من أهم معالم الحياة الزوجية إفضاء الرجل إلى زوجه ببعض ما يخفيه عن الناس من أخبار ومشاعر وأحاديث يحصل له بها بعض السكن الذي هو مقصد الزواج الأعظم، فيسكن إلى زوجته ويُسِرُّ إليها، وذلك من علامات حُسْن العشرة وصفاء المودَّة بين الزوجين
نزلت سورة التحريم تأديباً وتعليماً وموعظة وتذكيراً، وببراعة الأسلوب القرآني
عالجت السورة أمراً سبق الحديث عنه في القرآن الكريم وفقاً لترتيب السور بحسب
موضعها في المصحف، وبحسب نزولها على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الأمر هو حفظُ
الزوجة للأسرار الزوجية وكتمانُها وعدمُ إفشائها، فقد جاء في سورة النساء تأسيساً
وتقعيداً وفي سورة التحريم معالجة وتطبيقاً.
أما في سورة النساء فإنَّ الحق سبحانه حين وصف كلّاً من الزوجين قال:
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى
بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِـحَاتُ قَانِتَاتٌ
حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء:
34].
فالرجال الصالحون في زواجهم: قوَّامون منفقون، والنساء الصالحات في زواجهن: قانتات
حافظات للغيب. وقانتات أيْ مطيعات لأزواجهن، قال ابن عطية:
«والقنوت
الطاعة، ومعناه لأزواجهن أو لله في أزواجهن»[1]،
وحافظات للغيب أيْ حافظات لغيب أزواجهن[2]،
ويشمل ذلك حفظ الزوج في فراشه وماله وسرِّه[3].
وأما في سورة التحريم فقد قال سبحانه: {وَإذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إلَى بَعْضِ
أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ
عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ
أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْـخَبِيرُ
3
إن تَتُوبَا إلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ
فَإنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِـحُ الْـمُؤْمِنِينَ
وَالْـمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: ٣ - ٤].
فهي السورة التي نزلت في معاتبة بعض أزواج نبينا صلى الله عليه وسلم لأنها أفشت
سرَّه إلى صفيتها، فنبَّه المولى عز وجل زوجات المسلمين إلى هذا الواجب من واجبات
الزوجة المسلمة.
مرضاة أزواجك:
يدور سبب نزول السورة حول إحدى قصتين، مع إمكان أنْ تكونا معاً سبب للنزول، كما
أشار إلى ذلك الطبري[4].
أما القصة الأولى فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
«كانت
حفصة وعائشة متحابتين، وكانتا زوجتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فذهبت حفصة إلى
أبيها فتحدثت عنده، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى جاريته، فظلت معه في بيت
حفصة - وكان اليوم الذي يأتي فيه عائشة - فرجعت حفصة فوجدتْهما في بيتها، فجعلت
تنتظر خروجها وغارت غيرة شديدة، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم جاريته، ودخلت
حفصة فقالت: قد رأيت من كان عندك، والله لقد سُؤتني. فقال النبي صلى الله عليه وسلم
: والله لأرضينك، فإني مُسرٌّ إليك سراً فاحفظيه. قالت: ما هو؟ قال: إني أُشهدك
أنَّ سُريتي هذه عليَّ حرام؛ رضاً لك. وكانت حفصة وعائشة تظاهران على نساء النبي
صلى الله عليه وسلم ، فانطلقت حفصة إلى عائشة، فأسرَّت إليها أنْ أبشري! إنَّ النبي
صلى الله عليه وسلم قد حَرَّم عليه فتاته، فلما أخبرت بسرِّ النبي صلى الله عليه
وسلم أظهر الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله على رسوله...)[5].
وأما القصة الثانية فعن عائشة رضي الله عنها قالت:
«كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلاً عند زينب ابنة جحش ويمكث عندها، فواطيتُ
أنا وحفصة عن أيَّتُنا دخل عليها فَلْتقل له: أكلت مغافير؟ إني أجد منك ريح مغافير.
قال: (لا، ولكني كنت أشرب عسلاً عند زينب بنة جحش؛ فلن أعود له، وقد حلفتُ: لا
تخبري بذلك أحداً)»[6].
فنزلت الآيات تعاتب نبينا صلى الله عليه وسلم على تحريمه ما أحل الله له، سواء كان
العسل أو الجارية، وفي الوقت نفسه نزلت تربي أمهاتنا حفصة وعائشة رضي الله عنهما
على أدب الزوجية العظيم، أعني كتمان سر الزوج، ولذلك انتقلت الآيات من خطابهما إلى
خطاب عموم المؤمنين، إذ تمثل الأسرار الزوجية مظهراً من مظاهر البيوت التي بنيت على
الزواج الفطري، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ
وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْـحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ
غِلاظٌ شِدادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا
يُؤْمَرُونَ} [التحريم: ٦]. ومن وقاية الأهل من النار: تعليمهم الأدب وتربيتهم
عليه، وهو ما ذهب إليه علي بن أبي طالب وابن عباس والضحاك والحسن البصري ومقاتل[7].
وفي نهي النبي
صلى الله عليه وسلم
عن تحريم ما أحل الله له ملحظان:
الملحظ الأول:
بيان كرم النبي صلى الله عليه وسلم وحُسْن عشرته لأهله، فإنَّ الدافع لما فعله هو
ابتغاء مرضات زوجه بعد أنْ غضبت عليه، والقرآن يسجل هذا الخلق الكريم منه صلى الله
عليه وسلم ليتعلم الناس أنَّ ابتغاء مرضاة الزوجات خُلق فاضل وهدي كريم اتصف به
خير الناس سمتاً وأكملهم هدياً وأوفرهم عقلاً وأكثرهم علماً.
والملحظ الثاني:
هو التذكير بأهمية الحدود الشرعية في مراعاة مشاعر الزوجة واسترضائها، فليس كل غيرة
تصدر من المرأة تدفع إلى هذا النوع من المراعاة والإرضاء، كما يجب ألَّا تتجاوز هذه
المراعاة حدودها الشرعية، قال ابن عاشور:
«ليست
غيرتهن مما تجب مراعاته في المعاشرة إنْ كانت فيما لا هضم فيه لحقوقهن، ولا هي من
إكرام إحداهن لزوجها إنْ كانت الأخرى لم تتمكن من إكرامه بمثل ذلك الإكرام في بعض
الأيام. وهذا يومئ إلى ضبط ما يراعى من الغيرة وما لا يراعى»[8].
عبودية الكتمان:
من أهم معالم الحياة الزوجية إفضاء الرجل إلى زوجه ببعض ما يخفيه عن الناس من أخبار
ومشاعر وأحاديث يحصل له بها بعض السكن الذي هو مقصد الزواج الأعظم، فيسكن إلى زوجته
ويُسِرُّ إليها، وذلك من علامات حُسْن العشرة وصفاء المودَّة بين الزوجين؛ إذ
يأتمنان بعضهما على أسرارهما، وهذا جزء من الميثاق المعقود بينهما، وهو محل ثناءٍ
عند عقلاء الرجال، وقد أثنى جرير على زوجه خالدة بعد وفاتها حين رثاها فقال[9]:
كانت مُكارمةَ العشير ولمْ يكن
يخشى غوائلَ أمِّ حرْزةَ جـــــــــارُ
كانت إذا هجَر الحَليلُ فراشَها
خُزِن الحديثُ وعفَّت الأسرارُ
ولا يزال الأبطال الأشداء من الرجال الذين أَلِفوا مواطن البأس والقوة؛ لا يأنف
أحدهم أنْ يفضيَ ببعض سره إلى زوجته، فتحفظ الزوجة سر زوجها وتكتم حديثه ولا تفشي
أخباره؛ تعبُّداً لله وفطرة أخلاقية يمليها التذمم والمروءة ويسقيها الحب والمودة،
على الرغم من ميل النفس نحو الحديث عن الزوج والحياة معه. فإذا أُفشي سرُّ الأزواج
فكأنما أُصيب بناء الزوجية بالشروخ، وضعف السكن الذي به يتم مقصد الزواج، وأصيب
الرجل في أمانته، فتقل الرغبة ويخفت الشوق ويضطرب العيش، قال ابن عاشور:
«وذُكرت
حفصة بعنوان {بَعْضِ أَزْوَاجِهِ} للإشارة إلى أنَّ النبي صلى الله عليه
وسلم وَضَعَ سرَّه في موضعه، لأنَّ أَولى الناس بمعرفة سر الرجل زوجُه. وفي ذلك
تعريض بملامها على إفشاء سره لأنَّ واجب المرأة أنْ تحفظ سر زوجها إذا أمرها بحفظه،
أو كان مثله مما يجب حفظه»[10].
فليس شرطاً أنْ يأمرها بحفظ السر، بل ينبغي أنْ تعلم هي أنَّ بعض الأحاديث والأخبار
مما لا ينبغي أنْ تُذاع وتشاع.
وهي معادلة عجيبة تدلك على التكامل الفطري الذي يصنعه الزواج في حياة الناس، فالرجل
يرى الحاجة إلى الإسرار، والمرأة يتوجب عليها الكتمان وتحمل مسؤولية تلك الأسرار.
وحين أراد الله تعالى تأديب الأمة بهذا الأدب المهم قدَّر حدوث الواقعتين اللتين
حدثتا في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ليكون أسوة لغيره من الأمة، ولتكون زوجاته
أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أسوة لغيرهن من زوجات المسلمين، وهذا من تربية الله
لهذه الأمة فضلاً منه وامتناناً. فالنبي صلى الله عليه وسلم أسرَّ أمَّنا حفصة رضي
الله عنها حديثاً، واستأمنها عليه ألَّا تفشيه لأحد، فحدَّثت به عائشةَ لأنها كانت
صاحبتها وصفيَّتها من بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما أرادت أنْ تبشرها
بنيلهما ما أرادتا من تنفير النبي صلى الله عليه وسلم من وطء مارية أو المكوث عند
زينب لشرب العسل، وكانت تعتقد أنَّ عائشة لن تخبر أحداً بذلك، ولقد كتمت عائشة
السر رضي الله عنها، لكنها رضيت بأنْ يُفشى سر زوجها صلى الله عليه وسلم وأنْ يكون
لديها علم به، والمقصود أنَّ حفصة كانت واثقة من عدم خروج سر النبي صلى الله عليه
وسلم من دائرة بيتها وبيت عائشة، لكن الله تعالى أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم
على ذلك وبيَّن عدم رضاه عن هذا الصنيع؛ إذ لا ينبغي أنْ تؤذي الزوجة زوجها ولا
أنْ تفشي سره ولا أنْ تُلجئه إلى فعل ما لا يحسن لمجرد رغباتها ولا أنْ تكون سبباً
في حرمانه مما يحب من المحبوبات المشروعة.
وقد ذكَّر الله تعالى نساء المؤمنين بأنَّ إفشاء السر خيانة من وجهٍ مَّا، وضرب
لذلك مثلاً: زوجة نوح وزوجة ولوط، فإنهما وإنْ كانتا في بيتين كريمين إلا أنه قد
وقع منهما إفشاء لسر زوجيهما، قال ابن عباس:
«كانت
خيانتهما أنهما كانتا على غير دينهما، فكانت امرأة نوح تُطْلِعُ على سر نوح، فإذا
آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به، فكان ذلك من أمرها، وأما امرأة لوط
فكانت إذا ضاف لوطاً أحدٌ خبَّرتْ به أهل المدينة ممن يعمل السوء، فلم يغنيا عنهما
من الله شيئاً»[11].
زيغ الزوجات:
في السياق ذاته يحذِّر المولى سبحانه من إلحاق الأذى بالزوج وتعكير صفو حياته، فقد
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أنْ يأتيَ مارية ويحب أنْ يشربَ العسل، فلما
حرَّمهما - أو أحدهما - على نفسه على الوصف المذكور كان ذلك مما يكرهه ويؤذيه، وقد
تعمد الزوجة إلى تحقيق مرادها من الاستفراد بزوجها أو استجلاب دلاله لها أو نحو ذلك
مما تكيده النساء ويعرفن مسالكه، دون أنْ تعبأ بمزاج زوجها وصفو عيشه، فنبَّه الله
تعالى حفصة وعائشة ونساء المؤمنين إلى الإثم المترتب على هذه الأفعال، فقال تعالى:
{إن تَتُوبَا إلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ
فَإنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِـحُ الْـمُؤْمِنِينَ
وَالْـمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: ٤]. والصوغ الميل[12].
والمعنى: مالت وانحرفت عما ينبغي لهن من الورع والأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم
واحترامه، وأنْ لا يَشْقُقن عليه[13].
وقال ابن زيد:
«سرهما
أنْ يجتنب رسول الله صلى الله عليه وسلم جاريته، وذلك لهما موافق»[14].
أيْ يوافق رغباتهما، فتأمل حقيقة الميل الذي وقع منهما، فإنَّ بعض النساء تراه
أمراً هيناً وأنه لا بأس أنْ تفشي سراً أو أنْ تظفر بزوجها مقابل إبعاده عن بعض ما
تحبه نفسه، في حين هو أمر عظيم عند الله تعالى، قال مجاهد:
«كنا
نرى أنَّ قوله: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} شيءٌ هين، حتى سمعتُ قراءة ابن
مسعود: إنْ تتوبا إلى الله فقد زاغت قلوبكما»،
وبمعنى الزيغ قال الضحاك وسفيان[15].
ولو لم يكن عظيماً لما أمر الله تعالى بالتوبة منه، فهو خطيئة وإثم في الحياة
الزوجية، وقوام الحياة الزوجية في تلمس مراضي الله، قال ابن عاشور:
«القصد
منه الموعظة والتحذير والإرشاد إلى رأب ما انثلم من واجبها نحو زوجها. وإذْ قد كان
ذلك إثمـاً - لأنه إضـاعة لحقـوق الزوج وخاصة بإفشاء سره - ذكَّرها بواجب التوبة
منه. وفيه إيماء إلى أنَّ فيما فعلتاه انحرافاً عن أدب المعاشرة الذي أمر الله به،
وأنَّ عليهما أنْ تتوبا مما صنعتاه؛ ليقع بذلك صلاحُ ما فسد من قلوبهما»[16].
وهكذا تتربى نساء الأمة المسلمة على آداب العشرة الزوجية، فيحتسبن لله القيام
بالحقوق والآداب ليصرن بذلك من خير النساء، فإنَّ الحق سبحانه حين وصف الزوجات
الخيرات قال: {عَسَى رَبُّهُ إن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا
مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ
ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} [التحريم: ٥]، وجعل قنوت الزوجة لزوجها من قنوتها
لربها، فإنَّ القنوت هو الطاعة كما سبق بيانه، ولا فرق في الخيرية بين بِكر وثيِّب
إلا بأداء حق الله وحق الزوج والتوبة من الآثام والخطايا المتعلقة بحق الله
والمتعلقة بحق الزوج، والاستقامة على أمر الله تعالى، والمقومات الجسدية للزواج لا
تقرِّب المرأة إلى الله تعالى؛ إنما يقرِّبها العمل الصالح والخلق الحسن.
فأين من خيريَّة الزوجة مَن تذيع سرَّ زوجها أو تفشي أخباره؟
وأين من خيرية الزوجة مجالس النساء وما يبثثنه من شكوى الزوج وغيبته وربما بهته؟
وأين من خيريَّة الزوجة الاسترسال في الحديث عن أخطاء الزوج في برامج الاستشارات؟
وأين من خيرية الزوجة المكر بالأزواج وإيقاعهم في النفرة مما هو حلال لهم؟
وأين من خيرية الزوجة مَن لا تحترم زوجها في غيبته عند أولادها وأهلها؟
ولقد كانت نساء النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الخيرية، واستدل أهل العلم على
ذلك بأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمسكهن ولم يطلِّقهن، ولو طلَّقهن لأبدله الله
خيراً منهن كما في الآية، بل استدلوا بذلك على أنهن خير نساء العالم، قال السعدي:
«فلما
سمعن رضي الله عنهن هذا التخويف والتأديب، بادرن إلى رضا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، فكان هذا الوصف منطبقاً عليهن، فصِرن أفضلَ نساء المؤمنين، وفي هذا دليل على
أنَّ الله لا يختار لرسوله صلى الله عليه وسلم إلا أكمل الأحوال وأعلى الأمور،
فلما اختار الله لرسوله بقاء نسائه المذكورات معه دلَّ على أنهن خير النساء وأكملهن»[17].
[1] المحرر الوجيز: 3/133.
[2] زاد المسير: 1/402.
[3] معالم التنزيل: 2/207، والمحرر الوجيز: 3/133.
[4] تفسير الطبري: 23/89.
[5] تفسير الطبري: 23/86.
[6] أخرجه البخاري، حـ 4897.
[7] انظر: موسوعة التفسير بالمأثور: 22/38 - 40.
[8] التحرير والتنوير: 28/346.
[9] ديوان جرير، ص154.
[10] التحرير والتنوير: 28/352.
[11] تفسير الطبري: 23/112.
[12] المفردات للراغب، ص315.
[13] تفسير السعدي: 4/1851.
[14] تفسير الطبري: 23/94.
[15] تفسير الطبري: 23/93.
[16] التحرير والتنوير: 28/357.
[17] تفسير السعدي: 4/1852.