• - الموافق2024/11/22م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
ألوان العذاب في سجون "إسرائيل"

ألوان العذاب في سجون "إسرائيل"


كانت تعلم حكومة الاحتلال جيداً أن الإيمان يمنح القوة والصبر لأعدائها؛ لذلك ابتكرت أساليب كثيرة لتعذيب الفلسطينيين وتحطيم معنوياتهم، ومن أبرزها سياسة الاعتقال التي مارستها بقوة في العقدين الأخيرين؛ لكن الأسرى حولوا زنازينهم إلى قاعدة انطلاق للمقاومة الفكرية والثقافية، فقدموا نتائج رائعة فمنهم من أكمل دراسته الثانوية و الجامعية داخل الزنازين، ومنهم من ألَّف روايات وكتب وأبدع في ذلك، إبداعات الأسرى تواجهها أيضاً أساليب جديدة لتحطيمها من قبل مصلحة السجون الصهيونية لذلك أوجدت أنظمة تجسس داخل السجون ومن بينها ظاهرة العصافير التي تتلخص فكرتها بزرع جواسيس داخل غرف الأسرى لتسجيل اعترافاتهم وابتزازهم تمهيداً لمحاكمتهم.

وتظهر الإحصائيات التي نشرتها وزارة الأسرى و المحررين الفلسطينيين الأخيرة التي صدرت بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني أن الكيان الصهيوني اعتقل منذ عام 1967م مابين نساء وأطفال وشبان وسياسيين أكثر من 750 ألف فلسطيني.

ويعود نظام الاعتقال الإداري إلى عهد نظام الطوارئ الذي شرعنه الانتداب البريطاني عام 1945م، وقد أصدر القضاء الصهيوني أكثر من 20 ألف أمر إداري بحق فلسطينيين منذ بداية انتفاضة الأقصى الثانية، حيث يقبع في معتقلات الاحتلال 309 سجين إداري.

ويظهر في الجدول التالي إحصائية نشرتها مؤسسة الضمير لرعاية الأسير  في مطلع العام الحالي توضح بالتفصيل عدد الأسرى داخل سجون الاحتلال الصهيوني.

 

العدد

الأسرى

4653

مجمل أعداد الأسرى

(24 منهم أعضاء مجلس تشريعي) 308

الأسرى الإداريين

7

الأسيرات

( 33 تحت سن 16 سنة) 218

الأطفال الأسرى

27

اعضاء المجلس التشريعي الاسرى

160

اسرى القدس

197

اسرى الداخل (فلسطينيو 1948)

(1 تحت امر المقاتل غير الشرعي) 453

اسرى غزة

527

اسرى محكومين مدى الحياة

449

اسرى محكومين اكثر من 20 سنة

23

اسرى قضوا اكثر من 25 سنة

52

اسرى قضوا اكثر من 20 سنة

 

أساليب التعذيب

إن الممارسات التي يخضع لها الأسرى في سجون الاحتلال سيئة جداً حيث تمارس أساليب تعذيب بشعة بحقهم في أثناء فترة التحقيق، وحتى طوال فترة قضائهم لمحكوميتهم، ويقول الباحث الفلسطيني المتخصص في مجال الأسرى إن الأسرى يخضعون لــ80 نوعاً من التعذيب، أبرزها: الشبح، الهزُّ العنيف، الضرب على مؤخرة الرأس، تكبيل الأيدي وعصب الأعين، الضرب على المعدة، الموسيقى الصاخبة، التحرش الجنسي، تكبيل اليدين والقدمين سوية على شكل موزة، الضرب على الجروح ومنع الأدوية والعلاج، الحرمان من النوم، الجلوس على كرسي صغير على شكل زاوية حادة، استخدام الكلاب، الحرمان من الطعام، شد الشعر وخلعه، الضغط على الركبتين والضغط على أماكن حساسة في الجسم، المكوث في ثلاجة ضيقة ومعتمة، التعرية من الملابس، الصعق بالكهرباء، الوقوف تحت المطر أو في البرد القارص عراة، الخنق بالماء، العزل الانفرادي، واعتقال الأقارب خاصة الزوجات والأمهات للضغط والابتزاز... إلخ.

وتقوم مصلحة السجون الصهيونية باللجوء إلى العزل الانفرادي لبعض قيادات الحركة الأسيرة أو الأسرى كإجراء عقابي لإذلالهم، وتقدم على وضع الأسير في حيز مكاني يتميز بالضيق الفيزيائي والسيكولوجي (النفسي)، يتم الحرص فيه على التأكد من خلوه من مظاهر الحياة المختلفة وجعلها في حدودها الدنيا أو دون ذلك، وعلى الأخص منها مظاهر الحياة الاجتماعية والإنسانية، وذلك لإبقاء الأسير في حال حصار وانحباس دائمين بتضييق المساحات الفيزيائية والإنسانية إلى أدنى درجاتها؛ كي يصبح هذا الحصار والانحباس نمط حياة قسري مفروض على الجسد والحواس للوصول إلى حصار الروح والقدرات الذهنية وهو “أي العزل” بهذا يعدُّ بحق “كسجن داخل السجن”!!.

وتقول دراسة صادرة عن الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس:”إن الإجراء القانوني بحق المعزول يمر بمراحل، وإن كانت هذه المراحل في غالبيتها محض صورية وشكلية؛ لأن القرار الأساسي المتخذ بحق أي معزول لا يقرره القضاة في المحاكم؛ بل يقرره ضباط أمن “الشاباك” ويعود لهؤلاء وحدهم تقدير المدة الزمنية التي ينبغي أن يمضيها المعزول في العزل، ونكاد لا نعرف عن حالات المعتقلين بأمر من الشاباك عزلها من خلال قرار محكمة، وفيما يلي تسلسل هذه العملية:

1 - إبلاغ السجين بصورة مفاجئة من قبل إدارة السجن بأنه منقول إلى سجن أو قسم آخر، وفي العديد من الحالات لا يعلم السجين المراد عزله على وجه التحديد أنه مساق إلى أحد أقسام العزل؛ لذلك قد يعاني في أنه لم يتحسب ويأخذ ما يلزمه من حاجياته الضرورية، وفي بعض الحالات الاستثنائية كان يتم تحويل السجين المراد عزله مباشرة بعد انتهاء التحقيق معه إلى أقسام العزل دون المرور بأقسام السجن العادية.

2 - بالعادة لا تخضع الفترة الأولية “6 شهور - سنة” للمعزول لقرار قضائي من المحكمة، والإجراء المتبع هنا أنه بعد مرور 48 ساعة على التواجد في العزل، أو في حدودها يتم عقد جلسة لها صفة “بروتوكولية” يديرها إمَّا مدير السجن وإمَّا نائبه وفي أحيان أخرى مدير المنطقة ”الجوش” وإمَّا نائبه والتي بالعادة من صلاحياتهم إيقاع عقوبة مخففة من العزل يصل حدها الأقصى إلى شهرين قابلين للتمديد حتى انقضاء المدة القانونية “6 شهور - سنة”.

3 - بعد مضي فترة الستة الشهور الأولى للمعزول بشكل فردي وفترة السنة للمعزول بشكل ثنائي يتوجب عرض قضية عزل المعزول على محكمة مدنية للبتِّ في القضية؛ بحيث تصبح إقامة السجين في أقسام العزل بعد ذلك سارية بحكم قضائي من المحكمة وتخرج عن صلاحيات إدارة السجون، بالعادة يتم تسليم السجين قبل أسبوع أو عدة أيام من انعقاد جلسة المحكمة أوراق بروتوكول فيها عدة نقاط يضعها الادعاء العام ويدور حولها النقاش في المحكمة وبعد مضي سنوات عديدة يتلاشى مثل هذا الإجراء، ويذهب المعزول فجأة إلى محكمة تمديد العزل عند اقتراب موعد انتهاء آخر تمديد له.

4 - الملف السري: بالعادة يقوم المدعي العام برفع ملف سري يقدمه للقاضي بحق المعزول بأمر من الشاباك، وكما هو معلوم لا تتاح معرفة وبالتالي مناقشة بنود مثل هذا الملف بحجة السرية، ويعتمد القضاة التوصيات الواردة في الملف السري كما هي، وهنا علامة جبن هذا القضاء خاصة وأنه مدني وليس عسكري، فلم يحدث أن قام أي قاضٍ بمناقشة القضية متحرراً من توصيات الشاباك وفي مرات نادرة،وفي محاولة من بعض القضاة التدقيق في الملف موضوع النقاش كان يتم تأجيل جلسة التمديد لوقت آخر لاستدعاء أحد مندوبي الشاباك؛ ليستوضح منه تفاصيل الموضوع،،ولكن النتيجة في كل مرة هي نفسها التمديد !!.

5. تنقسم طبيعة المدة الزمنية التي تصدرها المحكمة بحق المعزول تبعاً لشروط حياة العزل فإن كان ممَّن تقضي المحكمة بعزله عزلاً انفرادياً أحادياً بدون أي شريك آخر في الحجرة، فإن المدة الزمنية القصوى التي تحكم بها المحكمة هي ستة شهور،بينما الذين تقضي لهم المحكمة بأن يكونوا ممن لهم شريك آخر في الحجرة، فإن المدة الزمنية لعزلهم ولمثولهم القادم مرة أخرى أمام المحكمة هي سنة كاملة. وتقول الدراسة إن مصلحة السجون الصهيونية بنت مبانٍ خاصة لأقسام العزل وهي تكون أشبه بمختبرات يشرف عليها خبراء في علم النفس وعلم الإجرام فضلاً عن خبراء في الأمن والشرطة ولعل أحدث أنموذج لذلك هو قسم عزل “إيلون الرملة” الذي افتتح في العام 2007م.

الإنتاج الفكري للأسرى:

إن إقدام أجهزة الأمن الصهيونية وفي مقدمتها الشاباك على اعتقال النخبة المثقفة والمتعلمة ساعد الأسرى على القدرة على العطاء الفكري، وقد أنهى عدد كبير منهم كتباً ورواياتٍ داخل زنازين السجن؛ لأن الكثير منهم كان يعمل باحثاً في مراكز دراسات، وبعضهم كان يعمل مدرساً أو صحافياً أو مهندساً أو طالباً جامعياً، هناك الكثير من بينهم من يمتلك موهبة في فنون الكتابة،فهناك من ينظم الشعر كالشاعر وليد خالد، وهناك من لهم محاولات شعرية نبت بعضها في العزل، وهناك من يكتب القصة القصيرة أو الطويلة مثل القاص محمود عيسى الذي أنجز كتابة مجموعة كبيرة من القصص في أثناء وجوده الطويل في العزل منذ 2002م، وهناك من أنتج بعض الدراسات والأدبيات والخواطر وقد طبع في الفترة الأخيرة إحدى تلك الأدبيات للأسير مروان البرغوثي مع آخرين عن ذكرياتهم وتجربتهم في العزل، ولعل هذا النوع من الإنتاج له أهميته لخصوصية ظروف العزل التي كتب فيها من هنا يستحق الاهتمام عند دراسة ونقد نتاجات الحركة الأسيرة، ويضاف لما تقدم تطور أدب المراسلة خاصة وأن بعض الرسائل تصل إلى 25-30 صفحة أحياناً لعل بعضهم يجد فيها تعويضاً عن حرمان التواصل المختلفة كما أنه يجدر أن نذكر هنا أن العديد من أولئك المعزولين يحفظون القرآن الكريم غيباً، وكان يجتمع في نفس القسم أحياناً خمسة منهم؛ كما أن بعض المعزولين تعلم اللغة العبرية لأول مرة من خلال جهد ذاتي محض في أثناء وجوده في حجرة العزل.

معركة الأمعاء الخاويةمع بداية شهر نيسان/ إبريل الماضي أطلق الأسرى في السجون الصهيونية حملة للإضراب عن الطعام منددين بالإجراءات العقابية التي تمارسها مصلحة السجون الصهيونية، وطالبوا بإيقافها ومن هذه الإجراءات العزل الانفرادي وحرمان أهالي الأسرى خاصة في قِطَاع غزة من زياراتهم.

وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الإضراب المتواصل الذي تسبب بنقل عدد من الأسرى إلى المستشفيات بسبب تردي وضعهم الصحي، فقد عقد اتفاق بين قيادة الحركة الأسيرة في السجون والجانب الصهيوني برعاية مصرية تكلل بموافقة الكيان الصهيوني على مطالب الأسرى.

ويقول  أحد كبار قادة الأسرى المحررين نائل البرغوثي في تصريح صحفي: “إن الانتصار حليف الأسرى لأنهم يملكون ما لا يملكه الاحتلال من الإرادة والعزيمة والتحدي والقرار الصلب، الذي جعل السجان يخضع لكلمة قيادة الإضراب. وما يجري من إضراب وخطوات تصعيدية نفذها الأسرى جعل حال الإرباك تسيطر على كافة مؤسسات الاحتلال، التي عجزت أمام جوع الأبطال، كما أنها فشلت في قمعهم والالتفاف على مطالبهم وتهميش قضيتهم”.

وفي رسالة سربت من زنزانته، كتب عميد الأسرى المعزولين محمود عيسى، كلمات تتحدث عن الآلام التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال.

وقال عيسى في رسالته:”زارني مرة في زنزانتي المحكمة الإغلاق مدير السجن ومسؤول المنطقة العسكرية، فسألني الأخير هل من مشاكل؟ فقلت فقط أريد أن تسمحوا للهواء بالدخول، فاتجه نحو الشباك الموصد، بصفائح الحديد، فوجد بضع ثقوب صغيرة. وقال يمكن للهواء أن يدخل من هنا!”، مضيفاً “أما مدير السجن فقال: أنت يجب أن نضعك في خزنة، مثل خزنة البنك”.

يذكر أن الأسير عيسى من سكان بلدة عناتا التابعة لمحافظة القدس، وهو معتقل منذ العام 1993م، ويقضي حكماً بالسجن المؤبد المكرر ثلاث مرات بالإضافة إلى حكم بالسجن 46 عاماً.

وعن سبب خوضه الإضراب يقول الأسير:”أخذنا قراراً وعزمنا أمرنا أن نمضي حتى النهاية في طريقنا الذي فرض علينا، لم نكن أحياء قبل اليوم؛ بل كنا نعاني سكرات الموت في كل أوقاتنا... نغَّصوا علينا الطعام، أما النوم فقد غدا علينا حراماً بشق الأنفس”.

وتابع “لم يبقَ شيء اسمه ممنوع إلا وجُرب علينا، منعنا من زيارة أهلنا، حتى ما عاد أحدنا يتخيل شكل أهله، وما عاد أهلنا يذكرون ملامح وجوهنا. كما منعنا لفترات طويلة من شراء الكانتين (الوجبة الغذائية)، كما حرمنا من التعليم، وحيازة الكتب، والكتابة، وصودر مراراً ما كنا نكتبه من خواطر”.

ويتابع عيسى من زنزانته قائلاً: “منعنا من الخشوع حتى في صلاتنا، فالصراخ والشتائم والموسيقى الصاخبة تصم آذاننا طوال نهارنا،منعنا حتى من الكلام فيما بيننا، أو رفع أذان صلاتنا، وكلما نادى أحدنا الآخر جاء السجان قائلاً لنا: ممنوع الكلام”.

وفي ختام الرسالة كتب الأسير المعزول منذ 11 عاماً “أقسمنا بالله ألَّا نتراجع حتى نحقق كل مطالبنا، ولتكن ما تكن نهايتنا، والله وحده هو سيقضي في أمرنا”.

عصافير السجن:

داخل السجن يوجد مجتمع مترابط متضامن قضيته واحدة وهدفه الحرية المنشودة، وعلى الرغم من قسوة السجن إلا أن الحكومة الصهيونية تواجه صعوبة في اختراق هذا المجتمع الذي شرب من مشارب ثقافية عدة لكن جمعته قضية بلده المحتل؛ لذلك دائماً تحاول الحكومة الصهيونية إيجاد أساليب جديد لاختراق هذا المجتمع وأبرزها “العصافير”.

“ العصافير” هو مصطلح يطلق على العملاء داخل السجون، ومنذ سنوات تضع إدارة سجون الاحتلال الصهيوني هؤلاء العملاء في غرف خاصة بهم، تحت إشراف المخابرات التي تستخدمهم للوقيعة بالأسرى من أجل الإدلاء باعترافات.

خلال مرحلة التحقيق يقوم المحققون الصهاينة بتحويل الأسرى إلى إحدى الزنازين وقد يتواجد بها بعض الأسرى الآخرين ومعهم عدد من” العصافير” بهدف نزع اعترافات من الأسير دون علمه.

ويروي الأسير مازن أرشي قصته مع العصافير قائلاً: ”بعد الانتهاء من أخذ البصمات، تم إبلاغي من قبل ضباط المخابرات بتوجهي الآن إلى أقسام السجن عند الأسرى العاديين، وفي الطريق إلى الأقسام بعد عصب العينين وتكبيل اليدين والقدمين، بدأت تدور الأفكار في رأسي وكانت كالتالي: هل حقاً انتهت قصة التحقيق معي هكذا بكل هذه البساطة والسهولة؟ وأين العصافير؟ وأين الحديث الذي كنا نسمعه عن قسوة التحقيق وما شابه؟.

بعد وصولي إلى أحد الأقسام، قام السجان المرافق لي بإزالة العصبة من على عينيي وفك أصفادي. ويستقبلني أحد الأسرى الذي عرف عن نفسه لاحقاً باسم (أبوعنان)، ومن أول لحظة رأيته فيها دخل الشك والريبة في داخلي،أدخلني القسم (كنت سابقاً أعتقد أن السجن من الداخل تحت سيطرة الإدارة بالكامل، وإذا به تحت سيطرة الأسرى) وهذا من ناحية المعيشة والنقل بين الغرف، والكنتينة وأمور أخرى كثيرة كانت تحت سيطرة الأسرى من الداخل وهناك لجان تنظيمية ودعوية وثقافية وماشابه.

دخلت عند العصافير وفي قلبي شك كبير جداً أنهم عصافير، طبعاً لا اختلاف عن الأسرى الذين كنا نراهم على التلفاز سابقاً، الجميع بلحية وفي يده مسبحة ومصحف وأمور أخرى، تدل على (أن هؤلاء الذين أمامي أسرى)، وبدأ الاستقبال من العصافير بحفاوة وهتاف وبعض توزيع الحلوى، ومن ثم أمطرت بوابل من الأسئلة عن حال المجاهدين بالخارج والناس والحياة العامة وأنا أجيب باختصار شديد وأغلب الأجوبة كانت كالتالي (أنا سجنت بالخطأ وكلها يومين وأذهب ويخلى سبيلي) وذلك لأظل في الجانب السليم.وبدأ الجميع بالتعريف عن نفسه، فهذا أبو خالد، وأبو علاء، وأبو مصعب، وأبو حذيفة، يعني (أسماء مشايخ ودعاة في فلسطين)، ويطلقون على أنفسهم أسماء حقيقية لأسرى معتقلين، مثل محمد أبو وردة، محمد السعدي، وأسرى فعلاً في السجن ولكن لم أرهم قبل ذلك. وأخبروني أن هذا قسم الاستقبال للأسرى الجدد، وعند التأكد من هوياتهم (أي الأسرى) والتأكد من نقائهم الأمني سيتم نقلهم إلى السجن فوق عند الشباب الأسرى العظام.وأضاف، إذا كان السجين من الضفة يحضرون له عصافير من غزة أو من منطقة بعيدة من الضفة، من غير منطقة الأخ السجين حتى لا يتم معرفتهم، وإذا كان السجين من غزة يتم إحضار عصافير غالبيتهم من الضفة. تحاول الحكومة بهذه الوسيلة التغلب على صبر وثبات الأسرى. الكثيرون من الأسرى يقع في هذه المصيدة بسبب جهلهم بوجود هؤلاء “العصافير” لكن الكثير من المنظمات المختصة تحاول توجيه تحذيرات للأسرى في السجون.

:: مجلة البيان العدد 300 شعبان 1433هـ، يوليو 2012م.

 

أعلى