• - الموافق2025/03/03م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
اليوم التالي!!

ونحن هنا أمام مشهد التهديد الأمريكي الإسرائيلي بفتح أبواب الجحيم؛ يقابله برودة أعصاب للمقاومة، بل هناك خطوات للأمام؛ فمن تصريح أسامة حمدان أن «مَن يأتي لتمثيل إسرائيل سنتعامل معه كما تعاملنا مع إسرائيل».

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على نبيِّنا محمّدٍ وعلى آلِه وصَحْبِه أجمعين، وبعدُ:

في آخِر عمليات تسليم حماس لجثامين أسرى يهود؛ لم يجد الكيان الصهيوني حلًّا للإبداع الفلسطيني في استغلال عمليات التسليم في إرسال رسائل سياسية ونفسية إلى الداخل والخارج؛ إلا تحديد الحادية عشرة ليلًا موعدًا للتسليم.

فقد اتضح تفاعُل الأسرى الإيجابي مع الآسرين؛ ففي بداية الأمر تعرَّض الأسرى لصدمة نفسية ومعرفية، لكنهم فُوجئوا بتعامل حماس معهم؛ وتحوَّل بهم الأمر فأصبحوا في رعب دائم من الموت على يد جيشهم، وتحوَّل الحارس إلى حَامٍ!

ولذا تحولت الإشارات بالأيدي، والشكر العلني، إلى تقبيل الرأس. وأعلن أولياء القتلى أنهم لا يريدون حضور أيّ عضو بالحكومة لمراسم الدفن.

وهنا نسأل عن اللغز الكبير الذي لم تتضح معالمه، وهو اليوم التالي؟! فقد كرَّر نتنياهو وحلفاؤه وقادة الجيش والأمن، وأكدوا مرارًا أنهم لن يسمحوا بوجود حماس في إدارة غزة، وسيتم نزع السلاح الفلسطيني.

وكل هذا شعارات تفتقد للآليات العملية، فمثلًا كان طرح ترامب لتهجير أهل غزة وسرقة أرضهم بدعوى أنها غير قابلة للحياة طَرْح الواثق من نفسه، ولكنَّ الآليات هي مجرد الاتصال مع ملك الأردن والرئيس السيسي. ومع تصريح البيت الأبيض أنه لن يتم إرسال الجيش الأمريكي، ولن تُدفَع أموال دافع الضرائب لتنفيذ المشروع، وبعد تراجعات بهلوانية لترامب؛ صرَّح رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي أن «خطة ترامب مجرد عصف ذهني!»

ونحن هنا أمام مشهد التهديد الأمريكي الإسرائيلي بفتح أبواب الجحيم؛ يقابله برودة أعصاب للمقاومة، بل هناك خطوات للأمام؛ فمن تصريح أسامة حمدان أن «مَن يأتي لتمثيل إسرائيل سنتعامل معه كما تعاملنا مع إسرائيل».

إلى شعار استفزازي لليهود؛ فلافتة «نحن الطوفان، ونحن اليوم التالي»؛ تعني الكثير، فمع توقُّف حرب غزة، أصبح اليوم التالي كابوسًا مزعجًا لليهود، خاصةً بعد التحقيقات التي أُجريت حول ما حدث في السابع من أكتوبر، والتي كشفت عن إخفاقات أمنية وعسكرية كبرى، واحتمال إثارة أزمات سياسية داخلية.

وبدلًا من مواجهة الحقائق، بدأ اليهود بالهروب إلى الأمام، مُستعيدين عمليات قديمة، مثل اجترار عملية البيجر، وتصفية قيادات حزب الله، إلا أن هذه السياسات لا تُغيِّر الواقع المأزوم الذي يواجهونه. والحقيقة المُرَّة أن هروبهم للأمام يقودهم بسرعة إلى هاوية كبيرة قائمة على استفزاز النظام الجديد في دمشق بصورة انفعالية وتصريحات عنترية فارغة؛ فمَن فشل في تركيع غزة سيفشل حتمًا وسينكسر أمام سوريا الجديدة، فحال اليهود حال الحائر الخائف؛ فالمستقبل يَحمل الكثير من المخاطر؛ وربما يُصبح حالهم كما قال الله -تعالى- في الشطر الأخير من هذه الآية: ﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ [الحشر: ٢].

 

أعلى