• - الموافق2025/09/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الأصدقاء الأعداء!

حين يسعى أعداؤه الشرسون -الذين أعْدَم عشرات الآلاف من أسلافهم-، سعيًا حثيثًا -مُقدِّمين كل ما يستطيعون-؛ يسعون مجتهدين إلى تجفيف نهر الخبائث، وإيقافه أن يُفْرِغَ أقذاره في قبره؛ حيث لا يستطيع الانفكاك منها، ولا يمكنه التواصل مع هؤلاء الأصدقاء الحمقى ليُوق

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه، وبعدُ:

دخلتُ إحدى بلاد الله التي فُرضت فيها العلمانية بالحديد والنار والمشانق، وأُقْصِي فيها الإسلام بعد أن كانت تَسْتَفِيء ظلالَه الوارفةَ.

ولَمّا رأيتُ ما فيها من تفسُّخ وعُرْي، وبذلٍ للخمور في كلّ جُحْر وزاوية، رغم رحيل فارِضِها عن هذه الدنيا الفانية منذ زمن طويل، أيقنتُ مبلغ ما أراد الله بهذا العبد الآبق عن طاعته؛ من عظيم المهانة وشدة الذلة التي تمتدّ ذيولها لما بعد مماته، وكأنما هو اليوم حيّ، يحطب على نفسه -كلّ لحظة- كبائرَ الناس، التي فرضها عليهم، وقرَّبها لهم، وفتح عليهم بَحْرها النَّتِن. فيا مُقلّب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك. ويا مُصرّف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك.

ولمَّا رأيتُ حماس أتباعه وأصدقائه ومُحبّيه والمعجبين به (لمُخْرَجَاته)، وحراستهم المشددة لمسيرته، وحرصهم -بغباءٍ فاحش- على استمرار صبّ الذنوب عليه في قبره ليلًا ونهارًا، صبًّا صبًّا، منذ دفنه وإلى اليوم؛ أدركتُ أنهم الأصدقاء الأعداء الحمقى الأغبياء حقًّا!

ونقول لهم: سوف تستفيقون من غبائكم هذا حين ﴿يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ [العنكبوت: ٢٥]، وإنّ هذا الحين لآتٍ لا ريب فيه؛ ﴿فَاصْبِرْ إنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ﴾ [الروم: 60].

في حين يسعى أعداؤه الشرسون -الذين أعْدَم عشرات الآلاف من أسلافهم-، سعيًا حثيثًا -مُقدِّمين كل ما يستطيعون-؛ يسعون مجتهدين إلى تجفيف نهر الخبائث، وإيقافه أن يُفْرِغَ أقذاره في قبره؛ حيث لا يستطيع الانفكاك منها، ولا يمكنه التواصل مع هؤلاء الأصدقاء الحمقى ليُوقفوا صبّ النار عليه! فهل أدركنا شدة الحسرة؟! وهل تخيَّلنا عظيم الندامة؟!

هنا أدركت أيضًا المعنى العميقَ لتلك الحكمة القديمة: «عدوّ عاقل خيرٌ من صديق جاهل». فاللهم سلِّمنا وعافنا، وأعذنا من الذنوب الجارية، وامنحنا -برحمتك- حسنات جارية.

مئات الملايين من حالات التفسُّخ والعُرْي، على مدى عقود من الزمن، وما يتبعها من أمور معلومة! وأَضْعَافُها من حالات النظر المحرم، ومئات الملايين من حالات السُّكر والعربدة -فضلًا عن الفكر العلماني المتوارث-، ينشأ فيها الصغير ويهرم فيها الكبير، كلها في ميزان سيئات ذلك الأرعن وأتباعه، ويرعاها ويحوطها ويدافع عنها، ويحرسها -بامتياز- أتباعُه وأصدقاؤه ومُحبّوه والمعجبون به!!

حقًّا إنهم الأصدقاء الأعداء... وكفى.

 

أعلى