الضاحية الشمالية!
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمَّد وعلى آله
وصحبه، وبعد:
لليمن حقوق كثيرة على جيرانه، منها: حق الإسلام
وأخوّة الدين، وحق الاشتراك في الأصل العربي، وحق الجوار، فضلاً عن مصالح مشتركة
جيوسياسية وديموغرافية، وكم في اليمن من شهم أبيٍّ لا يرضى بنقيصة تصيب جزيرة
العرب وأرض الإسلام!
وقد ابتلي هذا القطر العزيز - كأكثر بلاد الإسلام -
بحكومات لا تراعي الله في دين الناس ومصالحهم، ما أوجد مشاكل متراكمة، أو صب الزيت
على جمر كاد أن يخمد أواره لتعاني منه البلاد حقباً متطاولة، وتستفيد من هذه الحال
عصب حاكمة خاطئة.
فانتشار السلاح مع الفقر والبطالة، وانعدام الأمن،
والاتكاء على المرجعيات القبلية، وتنامي رقعة الأمية والجهل بأحكام الإسلام؛ جعلت
البلد مسرحاً تراجيدياً للألم الذي ازداد قسوة حين جفاه الأقارب وأولى الناس
بالنصرة، وتوغل فيه الأعاجم الأباعد ذوو المآرب المخالفة.
وإذا كانت طائرات أمريكا تلهو في أجواء اليمن دون
حسيب، وتقتل من شاءت بلا تردد؛ فإن أموال إيران قد انسابت داخل حدود اليمن البرية
والبحرية، حاملة معها مذهب الرفض وأنموذج الجنوب اللبناني الذي يغرس بإحكام ليكون
شوكة في حلق اليمن وطعنة في خاصرة جيرانه.
وكان حرياً بهؤلاء الجيران الذين قارعهم حزب إيران في
لبنان، وطردهم من العراق، وقاتلهم في الشام؛ أن يقاوموا تكرار التجربة في تخوم
بلادهم وحدودها ذات التضاريس الصعبة، وأن يسارعوا لنجدة اليمن ولو من باب الخوف
على مصالحهم وأمنهم؛ حتى لا يجدوا أنفسهم مطوقين بنار الفرس!
والعون المراد من دول الخليج الغنية لجارتهم اليمن،
يشمل جوانب عدة:
1 - عون سياسي بدعم الاستقرار في هذا البلد وتمكين
الحكومة المنتخبة حتى ينعم الناس بالأمن.
2 - عون اقتصادي بإقامة المشاريع المنتجة داخل اليمن
لتقضي على البطالة والفقر - وليس ضخ المال لحكومة فاسدة -.
3 - عون دعوي داخل أوساط أهل السنة ليعرفوا دينهم
ويستمسكوا به، وداخل الأوساط الزيدية حتى لا تنخدع بالدعاية الإيرانية.
4 - عون تنموي في جوانب التعليم والصحة والبيئة، حتى
يحيا الإنسان اليمني معافى في وعيه وبدنه وبيئته.
وليس هذا بكثير على بلاد تجاور دول الخليج الغنية،
وتشاركها في الانتساب للدين واللغة والجزيرة العربية، وفوق هذا مهددة بأن يصبح
شعبها المعروف ببأسه ونشاطه أداةً قاتلة أو مخربة بيد عدو لا يفتأ عن التلميح
والتلويح.