على المساجد وفرضت سلطتها بالقوة؛ ففي نهاية شهر مارس 2014م اقتحم مسلحون حوثيون مسجد القعود في منطقة «بئر عايض» بمحافظة عمران، وهو أكبر مسجد في المنطقة، ومنعوا الناس من الصلاة فيه، وتم تحويله إلى ثكنات عسكرية[4].

تفجير دور القرآن والمدارس والبيوت

لم تتوقف جماعة الحوثي عند تفجير المساجد، بل واصلت هدم مقرات تحفيظ القرآن ومدارس تعليمية أخرى بحجة أنها ثكنات «للتكفيريين»، وهي ذريعة تستخدمها لاقتحام دور القرآن وتفجيرها بعد أن يتم السيطرة على المنطقة؛ فقد نفذت أول عملية تفجير حين استهدفت دار القرآن ومدرسة طارق بن زياد في منطقة الصرم التي تقع شمال صنعاء على بعد 40 كيلو متراً.

ورغم أن المدرسة حكومية إلا أن وزارة التربية والتعليم اكتفت بالتنديد، وقالت إن المدرسة تضم 490 طالباً كانوا ملتحقين بصفوفها[5].

وفي 22 مايو 2014م فجرت الجماعة دار الحديث في مديرية ضوران آنس بمحافظة ذمار وسط اليمن، وكان يعد من المراكز المشهورة في المنطقة لتعليم العلوم الشرعية لأبنائها، تبع ذلك تفجير عدد من المنازل تملكها قبائل سنية، حيث فجرت في نفس اليوم 3 منازل وتمت تسويتها مع الأرض[6].

وفي 23 مايو، أي اليوم الثاني، فجر الحوثيون دار قرآن في الخدرة بمحافظة عمران شمال اليمن، وقد شهدت المنطقة اشتباكات بين أهالي المنطقة والحوثيين، وتم بينهما اتفاق وقف إطلاق النار، غير أن أهالي المنطقة تفاجؤوا بنقض الحوثيين الاتفاق واقتحام المنطقة.

وطيلة هذه الفترة التي تستهدف فيها جماعة الحوثي المساجد ومقرات تعليم القرآن؛ تقف الحكومة اليمنية صامتة، ولم يسجل لها أي موقف من شأنه أن يحد من تفاقم الاعتداءات على المساجد.

نقل الصراع للمساجد في رمضان

يأتي موسم شهر رمضان من كل عام وتختلق جماعة الحوثي صراعاً في المساجد، خاصة في المناطق الشمالية التي ينتشر فيها أتباع للحوثيين، حيث تستميت في إغلاق المساجد بعد صلاة العشاء ومنع المصلين من أداء صلاة التراويح، ويقولون إنها غير صحيحة وفقاً لفكرهم وأديباتهم.

وخلال السنة الماضية في شهر رمضان دار عراك على مسجد «القبة الخضراء» بالعاصمة صنعاء، وحاولت جماعة الحوثي السيطرة عليه ومنع المصلين من أداء صلاة التراويح فيه، ما أدى إلى تفجير الصراع بينهم وبين أهالي المنطقة، ورغم محاولة تدخل الحكومة، إلا أن المسجد لا يزال مغلقاً حتى الآن دون إقامة المصلين الصلاة فيه.

وفي الثاني من رمضان من العام الماضي، قُتل أحد المصلين بعد خلاف نشب بين مصلين سنة وحوثيين على صلاة التراويح في مسجد الريان بالعاصمة صنعاء، حين أقدم أتباع الحوثي على إغلاق المسجد بالقوة بعد صلاة العشاء.

وفي 17 رمضان من نفس العام اشتدت وتيرة الصراع بين الحوثيين والمصلين في العاصمة صنعاء، وزادت الجماعة في تصعيدها ضد مساجد سنية، حيث أثار الصراع والقتل الذي حدث في مسجد التيسير وسط العاصمة الرأي العام المحلي، فقد قتل شاب على يد الحوثيين بعد أن حاصروا المسجد بالقناصة المجاورة للمسجد وتم قتله في اشتباكات دارت بينهم وبين المصلين[7].

وفي الأخير يبقى أن جماعة الحوثي تجد أن الباب لا يزال مشرعاً أمامها في تقويض ملامح التيار السني في اليمن عبر تفجير المساجد ودور القرآن التي تعدها لا تعبر عن فكرها ولا مذهبها؛ لأنها تستفيد من ضعف الدولة في المناطق الشمالية غير القادرة على الحدّ من العدوان الممنهج ضد المساجد ودور القرآن الخاصة بالتيار السني.

وهذا العنف الممنهج يحاكي ما قام به الشيعة من التطهير المذهبي للسنة في بغداد بعد سقوطها في 2003م وجعلها خالصة للسكان الشيعيين، وإذا استمرت جماعة الحوثي في تهجير السنة من مناطقهم في صعدة وعمران وغيرها من المناطق وتفجير مساجدهم؛ فإن ذلك سيهدد بشكل مباشر بقاء القبائل السنية على المدى القريب.

 

:: مجلة البيان العدد  325 رمضان 1435هـ، يوليو  2014م.


 [1] المصدر أون لاين

http://almasdaronline.com/article/53229  

 [2] موقع المسلم

http://www.almoslim.com/node/204000

 [3] إحصائية نشرها موقع «الخبر» وتداولته عدة وسائل إعلام يمنية

http://www.alkhabarnow.net/news/109630/2014/03/11/ 

[4] الأهالي نت

http://alahale.net/article/15763.

 

[5] «المصدر أون لاين»

 http://almasdaronline.com/article/55503.

 [6] «الأهالي نت»

http://alahale.net/article/16578.

 

[7] موقع صحيفة الوسط

http://www.alwasat-ye.net/?ac=3&no=36608&d_f=20&t_f=0&t=5&lang_in=.

أعلى