• - الموافق2024/11/21م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
منهجية التدوين التاريخي عند المسلمين

ابتلي التاريخ الإسلامي بأنواع من الابتلاءات والانحرافات كغيره من العلوم؛ إذ إن محاولات التشويه بدأت من القرون الأولى المفضلة بدوافع متعددة ومتنوعة الأهداف


التاريخ مرآة تعكس الماضي بسلبياته وإيجابياته، وخيراته وآثامه كما هو، وكما وقَع وحدَث بالفعل، وليس كما يجب أن يكون، أو كما نرغب ونريد أن يكون. وهو بهذا يكون بوابةَ إشعاع للحاضر بدروسه وعِبَره، ومصدرَ إلهام ومعرفة للمستقبل، والأممُ التي لا تُدوِّن تاريخها بصورة صحيحة وتعتز به وتستفيد من خطئه وصوابه لا يمكنها منافسة الأمم الأخرى، بل لا يمكن لأمة أن تصنعَ لنفسها حضارة وثقافة وموقعاً بين حضارات الأمم والدول والمجتمعات وثقافاتها دون أن تقرأ الماضي وتصنع الحاضر وتستشرف المستقبل، وهكذا كان الأمر في عصور الحضارة الإسلامية حينما كانوا يُسمُّون التاريخ (أبو العلوم) لقدرته على تعزيز الثقة، فهو مدرسة الحياة، فالقراءة والكتابة فيه مما يُعزِّز استعادة ثقة الأمم والأجيال، لا سيما في أزمنة المنافسة الحضارية، وهيمنة ثقافة الغالب، وتنامي الصراع الغربي مع الإسلام، ومِن ثَمَّ تتعزز مقاومة التحديات الثقافية والحضارية بقيمٍ منافِسةٍ وتاريخ منافِس للآخر.   

وقبل المعرفة عن التدوين التاريخي وأهميته وضوابطه من المهم معرفة حقيقة التاريخ ومفاهيمه، وعن هذا كان تعريف ابن خلدون لفن التاريخ بقوله: «إنه من الفنون التي تتداوله الأمم والأجيال وتشد إليه الركائب والرحال، وتسمو إلى معرفته السُّوقة والأغفال، وتتنافس فيه الملوك والأقيال [الرؤساء]، وتتساوى في فهمه العلماء والجهَّال؛ إذ هو في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيَّام والدول، والسوابق من القرون الأول، تنمو  فيها الأقوال، وتُضْرب فيها الأمثال، وتُطرَف بها الأندية إذا غصَّها الاحتفال، وتؤدِّي لنا شأن الخليقة كيف تقلبت بها الأحوال، واتَّسع للدول فيها النِّطاق والمجال، وعمَّروا الأرض حتى نادى بهم الارتحال، وحان منهم الزوال، وفي باطنه نظر وتحقيق، وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق، فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق، وجدير بأن يُعدَّ في علومها وخليق»[1].  

وقد أدرك الغرب في عصوره المتأخرة أهمية دراسة التاريخ والكتابة فيه وعنه، فهو مع علم الاجتماع يُعدُّ العمود الفقري للعلوم الإنسانية التي جعلت من خريجي كليات التاريخ أو أقسامه في معظم دول الغرب ساسة وقادة ومفكرين للدول ومؤسساتها الأمنية والعسكرية، وهذا وذاك مما يفرض الكتابة والتذكير والتنبيه حول أهمية منهجية التدوين، فالتأصيل للتاريخ نافذة مثلى للفهم والوعي.

وعن هذه المنهجية كتب الدكتور محمد السلمي في مدوَّنته عن منهج القراءة والكتابة في كُتب التاريخ، ومما قال: «التاريخ فن من الفنون المحببة إلى النفوس، وهو علم له أصول وقواعد، وله مصادر متعددة، ومناهج مقررة عند علماء الإسلام، وهو يعتني بمعرفة أخبار الماضين، وتحليل الحاضر، واستشراف المستقبل على ضوء السنن الإلهية التي تحكم سير حركة التاريخ وَفْقَ مشيئة الله وقَدَرِه، وهذه السنن مرتبطة بالأمر والنهي الرباني والاستقامة على ذلك أو عدمها. وقد ألَّف أهل العلم في فنون التاريخ المختلفة؛ من الحوادث والأخبار، ومن قيام الدول وسقوطها، ومن التراجم للرجال على الطبقات والعصور، أو بحسب التخصصات العلمية والاتجاهات الفكرية، أو حسب الخصائص الإقليمية [أي على البلدان]»[2].

وللعلماء مناهج متنوعة في تدوين التاريخ: فهناك كتب قامت على علم الطبقات للرجال والنساء، ونوع آخر من الكتب قام على التراجم وكتابة السير المرتبة على حروف المعجم، وكتب أخرى كتبها مؤلفوها على تسلسل السنين والأعوام والحوليات وحوادث السنين والأيام.

وهناك كتب معنية بالبلدان مثل تاريخ (فتوح البلدان) للبلاذري (ت: 279هـ)، وأخرى مرتبة على البلدان مثل (تاريخ ابن حبان) (ت: 354هـ) عن مشاهير علماء الأمصار، أو مخصصة لعلماء بلد واحد مثل (تاريخ نيسابور) لأبي عبد الله الحاكم (ت: 405هـ)، و (تاريخ جرجان) لأبي قاسم حمزة السهمي (ت: 527هـ)، و (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي (ت: 463هـ)، و (تاريخ دمشق) لابن عساكر (ت: 571هـ)... وهكذا[3]. وغير ذلك من فنون وأنواع الكتابات التاريخية الواسعة لدى المسلمين عبر عصورهم، كما هي - على سبيل المثال - رحلات ابن جبير (ت: 614هـ)، وابن بطوطة (ت: 779هـ). ودين الإسلام بدوافعه المتعددة خيرُ مُحفِّز على الإثراء المعرفي عن البلدان صغيرِها وكبيرِها كغيرها من جوانب التاريخ، والتفصيل في هذا كثير، وليس هذا موضعه. 

صور من انحرافات التدوين: 

ابتلي التاريخ الإسلامي بأنواع من الابتلاءات والانحرافات كغيره من العلوم؛ إذ إن محاولات التشويه بدأت من القرون الأولى المفضلة بدوافع متعددة ومتنوعة الأهداف، وعن هذا كتب ابن خلدون رحمه الله مُفرِّقاً بين المؤرخين وغيرهم، ومتألماً من المتطفلين على التاريخ حسب تعبيره، وذلك بقوله: «إن فحول المؤرخين في الإسلام قد استوعبوا أخبار الأيام وجمعوها، وسطروها في صفحات الدفاتر وأودعوها، وخلطها المتطفِّلون بدسائس من الباطل وَهِمُوا فيها وابتدعوها، وزخارف من الروايات الـمُضعفة لفَّقـوها ووضعوها، واقتفى تلك الآثار كثير ممَّن بعدهم واتَّبعوها، وأدُّوها إلينا كما سمعوها، ولم يُلاحظوا أسباب الوقائع والأحوال ولم يُراعوها، ولا رفضوا ترَّهات الأحاديث ولا دفعوها، فالتَّحقيق قليل، وطَرْف التنقيح في الغالب كليل، والغلط والوهم نسيب للأخبار وخليل، والتَّقليد عريق في الآدميِّين وسليل، والتَّطفُّل على الفنون عريض طويل، ومرعى الجهل بين الأنام وخيم وبيل، والحقُّ لا يقاوَم سلطانه، والباطل يُقذَف بشهاب النَّظر شيطانه، والنَّاقل إنَّما هو يُملي ويَنْقُل، والبصيرة تنقد الصحيح إذا تمقَّل، والعلم يجلو لها صفحات القلوب ويَصقُل.

هذا وقد دوَّن النَّاس في الأخبار وأكثروا، وجمعوا تواريخ الأمم والدول في العالم وسطَّروا، والذين ذهبوا بفضل الشُّهرة والإمامة المعتبرة، واستفرغوا دواوين من قبلهم في صحفهم المتأخِّرة، هم قليلون لا يكادون يجاوزون عدد الأنامل»[4]، ثم عَدَّدَ بعد هذا القول هؤلاء المؤرخين القلائل الذين استحقوا وصف المؤرخين رحمهم الله جميعاً. 

وممن تَصدَّر هذا المشهد العبثي في التاريخ ورواياته وعن رجاله ودوله فئات من أبرزهم الشيعة الرافضة الذين تخصصوا في تشويه الصحابة وتاريخهم رضي الله عنهم، وتفننوا في صناعة الروايات الموضوعة، والحديث في هذا يطول، وعن هذا كتب المتخصصون[5].

كما تَصدَّر مشهد التزوير والتشويه في العصور المنصرمة أو الحديثة فِرَق الاستشراق المدعومة من معظم حكومات الدول الغربية، وكتب عن هذا الغزو الفكري المنظَّم الدكتور المتخصص في التاريخ الإسلامي عماد الدين خليل، ومما قاله: «لقد اعتمد كثير من الباحثين في التاريخ الإسلامي عبر القرنين الأخيرين، وبخاصة في دوائر الفكر الاستشراقي، والغربي عموماً، منهجاً معكوساً في التعامل مع هذا التاريخ، منهجاً ينطوي على محاولة متعمَّدة أو غير متعمَّدة، لفك الارتباط بين الإسلام وبين التاريخ. بل إن بعض المحاولات التي تبلغ أقصى حِدَّتها في الاستشراق اللاهوتي ثم الماركسي، أرادت لمفردات التاريخ الإسلامي أن تُبحر باتجاهٍ مضادٍّ للمطالب الإسلامية، وأن تتخذ موقفاً نقيضاً لمعطيات هذا الدين وثوابته.

وهكذا أُرغمت الوقائع على مغادرة رَحِمَها الحقيقي الذي اُنتزعت منه انتزاعاً لكي تتشكل وَفْقَ منهج خاطئ في بيئة غير بيئتها، ونقول أشياء غير التي قالتها بالفعل. وينتهي الأمر إلى صياغة شبكة من الاستنتاجات التي جعلها التكرار المتواصل بمنزلة مُسلَّمات لا تقبـل نقضاً ولا جدلاً. ولقد تم بذلك حفر خندق عميق بين طرفي القضية: (العقيدة والتاريخ)»[6]

ومن الانحرافات الكبيرة أن يُدْرَس التاريخ ويُدرَّس على أساس أنه تاريخ دول وحكومات فقط، وحروب ومعاهدات وصراعات فحسب، بعيداً عن التاريخ الكبير لأمة الإسلام وحياتها الاجتماعية والعلمية والحضارية، وبعيداً عن إبراز علمائها ومفكريها وتراثها وموروثها بين الأمم والمجتمعات.

ومن صور الانحراف والخطأ في كتابة التاريخ عدم تمحيص الروايات والأخبار والأقوال بميزان الشرع والجرح والتعديل للرواة باستفادة التاريخ من منهجية المحدِّثين وعلماء الحديث.

ومن الانحرافات كذلك قبول الرواية أو كتابتها دون سند معروف ومعلوم عنه مستوى الموثوقية والعدالة، فكما أن للطب أساتذته، فالتاريخ له أساتذته المتخصصون ومعلِّموه، وقد ختم الدكتور محمد السلمي ورقته العلمية حول القراءة في التاريخ بقوله عمَّا يجب على قارئ التاريخ وكاتبه: «ويبقى أنه يحتاج لإتقان العلم إلى شيخ في التخصص يَدْرُس عليه العلمَ حتى يُتقنه، ويستشيره في كلِّ ما أشكل عليه من المسائل»[7].

ومن الانحراف في قراءة التاريخ أو كتَابته أن يتصدر فيه من لا يُحسن العمل مع هذا النوع أو الفن الذي يكتب عنه أو يؤلف فيه، فيكتب الأحداث وَفْقَ ما يريد ويشتهي دون مسؤولية أو مصداقية! وكأن التاريخ العام مُلْكٌ له يعبث به كيف ما شاء! أو أن القراءة والكتابة فيه تسلية ولعب!   

ومن الانحراف في كتابة التاريخ وما ينبغي فعله ما كتبه الدكتور محمود شاكر: «التاريخ لا يُكتب بالتحكُّم، وإنما يُكتب بالرواية، ثم الاستدلال ثم يُبذل الجهد في سد الفجوات، وسبيل ذلك أن نأخذ من الماضي أسباباً وعللاً وحوادثَ ذاتَ خطر، فإن استقامت أن تمتد معك إلى الحاضر الذي تؤرخه، فهي حقيقةٌ بأن تكون شيئاً من التاريخ يوشك أن يكون حقاً كلُّه أو بعضُه»[8].

ولهذا تتأكد أهمية الرواية والاستدلال في قضايا التاريخ؛ فيكف إذا صحبتها وثائق الحياة الاجتماعية التاريخية القديمة للمجتمعات مما يعكس أحوال الزمان والمكان لأي مجتمع أو بلدة! ففي بلدة الشنانة - باعتبارها حالة دراسية - فإن وثائق المبايعات أو المداينات والوقفيات عند تَوَفُّرها تُعدُّ أقوى من الروايات الشفهية أو التحريرية من بعض الوجوه في إثبات أي قضية تاريخية؛ فكيف إذا اجتمعت هذه الوثائق مع الروايات توافقاً وتكاملاً كما هو الحال في معظم تاريخ الشنانة كأنموذج في توفر معظم الوثائق والروايات الصحيحة الخاصة بالبلدة!

ومن الانحرافات الخطيرة التي تُشوِّه حقيقة التاريخ حينما تكون أدوات تفسيره بمناهج خاطئة؛ إذ إن تفسير التاريخ في الإسلام يقوم على منهجية علمية لا تقل عن منهج القراءة فيه، وعن هذا وغيره ألَّف الدكتور السلمي كتابه الشهير (منهج كتابة التاريخ الإسلامي) رسالة ماجستير في جامعة أم القرى بمرجعٍ علميٍّ مؤصَّل ليكون منهاجاً علمياً مطروحاً لكل باحث وكاتب ومؤلف، ومما قاله حول التاريخ وتفسيره: الحدث التاريخي هو فـعل الإنسان، بـمـا يحـمـلـه مـن أفكار وتصورات، وما لديه من قدرات وإمكانات، وما يعتمل في نفسه من الرغبات والشهوات، ومــن القيم والفضائل والاعتقادات في زمان ومــكـان من هذا الكون الفسيح المحكوم بمشيئة الله وعلمه وقدرته. من خلال التعريف يـتـضح أن أركان التفسير التاريخي هي: الإنسان، الزمـــان والمكان، الـمـشـيـئـة الإلهية. وتفسير التاريخ هو معرفة التصور الصحيح عن هذه الأركـان وإدراك العلاقة الصحيحة بينها.

إن من يملك التصور الصحيح ويرجع إلى المصدر الحق يستطيع أن يُفسِّر تاريخ البشرية كله، لأن المصدر الحق (الكتاب والسنة) وضَّح لنا السنن التي تسير في إطارها الأحـداث، ويُحكَم من خلالها على الأمم والدول والأشخاص. إن هذا الكون - بما فيه الإنسان وفعله واكتشافاته وصناعاته - هو خَلْقُ الله {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: ٦٩]، فلا بد من الرجوع إلى الخالق لفهم هذا الخلق؛ وإذا رجعنا إلى الوحي المنزل من الخالق لهداية البشرية، نـجـــد الــسـنـن واضحة، والاتجاهات مُحدَّدة[9].    

وبهذه المنهجية والأصول العلمية في القراءة والكتابة في التاريخ بما في ذلك تجاوز انحرافات التدوين ضَعُفَت وانحسرت قيمة ما كتبه المستشرقون وتلامذتهم من أكاذيب في التاريخ الإسلامي كانوا قد ضمَّنوها بعض الكتب والروايات في التاريخ، وأدخلوها ضمن بعض المقررات والمناهج الدراسية في بعض دول العالم العربي والإسلامي إلى حدٍّ كبير، وصحب هذا مجيء الاحتلال (الاستعمار) إلى بلدان العالم الإسلامي محاولاً طمس تراث المسلمين وتاريخهم وتشويهه؛ خاصةً بعد الحملات الصليبية على مدى ما يقارب قرنين من الزمان، لكن جاء بعد هذه الحقبة المظلمة يقظة في العلم والمعرفة والدين، وكان للتاريخ نصيبه كغيره من العلوم، فأصبح الوعي مرتفعاً لدى كثير من المسلمين بحقيقة تاريخهم ومجدهم وحضارتهم والمصادر الصحيحة للقراءة فيه والكتابة عنه، بل الاعتزاز به.    

فالصحوة العلمية أو اليقظة المعرفية للمسلمين بجامعاتهم وأبحاثهم ودراساتهم تجاوزت - إلى حدٍّ كبير - تلك الكتابات ذات الجناية بحق التاريخ الإسلامي، والتي اتصفت بالفصام النكد بين التاريخ والإسلام! حدث هذا التحول حينما بدأ كثير من علماء التاريخ وأساتذته يعملون باعتزاز وَفْقَ (منهجية دينهم)، وهي التي أعادت قراءة تاريخهم، وأعادت القراءة والكتابة من جديد عن حضارتهم الإسلامية التي سادت حقبة من الزمن وأثَّرت في علوم وصناعات بعض الحضارات.

نماذج من المؤرخين:

ومن أبرز مدوِّني التاريخ ممن اشتهر عند عامة الناس وخاصتهم العلَّامة المفسر والمؤرخ ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية)، وكذلك العلَّامة المفسر والمؤرخ ابن جرير الطبري في كتابه (تاريخ الأمم والملوك)، وعالم التاريخ والاجتماع ابن خلدون في كتابيه (المقدمة) و (تاريخ ابن خلدون) أو المعروف باسم (كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر)، ولأهمية كُتب هؤلاء التاريخية وشهرتها فقد خُدِمَت علمياً بالتنقيحات العلمية والتدقيقات والمراجعات والتخريجات الروائية والشروحات والمختصرات إلى حدٍّ كبير[10].

والكتابة عن هذه النماذج من علماء التاريخ ومؤلفاتهم تقتصر فقط على شيء أساسي من منهجية التدوين لديهم مما يفيد الباحث والكاتب في التاريخ، وذلك عن تعاطي علماء التاريخ مع هذا الفن من العلوم، ومن زاوية صناعة الموثوقية والمصداقية للكتابة في التاريخ عدا عن غيرها من الجوانب.

وما يهم القارئ هنا هو التذكير مرة أخرى ومرات أيضاً بأهمية المنهج الصحيح في القراءة والكتابة التاريخية، وذلك من خلال منهجية هؤلاء العلماء من رواة التاريخ ومُدوِّنيه، بل مفسري حركة التاريخ باعتبارهم نماذج مشهورة فقط.

وقفة مع الطبري (224 - 310هـ):

حينما نقرأ شيئاً من صفات الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري حول تلقيه العلوم وطلب المعرفة بفنونها المتنوعة ندرك جيداً أن هناك مؤهلات علميةً تؤهل صاحبها للكتابة في التاريخ، ومما كتبه أحد الباحثين عن هذا الجانب: «وممَّا يلاحظ أن أبا جعفر تلقَّى العلم في رحلته على معظم علماء عصره وسمع عن كثير من الشيوخ الثقات أصحاب الأسانيـد العاليـة، وهــذا سيكون له الأثر الكبير في تكوين شخصيته، فأصبح إمام عصره، وتصدَّر مجالس العلم بين أقرانه، قال الخطيب البغدادي: (وكان قد جمع من العلوم ما لم يُشاركه فيها أحد من أهل عصره، وكان حافظاً لكتاب الله عارفاً بالقراءات بصيراً بالمعاني، فقيهاً في أحكام القرآن، عالماً بالسنن وطـرقها وصحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها، عارفاً بأقوال الصحابة والتابعين ومسائل الحلال والحرام، عارفاً بأيام الناس وأخبارهم)».[11]

وعن منهجية الإمام الطبري المتحفظة تجاه بعض الروايات كَتَبَ في مقدمة كتابه (تاريخ الأمم والملوك) عن نفسه، وتحديداً عن منهجيته بوضوح وشفافية، ومما قال: «وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن اعتمادي في كل ما أحضرتُ ذكره فيه مما شرطت أني راسمه فيه؛ إنما هو على ما رويتُ من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه، والآثار التي أنا مُسندها إلى رواتها فيه، دون ما أُدرِك بحجج العقول واستُنبِطَ بفكر النفوس إلا اليسير القليل منه؛ إذ كان العلم بما كان من أخبار الماضين، وما هو كائن من أنباء الحادثين غير واصل إلى من لم يشاهدهم ولم يدرك زمانهم؛ إلا بإخبار المخبرين، ونقل الناقلين، دون الاستخراج بالعقول، والاستنباط بفكر النفوس. فما يكن في كتابي هذا من خبرٍ ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة، ولا معنى في الحقيقة، فلْيَعلم أنه لم يُؤتَ في ذلك من قِبَلنا، وإنما أُتِي من قِبَل بعض ناقليه إلينا، وأَنَّا إنما أديَّنا ذلك على نحو ما أُدَّيَ إلينا»[12].

ومن أُسس منهج الطبري العلمي العمل على الإسناد في أي رواية تاريخية، وعلى المحقِّق تمحيص هذه الروايات بتطبيق منهج الجرح والتعديل للرواة، وإن لم يكن بمستوى تطبيقه في رواية الأحاديث النبوية، وعن هذا كتب أحد المحققين حول علماء التاريخ عامةً وكتاباتهم، ومما قال: «إن الدارس لكـتابات مؤرخينا الأوائل يجدها في الغالب تعتمد منهجاً واحداً، إنه الإسناد الذي كان بمثابة الملاذ الذي يلجأ إليه المؤرخ المسلم لتوثيق خَبَرِه من جهة، ولتبرئة ذمته من الخبر إن كان غير صحيح، وتحميل نـاقليه مسؤولية صِدْقِه أو كذبه من جهة أخـرى، ولقد حاز المسلمـون الريادة حين ابتدعوا هذا الأسلوب الذي لم يُعهد من قبل في كتابة الأحداث التاريخية ولم تعرفه أمة من الأمم السابقة أو اللاحقة، وهي ميزة تُحسَب لهم، وهذا يدخل في إطار الإبداع العلمي، وكما هو معلوم فإن التوثيق من الأشياء المطلوبة التي تُضفي على الخبر التاريخي مصداقية أكبر»[13].

 وحول ابن جرير الطبري في تاريخه كتب المحقق سابق الذكر: «وقد جسَّد هذا المعنى مؤرخنا الكبير الإمام أبو جعفر الطبري، فقد أجاد في كتابه التاريخ الإسلامي بالرواية، وإن لم يحكم على ناقليها، فهذا لا يعتبر عيبـاً في مـؤلَّفه [لاسيما وقد نَبَّه هو إلى ذلك]، فـَجَمْعه لروايات كثيرة أحياناً قد تكون متناقضة يعتبر عملاً تركيبياً ضخماً، ومن أراد تحقيقها قبولاً أو رفضــاً فما عليه إلا تتبع أسانيدها والحكم عليها بما تستحق.

لقد ترك الطبري بصمة واضحة في مجال الكتابة التاريخية، ففي أيامه بلغ عِلْمَان أساسيان متقاربان إلى حدٍّ كبير نُضْجَاً كبيراً (علم الحديث) و (التاريخ)، فتدوين الحديث الشريف عُرِفَ عصره الذهبي في القرن الثالث الهجري، والحال كذلك بالنسبة لتدوين التاريخ الـذي سَيعْرِف نَقْلَة نوعية مع كتاب الطبري رحمه الله»[14].

وقفة مع ابن كثير (701 - 774هـ):

القراءة لابن كثير إسماعيل بن عمر بن كثير في كتابه التاريخي المشهور (البداية والنهاية) تقتضي فهم منهجيته لعدم الزهد فيه وعدم الاستفادة منه مع ملاحظة أن منهجيته تختلف حسب الفترات التاريخية التي كتب عنها في تاريخه، لكن بعمومه غَلب عليه الرواية بالأسانيد ونقد كثير منها، لا سيما أنه مُحدِّث، وقد كَتَبَ عن منهجه في البداية والنهاية أحد الباحثين، ومما قال: «الحقيقة أن ابن كثير كان يشعر في كثير من الأحيان أن ما يرويه هو من هذيانات المؤرخين وخرافاتهم... لكنه يذكره اتباعاً للمؤرخين السابقين للرد والتنبيه عليه... ويُقدِّم ابن كثير عذره في مثل هذه الأماكن قائلاً: (لولا أنها مُسَطَّرةٌ في كثير من كتب التفسير وغيرها من التواريخ وأيام الناس، لما تعرضنا لسقاطتها وركاكتها ومخالفتها للمعقول والمنقول)»[15].

ومن خلال منهجية ابن كثير يتعلم قارئ التاريخ وكاتبه كيف تكون الكتابة العلمية الأمينة، فقد كانت كتابته تتسم بارتباط التاريخ بالعقيدة والدين، والتزام الحسبة والاحتساب فيما يكتب، ومن ثَمَّ فقد أخذ هذا العلم بحقه، حينما كَتَبَ بقوة وشجاعة تفيد القارئ والباحث عن تلك العصور.

وحول هذا المنهج المتميز كتب كذلك أحد الباحثين، ومما قال: «اتصف ابن كثير بتحري الصدق، والتزم التثبت من الحقيقة، واجتنب التحيز والميل مع الهوى، إلا أننا نرى عنده أحياناً لوناً من الجدل والمناظرة في مسائل خلافية، مثل الخلاف بين المسلمين وأهل الكتاب، والخلاف بين أهل السنة وبين الشيعة، وفي ذكر الفِرَق المنحرفة الخارجة على الإسلام، فإنه في مثل هذه المواضع يُناظر ويُجادل ويَقْرَع الحجة بالبرهان ليثبت لما يعتقده صحيحاً في نظره، فهو هنا ليس مؤرخاً بل هو هنا عالم ديني شديد التمسك بموقف أهل السنة، يلسع بالنقد اللاذع من يخالفه ويجاهر بالعداء من ينابذه، ولا يتحرز من تخطئتهم وتكذيبهم وتجهيلهم، ولعنهم[16] على طريقة أهل الجدل والمناظرة»[17].

ومما قال كذلك عن شجاعة ابن كثير وأن الكتابة في التاريخ عنده رسالة وأمانة: «تميز ابن كثير بجرأته في الحق وصراحته في النقد حتى في حوادث عصره، لا يحاكي أحداً ولا يجامل ولا يخاف في الحق لومة لائم. لهذا كله ولهذه الدقة والنزاهة والنقد والصراحة... كانت سبباً في إثارة إعجاب المؤرخين والعلماء به بعده، كما كانت سبباً في تقدير الدارسين له في عصرنا»[18].

وابن كثيرٍ في كتابته للتاريخ لم يغفل عن ذكر التاريخ كما هو من ضعف وانحطاط بعض العصور الإسلامية واستثمار هذا بذكر الدرس والعبرة: «وقد أبرز ابن كثير في كتابه البداية والنهاية في تاريخ الإسلام نواحيَ مشرقةً زاهرة، حثّاً للمسلمين على عمل الخير واتباع الحق، كما أشار إلى ما طرأ على المسلمين من ضعف وانحطاط في بعض العصور، وبيَّن سبب ذلك للنصيحة والعبرة والدرس، وقد كان لجمعه بين الحوادث والتراجم أثر في احتواء تاريخه على أخبار علمية وثقافية إلى جانب الحوادث السياسية والفتن والحروب»[19].

وقفة مع ابن خلدون (732 - 808هـ):

تتأكد أهمية منهجية التدوين التاريخي عند المسلمين حين القراءة المتأنية في تعريفاتهم للتاريخ ومفاهيمه، وتفسير حركته، وضوابط الكتابة فيه، ومعالم الاستفادة من القراءة فيه، ومن ذلك ما كتبه من يمكن تسميته عميد علم التاريخ والاجتماع ابن خلدون عبد الرحمن بن محمد بن خلدون في كتابته التي عَنْوَن لها وسمَّاها (فضل علم التاريخ وتحقيق مذاهبه، والإلماع لما يعرض للمؤرخين من المغالط وذكر شيء من أسبابها)، وفي هذا قال: «اعلم أنَّ فنَّ التَّأريخ فنٌّ عزيز المذهب، جمُّ الفوائد، شريف الغاية؛ إذ هو يُوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيرهم، والملوك في دولهم وسياستهم، حتَّى تتمَّ فائدة الاقتداء في ذلك لمن يَرُومُهُ في أحوال الدِّين والدُّنيا فهو محتاج إلى مآخذ متعدِّدة ومعارف متنوِّعة وحُسن نَظَر وتثبُّت يفضيان بصاحبهما إلى الحقِّ وينكِّبان به عن المزلَّات والمغالط، لأن الأخبار إذا اعُتُمِدَ فيها على مجرد النقل، ولم تُحكَّم أصول العادة وقـــواعد السيــاسة وطبيعة العمـــران والأحـوال في الاجـــتماع الإنـساني، ولا قيس الـغائــب منهــا بـــالشاهـد والحاضر بالذاهب، فربما لم يُؤْمَن فيها من العُثور، ومزلَّة القَدَمِ والحيْد عن جادَّة الصِّدق وكثيراً ما وقع للمؤرِّخين والمفسِّرين وأئمَّة النَّقل من المغالط في الحكايات والوقائع لاعتمادهم فيها على مجرَّد النقل غثَّاً أو سميناً ولم يَعرضوها على أصولها ولا قاسوها بأشباهها ولا سبروها بمعيار الحكمة والوقوف على طبائع الكائنات وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار فضلُّوا عن الحق وتاهوا في بيداء الوهم والغلط ولا سيَّما في إحصاء الأعداد من الأموال والعساكر إذا عرضت في الحكايات إذ هي مظنَّة الكذب ومطيَّة الهذر ولا بدَّ من ردِّها إلى الأصول وعرضها على القواعد»[20].

وعن ابن خلدون وأصول المنهجية العلمية لكتابة التاريخ وقراءته، كتب أحد المستشرقين مما يُفيد وجوب التخصص بهذا الفن من العلوم، ومما قال روزنتال: «فابن خلدون هو أول من حاول استخدام العلوم الاجتماعية والسياسية مجتمعة وتسخيرها لدراسة التاريخ... ولا شك أن أعظم ما قام به ابن خلدون هو تطبيق الأفكار السياسية والاجتماعية المبعثرة على التاريخ الذي يعتبره القوة الحية التي تربط الماضي بالحاضر بعملية واحدة مستمرة. فالإنسان والبيئة والجهود الفردية والتنظيمات الاجتماعية كلها مادة أولية للتاريخ، حسب تحليل ابن خلدون العميق رغم تعسفه أحياناً، وتحليل ابن خلدون هذا رغم إمكان تفسيره على ضوء أسسه الإسلامية، إلا أنه أقرب إلى التوقف الفذ منه إلى مجرد وقفة عادية في مجرى علم التاريخ الإسلامي»[21].

ومما سبق يتأكد أن التأليف في التاريخ عند المسلمين تخصص عامٌّ ودقيق يتطلب الإلمام ببعض العلوم والمعارف، وأن التاريخ علم قائمٌ بذاته وليس مستباح الحمى! فشأنه شأن غيره من التخصصات التي يكون الخوض فيها من غير أهلها مدعاةً للكوارث والمصائب على الأجيال، فالكتابة في التاريخ تحديداً من جاهل أو متطفل ربما تكون سبباً في الانحراف العقدي والثقافي أو الأخلاقي للشعوب والأمم والمجتمعات.

والوقفة مع هذه النماذج الثلاثة تعكس للقارئ التكامل بينهم في تطبيق المنهج العلمي، بل إن هذه المنهجية بتطبيقاتها تُبعد الغثائية عن كتابة التاريخ كما تُقصي المتسلقين وأرباب شهوة القفز على التاريخ بتعالمٍ مُخزٍ عند العامة فضلاً عن المتخصصين!

وبما سبق يتأكد أن التأليف في التاريخ عند المسلمين تخصص عام ودقيق يتطلب الإلمام ببعض العلوم والمعارف، وأن التاريخ علم قائمٌ بذاته وليس مستباح الحمى! فشأنه شأن غيره من التخصصات التي يكون الخوض فيها من غير أهلها مدعاةً للكوارث والمصائب على الأجيال، فالكتابة في التاريخ تحديداً من جاهل أو متطفل ربما تكون سبباً في الانحراف العقدي والثقافي أو الأخلاقي للشعوب والأمم والمجتمعات. 

والوقفة مع هذه النماذج الثلاثة تعكس للقارئ التكامل بينهم في تطبيق المنهج العلمي، بل إن هذه المنهجية بتطبيقاتها تُبعد الغثائية عن كتابة التاريخ كما تُقصي المتسلقين وأرباب شهوة القفز على التاريخ بتعالمٍ مُخزٍ عند العامة فضلاً عن المتخصصين!


 


[1] انظر: عبد الرحمن بن خلدون، مقدمة ابن خلدون، تحقيق خليل شحادة، بيروت: دار الفكر، 1421هـ - 2001م، ص6.

[2] انظر: محمد بن صامل السلمي، ورقة علمية بعنوان: (منهج القراءة في كتب التاريخ...) مدونة د. محمد بن صامل السلمي، بتاريخ 20 أبريل 2016م، الرابط التالي:

https://bit.ly/33Rlvef.

[3] انظر (بتصرف) عن موضوع البلدان: محمد بن صامل السلمي، ورقة علمية بعنوان: (منهج القراءة في كتب التاريخ...) مدونة د. محمد بن صامل السلمي، بتاريخ 20 أبريل 2016م، الرابط التالي:

https://bit.ly/33Rlvef.

[4]  انظر: عبد الرحمن بن خلدون، مقدمة ابن خلدون، ص6 - 7.

[5] انظر - على سبيل المثال -: أبو بكر بن العربي (العواصم من القواصم)، وانظر: د. سليمان العودة (عبد الله بن سبأ وأثره في أحداث الفتنة في صدر الإسلام).

[6] انظر: عماد الدين خليل، مقال بعنوان: (قيمة التاريخ)، موقع قصة الإسلام، بتاريخ 11 يوليو 2010م، الرابط التالي: 

https://bit.ly/39THMf3.

[7] انظر (بتصرف): محمد بن صامل السلمي، ورقة علمية بعنوان: (منهج القراءة في كتب التاريخ...) مدونة د. محمد بن صامل السلمي، بتاريخ 20 أبريل 2016م،  الرابط التالي:

https://bit.ly/33Rlvef.

[8] انظر: محمود محمد شاكر، الفتنة الكبرى، مجلة الرسالة، العدد (763)، القاهرة، بتاريخ فبراير 1984م، ص193 - 196، الرابط التالي:

https://bit.ly/32P1Pqt

[9] انظر (بتصرف اليسير): محمد بن صامل السلمي، مقال بعنوان: (كيف نفسر التاريخ؟)، مدونة د. محمد بن صامل السلمي، بتاريخ 17 أبريل 2016م، الرابط التالي:

https://bit.ly/33NZs84

[10] انظر على سبيل المثال الجهد العلمي الذي قام به الدكتور محمد السلمي تجاه هذه المنهجية وتطبيقاتها (منهج نقد الروايات التاريخية...)، (السيرة النبوية، أهميتها أقسامها، مقاصد دراستها)، (مسائل في منهج دراسة السيرة النبوية)، وعن تنقيحات وتهذيب كتاب (البداية والنهاية) انظر (الخلفاء الراشدون من كتاب البداية والنهاية - ترتيب وتهذيب). (تهذيب كتاب البداية والنهاية لابن كثير العصر الأموي)، كما أن مقدمة وتاريخ ابن خلدون - كأنموذج - خُدمت علمياً ومن أمثلة هذه التحقيقات العلمية (المقدمة): تحقيق عبد السلام الشدادي، للدار البيضاء، عام 2005هـ. وتحقيق إبراهيم شبوح و إحسان عباس، نشر الدار العربية للكتاب ( تونس طرابلس) ودار القيروان للنشر (القيروان)، عام 2006م. وتحقيق: علي عبد الواحد وافي الناشر: دار نهضة مصر للطباعة والنشر/ عام 2019م، و (تاريخ ابن خلدون): تحقيق خليل شحاده وسهيل زكار، دار الفكر ببيروت، عام 2001م، وتحقيق: عادل بن سعد. دار الكتب العلمية، عام 2015م. وغير هذا كثير من التحقيقات العلمية.

[11] انظر: بحث بعنوان: (منهج الطبري في تأليف كتاب تاريخ الرسل والملوك)، موقع صدقة جارية، بتاريخ 25 ذو الحجة 1436هـ ، الرابط التالي:

 http://sadaqua.blogspot.com/2015/10/blog-post_22.html

وفيه نقل عن: (الخطيب البغدادي، تاريخ بغـداد، دار الكتاب العربي، بيروت، جـ2، ص136).

[12] انظر: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تاريخ الطبري - تاريخ الأمم والملوك، تحقيق محمد أبو افضل إبراهيم، بيروت: دار سويدان، جـ1/ص7 - 8.

[13] انظر: بحث بعنوان: (منهج الطبري في تأليف كتاب تاريخ الرسل والملوك)، موقع صدقة جارية، بتاريخ 25 ذو الحجة 1436هـ ، الرابط التالي:

 http://sadaqua.blogspot.com/2015/10/blog-post_22.html

[14] انظر: المرجع السابق.

[15] انظر: أبو عبد الله الذهبي، مقال بعنوان: (منهج ابن كثير في كتابه البداية والنهاية)، صيد الفوائد، الرابط التالي:

 http://www.saaid.net/Doat/Althahabi/36.htm

نقلاً عن: (البداية والنهاية: جـ1/ص114 و جـ5/ص96  –  97).

[16] يبدو أن ابن كثير المفسِّر والمؤرخ استفاد مما ورد في القرآن حول اللعن الصريح ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة:98 ﴿ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ [آل عمران:16 ﴿فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [الأعراف:44]، ﴿هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [هود:81].

[17] انظر: أبو عبد الله الذهبي، مقال بعنوان: (منهج ابن كثير في كتابه البداية والنهاية)، صيد الفوائد، الرابط التالي:

http://www.saaid.net/Doat/Althahabi/36.htm

[18] انظر: أبو عبد الله الذهبي، مقال بعنوان: (منهج ابن كثير في كتابه البداية والنهاية)، صيد الفوائد، الرابط التالي:

http://www.saaid.net/Doat/Althahabi/36.htm

[19] انظر: أبو عبد الله الذهبي، مقال بعنوان: (منهج ابن كثير في كتابه البداية والنهاية)، صيد الفوائد، الرابط التالي:

http://www.saaid.net/Doat/Althahabi/36.htm

[20] انظر: عبد الرحمن بن خلدون، مقدمة ابن خلدون، ص13.

[21] انظر (بتصرف يسير): فرانز روزنتال، علم التاريخ عند المسلمين، ترجمة الدكتور صالح بن أحمد العلي، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1403هـ (1983م)، ص165 - 166.


أعلى