زوجتي الغالية!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل من نعمـة في دنيانا أعظم من تحليـق القلب
بين أنوار الإيمـان، ومن صـحة البدن، وطمأنينة النفس، وبشاشة الوجه؟
ألا ترين أن قلة من الناس من يثق بقوة الله،
وأنه معـه في كل ضيق؛ فإن لـم ينصـره في الحياة لا يخذله فيها؟ فنحن مأمورون أن
نكون من هذه القلة.
وإن اضطربت الحياة أمام سيرنا أشهراً أو
سنوات، فقد وهبنا الله من صفائها وعذوبتها عقوداً.
هكذا أرانا نبحر معاً – يا غاليتي - حتى أجد
المواجع المادية في حياتنا قد أضحت روحانية فيك!
زوجتي... يا نبض قلبي!
سرٌّ ناعم هادئ يتناثر في رسالتك الأخيرة
إليَّ، سرٌّ أرقُّ من نسائم الفجر المعطر بالندى، سرٌّ جعلني أهفو إلى أيامٍ خلت
كنا نداعب فيها طفلنا الصغير قبل أن يحبو في ساحة الدار. نعم، جاءتني رسالتك، بل
جئتِ أنت إليَّ في رسالتك زهرة من أزهار الله في الوجود تتنفس بعطرها الذكي!
أحنُّ إليكِ من وجع الليالي
وقد أذكتْ ضرواتُها أنيني
فبي شوقٌ إلى مجد المعالي
وبي وجدٌ يعانقُه حنيني
أما أودعتُ نبضَك في عروقي؟
وخطَّ الله وعدَك في جبيني؟
فكيف يذود عني بعض طيفي؟
وكيف أقمتِ في ذاتي بدوني؟
ونقتسمُ الرؤى صحواً ونوماً
وفي عينيكِ قد نامتْ شجوني