إذا صبر كلٌّ من الزوجين على صيانة الكيان بما يستطيعان، وبما شرعه الله؛ إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، واستشعرا أنهما يبنيان بيتًا مسلمًا؛ فإنَّ ذلك مدعاة إلى استقرار النفوس وصلاح المعاش، بل واستقرار المجتمع وصلاحه
الزواج عبودية لله
حين نتأمل الآيات القرآنية فإننا نجدها تَعْبُرُ بفطرية الحُبّ وحاجيَّة الزواج إلى
جانب التعبُّد لله به؛ لأنَّ الحفاظ على
«الميثاق
الغليظ»
يستلزم من الرجل ومن المرأة أنْ يكونا أوفياء بهذا العقد.
يدل على ذلك التوجيهات الربانية التي عالجت أخطاء الاستهانة بعقد النكاح، ومن ذلك
ما رواه هشام بن عروة[1]
عن أبيه قال: كان الرجل يُطلِّق ما شاء، ثم إنْ راجع امرأته قبل أنْ تنقضي عدّتها
كانت امرأته، فغضب رجل من الأنصار على امرأته، فقال لها: لا أقربك ولا تَحلِّين
مني! قالت له: كيف؟ قال: أُطلِّقك، حتى إذا دنا أجلك راجعتك ثم أطلقك، فإذا دنا
أجلك راجعتك. قال: فشكت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى الآية:
{الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإحْسَانٍ وَلا
يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إلَّا أَن يَخَافَا
أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ
فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا
تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِـمُونَ
229 فَإن طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا
غَيْرَهُ فَإن طَلَّقَهَا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إن ظَنَّا أَن
يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ
يَعْلَمُونَ} [البقرة: 229، 230]؛ وذلك كان سبب نزول الآية.
أما ما يعنيه ويرمي إليه قوله تعالى: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا
تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِـمُونَ﴾؛
فكما يقول الطبري:
«هذه
الأشياء التي بيَّنْتُ لكم حلالها من حرامها: حدودي، يعني به معالم فصول ما بين
طاعتي ومعصيتي فلا تعتدوها؛ يقول: فلا تتجاوزوا ما أحللته لكم إلى ما حرَّمته
عليكم، وما أمرتكم به إلى ما نهيتكم عنه، ولا طاعتي إلى معصيتي؛ فإنَّ مَن تعدَّى
ذلك؛ يعني مَن تخطَّاه وتجاوزه إلى ما حرَّمتُ عليه أو نهيتُه؛ فإنه هو الظالم»[2].
فأنت تلاحظ اعتناء القرآن بحيثيات الزواج والطلاق، ثم تلاحظ أنه يُحذِّر من تعدِّي
حدود الله في هذا الشأن، ويُسمِّيه ظلمًا.
والصبر على تحمُّل مسؤولية الزواج من كلا الزوجين، وما في ذلك من بعض المخاشنة
أحيانًا ومعاناة التربية ورعاية الأولاد وصيانة الكيان وتجاوز المشكلات.. الصبر على
ذلك عبادة لله -تعالى-، وامتثال لأوامره وتحقيق لوصيته، قال -تعالى-:
{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْـمَعْرُوفِ فَإن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا
شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].
وإلى هذا المعنى أشار السعدي -رحمه الله-؛ فذكر أنَّ من الخير الكثير المقصود في
الآية:
«امتثال
أمر الله وقبول وصيته التي فيها سعادة الدنيا والآخرة، ومنها أنَّ إجباره نفسه -مع
عدم محبته لها- فيه مجاهدة النفس والتخلق بالأخلاق الجميلة، وربما أنَّ الكراهة
تزول وتخلفها المحبة؛ كما هو الواقع في ذلك»[3].
ويُصوِّر الإعلام اليوم ألوانًا وردية للحياة الزوجية، تُعْلِي من شأن السعادة
المادية المبنية على مبدأ
«الاستهلاك
يصنع السعادة»،
والتي لا تعْبأُ بأهمية الجانب الروحي والوجداني، فضلًا عن الاستقامة على أمر الله
في الشأن الزواجي، وتُرَوِّج السينما الرومانسية وفقًا لذلك، فيأتون بأجمل الشباب،
وأجمل البنات، وأجمل المساكن، وأجمل المقتنيات، ثم لا نقص في المال، ولا عناء في
تربية الأولاد ورعايتهم، ولا أمراض تعترض طريقهم، مع زهاء في ألوان الشاشة واحتيال
في زوايا التصوير، ليُصوِّروا للناس أنَّ ما يُعْرَض هو نَمَط الحياة الزوجية التي
ينبغي أنْ يعيشها الزوجان، أيُّ زوجين، بينما لا يحصل شيء من ذلك عالم الإنسان، إلا
ما ندر وشذ، فإنَّ بيوت الناس مبنية على واقع إنساني تعترضه آفات ومتاعب، وهذه هي
الطبيعة البشرية؛ قال -تعالى-: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ﴾
[البلد: 4]؛ قال الحسن:
«يكابد
مصائب الدنيا وشدائد الآخرة».
وقال قتادة:
«في
مشقة فلا تلقاه إلا يكابد أمر الدنيا والآخرة».
وقال ابن عباس:
«في
شدة خلق؛ حمله وولادته ورضاعه، وفطامه وفصاله ومعاشه وحياته وموته»[4].
وبالتالي فإنَّ الصبر على تحمُّل المعاناة الزوجية صبرٌ يحبّه الله ويثيب عليه،
يستوعب أنواع الصبر الثلاثة: الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصيته، والصبر على
الأقدار المؤلمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«ونساؤكم
من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها، التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في
يد زوجها، وتقول:
لا
أذوق
غمضًا
حتى ترضى»[5].
الرجل عليه طلب الكسب والسعي للرزق، عليه أنْ يسعى في الأرض، عليه أنْ يخرج للعناء
جزءًا من يومه، ليجلب الطعام والكساء والدواء، فضلًا عن إيجاد المسكن، وكل ذلك من
مقوّمات القوامة والولاية على زوجه وأولاده، ويثيبه الله بقدر جهده في ذلك، فعن
سعد
بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إنك
لن تنفق
نفقة
تبتغي بها وجه الله إلا أُجِرْت عليها، حتى ما تجعل في فيِّ امرأتك»[6].
وعن أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«نفقة
الرجل على أهله صدقة»[7].
وعن المقدام - رضي الله عنه - أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
«ما
أطعمت نفسك فهو صدقة، وما أطعمت ولدك وزوجتك وخادمك فهو صدقة»[8].
والمرأة تمكث في البيت فتصونه، وتُصلح الطعام، وتربّي الأطفال، وتكابد في ذلك التعب
والمشقة، وتشاطر الزوج أعمال البيت؛ فيكون عليه أعمال الخارج ويكون عليها أعمال
الداخل، وتنثر في جوانبه البهجة والحنان والسكينة، وتصبر على هذا البرنامج اليومي
والمستمر، فتنتج الأولاد الصالحين، وتُعين الزوج فيكون لها مثل أجورهم بتعليمها
ودلالتها وإعانتها.. تلك عبوديات عظيمة.
في مشرق الأرض ومغربها بيوت كثيرة لا تقوم على أساس الزوجية التي شرعها الله
-تعالى-، وإنما تقوم على شيوع الأعراض وإباحة الزنا، فلا أولاد ينتمون إلى سلسلة
الآباء؛ أيْ أنهم هكذا بلا عصبة وبلا أسرة، ولا أمهات يحظين بالرعاية الرجولية
اللازمة، فيظللن طيلة الزمان يلهثن سعيًا في طلب الرزق، ليُطْعِمْن به أنفسهن ومَن
يَعُلْن، من حلال كان أم من حرام، ولربما احتجن في ذلك السعي إلى بذل أعراضهن
وشرفهن. وكل ذلك تنكُّب عن طريق العبودية لله -تعالى-.
فإذا صبر كلٌّ من الزوجين على صيانة الكيان بما يستطيعان، وبما شرعه الله؛ إمساك
بمعروف أو تسريح بإحسان، واستشعرا أنهما يبنيان بيتًا مسلمًا؛ فإنَّ ذلك مدعاة إلى
استقرار النفوس وصلاح المعاش، بل واستقرار المجتمع وصلاحه. ولذلك فإنَّ من أكثر
الوصايا التي تُوجَّه لكلٍّ من الزوجين: اصبر على زوجتك، اصبري على زوجك، فيدركان
أنهما عبدان لله، حتى في أمورهما وشؤونهما الخاصة التي هي الزواج والفطرة والنوازع
والغرائز.
ولذلك يُمهِّد عدد من أهل الفقه والأحكام أبواب النكاح بالحديث عن جانب العبودية في
النكاح ومشروعيته، منطلقين من قول الله -تعالى-: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا
مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً﴾ [الرعد:38]. ومثال
ذلك ما ذكَره المُوفّق ابن قدامة في قوله:
«النكاح
من سنن المرسلين، وهو أفضل من التخلّي منه لنفل العبادة؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه
وسلم ردَّ على عثمان بن مظعون التبتل، وقال:
«يا
معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم
يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء»[9].
أما الإصلاح بين الزوجين، والسعي في تزويج الرجال بالنساء؛ فيُعدّ في أبواب فروض
الكفايات، قال -تعالى-: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا
حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا
يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا﴾ [النساء:35].
وقال الله -تعالى-: ﴿ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ
إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا
وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ [النساء:128]. وقال -تعالى-: ﴿وَأَنْكِحُوا
الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ
يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾
[النور:32].
ثم إذا حدث طلاق؛ فإنَّ هناك عبوديات مُتعلِّقة بهذه الحالة، كالتمتيع والتسريح
بإحسان، والنفقة المؤقتة، والسكنى المؤقتة على الزوج الذي طلَّق، ثم بعد ذلك تدخل
المرأة في زواج جديد تتعبَّد لله -تعالى- به.
حتى الاستمتاع المضمّن في الزواج لا يخلو من التعبد، قال الله -تعالى-: ﴿ فَمَا
اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ
عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ﴾[النساء:24]؛
قال الحسن ومجاهد:
«أراد
ما انتفعتم وتلذذتم بالجماع من النساء بالنكاح الصحيح»[10].
وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم :
«الدنيا
متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة»[11]؛
فهذا الاستمتاع أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم أنَّ فيه أجرًا، وإليه أشار بقوله:
«وفي
بُضع أحدكم صدقة»[12]،
يعني أنَّ الإنسان إذا جامع امرأته أثابه الله، وكتب له أجرًا، وقد استغرب الصحابة
هذه الجملة؛ لما هو معهود في الأذهان من ترتُّب الأجر على المشاق والأعمال التي
تخالف هوى النفس وليس العكس، فقالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له
فيها أجر؟ قال:
«أرأيتم
لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر».
هذه الحاجة الفطرية -أعني المواقعة والجماع- تلبيتها من وجهها المشروع أمر يحبّه
الله ويريده قدرًا وشرعًا، فإنَّ الله -سبحانه تعالى- خلق فينا هذه الحاجة الفطرية،
ثم هدانا إلى المسار الصحيح في تلبيتها؛ ونهانا عن غيره من الطرق المحرَّمة
المختلفة، ولذلك فإنَّ جماع الرجل لزوجته يزيد الحب والاتفاق، قال ابن القيم:
«وأما
الجماع
المباح
فإنه يزيد الحب إذا صادف مراد المحب، فإنه إذا ذاق لذته وطعمه أوجب له ذلك رغبةً
أخرى لم تكن حاصلة قبل الذوق، ولهذا لا يكاد البِكران يصبر أحدهما عن الآخر، هذا ما
لم يعرض للحب ما يُفسده... والجماع الحرام يُفْسِد الحب، ولا بد أنْ تنتهي المحبة
بينهما إلى المعاداة والتباغض والقلى، كما هو مُشاهَد بالعيان»[13].
وفي هذا العصر الذي تتنادَى فيه هيئات ومؤسسات عالمية إلى هدم الفطرة والاستغناء عن
الزواج -الذي جعله الله مفتاحًا لبناء الأمة ومجتمعاتها-؛ فإنَّ تمسُّك المسلم
والمسلمة بالزواج، والحثّ عليه، والدعوة إليه، وتنميته، وتيسير شأنه؛ يعد من
العبادات العظيمة؛ لصعوبة الحال والظرف والواقع.
والمرأة اليوم، على وجه التحديد، تتوجّه إليها كثير من المنصات الإعلامية والرسائل
الفنية بالإلحاح عليها وإقناعها بالتخلي التام عن الزواج؛ من خلال الأفكار النسوية
التي يُرَاد لها أنْ تتسرب في وجدان البنات بوعي وبلا وعي، وفي ذات الوقت يُعاد
تشكيل النظم والقوانين في هذا الاتجاه، فتَصدّي المرأة لهذه الدعوات ومجاهدة النفس
على قبول الزواج والإقدام عليه عبادة عظيمة وجهاد في سبيل الله، ومناكفة لأهل
الباطل الذين يسعون في الأرض فسادًا، ويريدون أنْ تميل المجتمعات ميلًا عظيمًا.
كما تشتد الحاجة في هذا العصر إلى تصدّي طائفة من طلاب العلم وأهل الفكر والفضل إلى
تعليم الناس فقه الزواج وأحكامه، ومعالجة قضاياه المعاصرة والمستجدة، والاحتساب
الفكري والفقهي للأطروحات النسوية والمنحطة التي ملأت الشاشات والصحف، وصناعة
المشاريع والمبادرات التي تنمّي الزواج في المجتمعات وتُكثِّره وتصونه.
ومقتضى كونه عبودية لله أنْ يبادر الزوجان إلى الاحتكام في كل الشؤون الزوجية إلى
كتاب الله وسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ ففيهما البيان الشافي لمن تعلَّم
وتفقّه، ولذلك يقول الله -تعالى- في سياق الحديث عن مسائل الزواج: ﴿ ذَلِكَ
يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ
ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:232]. ويقول أيضًا: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ
لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 26 وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا 27 يُرِيدُ
اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإنسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 26 - 28].
وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ونساؤهم يرجعون دائمًا في حل مشكلاتهم
الزوجية، والسؤال عن الحكم فيها، إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لعِلمهم أنَّ
الاحتكام في الشؤون الزوجية إلى الوحي عبادة واجبة، وقد مرَّ في هذه الصفحات شيء من
ذلك.
إنَّ الزواج فطرة، وشريعة، ومتاع حَسَن.
وإنَّ النُّفرة منه بُعْدٌ عن صراط الله المستقيم وطاعةٌ للشيطان وإسعادٌ له.
[1] جامع البيان: 4/125.
[2] جامع البيان: 4/164.
[3] تيسير الكريم الرحمن: 1/293.
[4] معالم التنزيل: 8/430.
[5] أخرجه النسائي في السنن الكبرى ح9094، وحسَّنه الألباني في الصحيحة: ح287.
[6] أخرجه البخاري: ح56.
[7] أخرجه البخاري: ح4006.
[8] الأدب المفرد: ح195.
[9] عمدة الفقه: ص89. والحديث أخرجه البخاري: ح1905، ومسلم: ح1400.
[10] معالم التنزيل: 2/193.
[11] أخرجه مسلم: ح1467.
[12] أخرجه مسلم: ح1006.
[13] روضة المحبين: ص142.