• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
المائة الرابعة

المائة الرابعة

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين.. وبعد:

فقد صدر العدد الأول من مجلة البيان في شهر ذي الحجة عام 1406هـ الموافق لشهر أغسطس عام 1986م، وها نحن - ولله الحمد والمنّة - نقدِّم لقرائنا الكرام العدد الأول من المائة الرابعة، ونسأل الله – عزّ وجل – أن ينفع بهذا الجهد، ويصلح النيات، ويعيذنا من مضلات الأهواء والفتن.

وتبدأ انطلاقتنا في المائة الرابعة في مرحلة تاريخية حرجة من ثورات الربيع العربي، التي ما زالت آثارها السياسية والدعوية والاجتماعية تتفاعل بقوة وبشكلٍ متسارع جداً.

ونحسب أنًّ الاضطرابات الفكرية والمنهجية التي تصَّاعد تداعياتها يوماً بعد يوم؛ تؤكد أن الدعوة الإسلامية بأطيافها المختلفة أحوج ما تكون إلى البناء المنهجي المعتصم بالكتاب والسنة، العاضِّ على منهاج الخلفاء الراشدين والصحابة المهديين بالنواجذ، ومراجعة المواقف العملية والرؤى والاجتهادات العلمية بتجرد وموضوعية.

ونرجو أن تكون البيان منبراً علمياً لتحقيق الاعتصام بمنهاج الكتاب والسنة، ومحضناً جامعاً وراشداً لتصحيح المسيرة وتقويم العمل.

ولتأكيد هذا الدور الذي اخترناه لمجلة البيان، نذكِّر ببعض ما رسمناه في العدد الأول:

أولاً: البيان منبرٌ من منابر أهل السنة والجماعة؛ تعبِّر عن منهجهم، وتدعو إلى أصولهم، وتذكِّر بطريقتهم الوسطية السليمة من الغلو والانحراف، وهي مع هذا ليست منبراً لحزب، ولا دعوة إلى عصبية أو طائفية، ولا إلى إقليمية.

ثانياً: البيان مجلة كل مسلم مهما كان لونه أو جنسه، وأياً كان موقعه، وهي بهذا لا تدَّعي أنها صوت المسلمين الوحيد، ولا تزدري الأصوات الأخرى التي تقف معها في ساحة العمل الإسلامي، ولا تنظر بمنظار ذي جهتين: يكبر لها نفسها، ويصغر لها الآخرين.. كما أنها لا تدَّعي ولن تدَّعي الوصاية على الدعوة، ولا تحتكر ولن تحتكر معرفة الحق، بل تضم صوتها إلى كل صوت جادّ يدافع عن القضايا الإسلامية بصدق وإخلاص.

ثالثاً: البيان مؤسسة دعوية تسعى للتأليف والاجتماع ورصِّ الصفوف، وتحذر من الفُرقة والتنازع والتدابر، وتتعاون مع الجميع لتعزيز التناصح والتواصي بالحق، ونشر ثقافة التآخي والتعاون على البر والتقوى.

والحمد لله على فضله وعظيم عطائه وإحسانه، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

أعلى