الربيع العراقي.. عوداً على بَدء
قبيل رحيل العام الميلادي 2012 بنحو عشرة
أيام، تحركت حشود من أهل الرمادي غربي العراق باتجاه الطريق الدولي السريع ليعلنوا
اعتصاماً مفتوحاً حتى تحقيق مطالبهم التي بدأت جزئية ومحددة بعدم المسّ برموز أهل
السنة وبإطلاق سراح حماية وزير المالية رافع العيساوي كي لا يتكرر سيناريو طارق
الهاشمي مرة أخرى، إذ بدأ باعتقال أفراد من حمايته ثم انتهى بإصدار خمسة أحكام
غيابية بالإعدام على الهاشمي، زعماً أنه كان يوجههم ويموّلهم لتنفيذ عمليات قتل ضد
المدنيين وهو نائب رئيس الجمهورية!!
ثم توالت أيام الاعتصام وتوسعت رقعته بسبب
عدم الاستجابة من الطرف الحكومي، بل والتهكم والاستهزاء من قبل وزراء ونواب وأعضاء
كتلة حزب الدعوة بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي، بل جاءت أجرأ كلمات الازدراء
على لسانه حين وصف هذه الانتفاضة بـ (النتنة) و(الفقاعة)، ما استفز المعتصمين
لتنساح هذه التظاهرات في كل الرقعة الجغرافية التي يقطنها أهل السنة والجماعة من
العرب، فتشمل أكثر من نصف مساحة العراق بدءاً من الأنبار وصلاح الدين والموصل
وديالى وبغداد، ونادت هذه الجموع المليونية في جمعات متتالية بمطالب لهذا المكون
بعد أن عانوا الإقصاء والتهميش وشتى صنوف الظلم التي بات من المسلّم بها في أوساط
العرب من أهل السنة في العراق.
وبالنظر في عمق تاريخ العراق الذي تربى على
مواقفه البطولية المسلمون من سنة العراق، عرباً وكرداً وتركمان؛ نكتشف أنهم كانوا
وما زالوا لا يتصورون أن حاكماً ينبري لقيادة العراق ثم يفعل بهم من الظلم ما فعله
المالكي، وهم يستحضرون مواقف فاتح العراق الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب -
رضي الله عنه -، ومنها ما ثبت عن مجيء وفد العراق لمقابلة سيدنا عمر يقودهم الأحنف
بن قيس، وهو سيد من سادات العراق، فحينما وصلوا وجدوا سيدنا عمر يغسل الإبل بنفسه
ويقول: يا أحنف! تعال أعن أمير المؤمنين على إبل الصدقة. فقال رجل من الوفد: رحمك
الله يا أمير المؤمنين هلا أمرت عبداً من عبيدك ينظف هذه الإبل. فقال عمر: وأي عبد
هو أعبد مني، ومن الأحنف بن قيس، ألم تعلم أنه من ولي أمر المسلمين كان لهم بمنزلة
العبد من السيد؟!.. على مثل هذه العبارات والمواعظ تربى سنة العراق، فهم يتعاملون بأبوية
مع كل العراقيين على مختلف توجهاتهم وعقائدهم، وقد أثبت التاريخ المعاصر أن العراق
يبقى موحداً وقوياً وفاعلاً كلما كان أهل السنة في سدة الحكم، فهم العمود الذي
يرفع سقف الخيمة، فإذا ذهب العمود سقطت الخيمة فوق رؤوس ساكنيها.
لقد صرح غير واحد من قيادات الشيعة أن
المالكي نجح وبامتياز في توحيد الكورد والسنة وتفتيت الشيعة، مع أن حزب الدعوة قد
تقدم وسعى بكل طاقاته ليخدم المشروع الشيعي وعلى جميع المستويات، لكن مكره كان
أرضياً وبحدود المشاهد والمنظور، فلما بلغ السيل الزبى كان الله تعالى أسرع مكراً؛
فخرجت ملايين أهل السنة على تنوع توجهاتهم رافضين الظلم وصادحين بحقوقهم، نعم لقد
كانت أسباب كثيرة جعلت أتباع المالكي يقفون لوحدهم، فقد بلغ الفساد مبلغه، إذ
استشرى في كل مؤسسات الدولة وزحف على مقدراتها فباتت خاوية على عروشها، وما جرى
ويجري من سرقات في السر والعلن للميزانية الضخمة للعراق والتي قد تجاوزت 120 مليار
دولار؛ كل ذلك وغيره دفع بقيادات هذا الحزب إلى زاوية حادة يعانون فيها العزلة
والوحدة إلا من يد إيرانية تمتد بين الحين والآخر لتفكك بعض الأزمات مقابل مواقف
باهظة يدفعها هذا الحزب خدمة للمصالح الإيرانية في المنطقة، ومنها ما جرى ويجري من
دعم النظام السوري المتهالك وقد بات غير خاف على أحد.
انظر إلى قدر الله تعالى الرحيم، إذ بدأت
مقاومة الاحتلال الأمريكي المنهزم من مدن الأنبار في الفلوجة والرمادي والقائم،
وكانت أشرس المعارك هناك، ثم عادت اليوم هذه المدن ذاتها لتعلن تحرير العراق من
النفوذ الإيراني المتغلغل في العراق، فمن كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة،
فالرجال هم ذات الرجال، ودافع الغيرة على الدين والعرض والأرض هو ذات الدافع، ولن
تسكت هذه الصرخات حتى تحقيق كل المطالب، وقد فاقت الوقائع تحليل أكبر المتفائلين
في ديمومتها، فجاءت متسعة مكاناً وحشوداً، وصارت اليوم علامة بارزة وشامة ظاهرة في
تاريخ العراق.
وللناظر مرة أخرى في
صفحات التاريخ قد يجد شيئاً مما تعرض له العراق من الظلم، ومنه ما حدث في سنة
(617هـ)، ففي هذه السنة عمّ البلاء وعظم العزاء بجنكيز خان، ووصل إلى بلاد العراق
وما حولها حتى انتهى إلى إربل (محافظة أربيل في كوردستان العراق)، فملكوها في سنةٍ
واحدة، وقتلوا في هذه السنة من المسلمين ما لا يحد ولا يوصف، وبالجملة فلم يدخلوا
بلداً إلا قتلوا جميع من فيه من المقاتلة والرجال، وكثيراً من النساء والأطفال،
وأتلفوا ما فيه، ثم نهبوا ما احتاجوا إليه، وبالحريق إن لم يحتاجوا إليه، حتى إنهم
كانوا يجمعون الحرير الكثير الذي يعجزون عن حمله فيطلقون فيه النار وهم ينظرون
إليه، ويخربون المنازل، وما عجزوا عن تخريبه يحرقونه، وأكثر ما يحرقون المساجد
والجوامع، وكانوا يأخذون الأسارى من المسلمين، فيقاتلون بهم، ويحاصرون بهم، وإن لم
ينصاعوا في القتال قتلوهم، وذكر ابن الأثير - رحمه الله - عن هذه الحادثة فقال:
فلو قال قائلٌ إن العالم منذُ خلق الله آدم وإلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان
صادقاً، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا يدانيها؛ كأننا نقول لو أن ابن
الأثير امتد عمره وعاش في هذه المدة التي حكم فيها المذهب الرافضي لتراجع عن قوله
ولوصف ما جرى من قتل مليون ونصف المليون من أهل العراق على يد الاحتلال وأذنابه
وحكوماته المتعاقبة بأنه جدير بأن تفرد له مجلدات تتناول أسبابه وأفكاره ودوافعه
ومن المسبب الرئيس فيه.. بمقارنة بسيطة بين الأعداد في ذلك الزمان والأعداد في هذا
الزمان نكتشف بسهولة فظاعة ما آل إليه حال العراق على يد هؤلاء.
إن ما جرى من تعذيب وتقتيل وظلم لأهل السنة
في العراق قد فاق حتى ظلم التتر وعنجهيتهم؛ فقد قبع عشرات الآلاف من السنة في
السجون الحكومية لسنوات طوال من غير ذنب ولا تهمة، وبعضهم حكم عليه بالمؤبد مرتين
وقد اقتيد أول الأمر من الشارع بشكل عشوائي!
مئات القصص بل آلاف يمكن أن تحكى لأجيال
قادمة عن الظلم الذي لف هذه المحافظات وحاول أن يسحق إرادة أبنائها بمخطط صهيوصفوي
تبادلت الأدوار فيه أمريكا وإيران وتعاونتا بشكل لافت للنظر في كثير من مفاصله،
وبخاصة حين يتعلق الأمر بحقوق السنة العرب.
وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم دروس
وتوجيهات في هذا السياق، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكَ وَالظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ
ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: إِنَّكُمْ تقرءون هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 1٠5] وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ
فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ؛ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ
بِعِقَابِهِ».
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ
وَغَيْرُهُمَا عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا
ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الْآيَةِ؟
فَقَالَ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ قُلْتُ: قَوْلُهُ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْتُمْ}. قَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتُ
عَنْهَا خَبِيرًا، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
[بَلِ] ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا
رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ
كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ
الْعَامَّةِ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ
الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا
يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ وَفِي رِوَايَةٍ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ
خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟ قَالَ: بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ.
لقد أدرك سنة العراق الدرس واستفاقوا على
ظلم وظالم، فلم يعد في قاموسهم ما يقولونه إلا ما يدور حول معاني الحرية والعدل
وإنصاف المظلوم والسعي على الأرملة واليتيم، لقد صبروا كثيراً وسكتوا طويلاً وقد
جاء أوان الكلام.
إن الحق أحق أن يتبع، وهو قادم بقدر رباني،
فقد رفعت أكف الضراعة وصعدت الدعوات تطرق أبواب السماء تشكو ظلم الظالمين وتدعو
لغضبة عارمة تعيد الحق لأهله، وقد صارت أرض العراق في محافظاتها السنية تنادي
بنداء الشاعر العراقي وليد الأعظمي في قصيدته (ثوروا على الباغي الذليل):
ثوروا
على الباغي الذليل
واحموا تعاليم الرســـول
وابغوا
الحياة كريـــــــمة
في ظل دستور نبيــــــل
وتمردوا
فالحـــر يأبــــى
أن يساوى بالذليـــــــــل
والموت
أهون عند نفس
الحر من حكم الدخــيل
بغداد
يا دار الرجــــولة
والبطولة والعقــــــول
بغداد
يا أم الحيــــــــــاة
وربة المجد الأثــــــيل
هزي
قلاع الظالمـــــين
السالكين خطى المغول
المستبدين
الطغــــــــــاة
الحاكمين بلا أصـــول
الحاقدين
على معانــــي
الخير والخلق الجمـــيل
أدرك عقلاء هذه الأمة،
ومنذ وقت مبكر، حجم المؤامرة على العراق بشكل عام، فقد أعلن وزير الدفاع الأمريكي
رامسفيلد الأسبق بعد ثلاث ساعات فقط من تفجير البرجين في نيويورك، ضرورة الحرب على
العراق، محملاً إياه مسؤولية دعم الإرهاب، وأهم دول محور الشر، كما صنفه القاموس
السياسي لإدارة بوش، وهي العراق وإيران وكوريا الشمالية. ووضع العراق على قائمة
الدول التي يجب أن تتحمل مسؤولية ما حدث في الحادي عشر من أيلول، على الرغم من عدم
توفر أي دليل يربط العراق بما حدث، ولا بأي علاقة بينية بين أسامة بن لادن وتنظيمه
تنظيم (القاعدة)، فلا يمكن أن يوجد تعاون بين الطرفين لاختلاف العقائد والأهداف
بين الحزب الحاكم في العراق برئاسة صدام حسين، الذي يتبنى العلمانية، وبين تنظيم
ديني كتنظيم القاعدة، ومع كل هذه الحقائق تم غزو العراق وتدميره، ثم الاتيان
بحكومات شيعية متعاقبة مدعومة أمريكياً وإيرانياً، مع الحرص على عدم تدخل العرب في
صناعة القرار العراقي.
وبعد انكسار الجيش الأمريكي على يد أبطال
أهل السنة والجماعة، تم وبشكل متواز تسليم كل مقدرات العراق وسلطاته المركزية
لفريق شيعي أسهم بشكل واضح في إخراج الأمريكان من محنتهم في المستنقع العراقي
وبتعاون إيراني مكشوف، وبنفس الوقت تم محاولة تركيع السنة وإرغامهم على القبول
بالوضع الجديد للعراق وبالتدخل السافر لإيران، فجرب السنة كل الخيارات فلم تفلح،
فكان خيارهم الأخير وهو إعلان الغضب وتفجيره في ساحات الاعتصام عبر مظاهرات سلمية
سلاحها الصوت والتكبير والحشود المليونية أسوة بالشعوب العربية المنتفضة، ورددوا
مع الشاعر المصري جويدة قصيدته (اغضب):
اغضب
فالأرض تحزن حين ترتجف النسور
ويحتويها الخوف والحزن
الدفين
اغضب
فإنك إن ركعت اليوم
سوف
تظل تركع بعد آلاف السنين
اغضب
فإن الله لا يرضى الهوان لأمة
كانت
ورب الناس خير العالمين
وطبيعة الفرد العراقي أنه يقتحم الشداد
والمكاره، وكما جاء في المعاجم وصفاً لصنف من الرجال إنه لشرّاب بأنقُع: وهو يقال
للرجل المعاود للخير والشر. والأنقُع: جمع نَقَع، وهو الموضع الذي يَستنقع فيه
الماء، وأصله أن الطائر إذا كان حذِراً ورد المَناقِع في الفَلوات، حيث لا تبلغ
القناص، ولا تنصب له الأشراك. وقيل: هو مثل للرجل المعاود للأمور التي تُكره،
واحتُج بقول الحجّاج: يا أهل العراق إنكم لشرابون عليّ بأنقع، أي معاودون للأمور
الشداد. فإذا تطاول الظالم فقد انضاف لشخصية العراقي مادة أخرى تدعوه للخروج
وإعلان مطالبه وحقوقه وقد كان.
اغضب
ولا تسمع أحد
قالوا بأن الأرض شاخت.. أجدبت
منذ
استراح العجز في أحشائها..
نامت ولم تنجب ولد..
الأرض
تحمل فاتركوها الآن
غاضبة ففي أحشائها..
سخط
تجاوز كل حد
تخفي أساها عن عيون الناس
تنكر
عجزها
لا تأمنن لسخط بركان خمد
لو
أجهضوها ألف عام
سوف يولد من ثراها كل يوم ألف غد
إنه درس لكل حاكم يعتلي عرش العراق، لست
بمأمن من رياح التغيير، واحذر غضبة الحليم إذا غضب، وهي رسائل تتسلمها الشعوب
وتسلمها لحكامها حين يأتي أوان التغيير وتبدأ تفاريج النور تقشع ظلام الليل فتشرق
بعدها شمس الحقيقة منيرة الدروب للتائهين وناشرة دفء العدل بين الناس.. شعوب العرب
اليوم تشتاق لعودة العراق والمسلم العربي لسان حاله يقول:
إني
أحن إلى العراق وإنني
لا من رصافته ولا من كرخه
إنها إرادة الله تعالى التي دفعت اليوم هذه
الجموع لتعلن براءتها من الظلم وتسعى لحكم نفسها بنفسها عبر رجالها وعشائرها،
مستمدين إرث العزة والكرامة من تلك الصولات والبطولات التي مرغت أنف أكبر قوة لجيش
أرضي فهزمته وكسرته، وعاد اليوم أسياده يفكرون ألف مرة قبل الإقدام مرة أخرى على
غزو العراق. نعم، إنها أيام لها ما بعدها، فرياح التغيير والإصلاح تعصف بكل جنبات
هذه المنطقة، فإن رفع العراق رأسه من جديد فسيكون مرة أخرى البوابة الشرقية
الحصينة للمسلمين العرب، وسيعود توازن للقوى كان قد فقدناه في العشر سنوات
الأخيرة، ويعود قول المتنبي يتردد من جديد:
كيف
لا يأمن العراق ومصر
وسراياك دونها والخيولُ
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا
يعلمون.
:: مجلة البيان العدد 308 ربيع الآخر
1434هـ، مارس 2013م.