البيان/متابعات:في تحولٍ سياسي لافتٍ في الشرق الأوسط، وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، في زيارة رسمية هي الأولى لرئيس سوري منذ نحو ثمانين عاماً، وذلك بعد يومين فقط من رفع الولايات المتحدة اسم الشرع من قوائم "الإرهاب" .
ومن المقرر أن يلتقي الشرع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في لقاءٍ يُنتظر أن يشكل محطةً مفصلية في العلاقات بين البلدين، بعد إطاحة هيئة تحرير الشام بنظام بشار الأسد قبل أحد عشر شهراً.
ويأتي هذا اللقاء بعد عامٍ على تولي الشرع السلطة في دمشق، ساعيًا إلى إعادة ترسيخ حضور سوريا على الساحة الدولية وإنهاء عزلةٍ استمرت أكثر من عقدٍ في ظل الحرب الأهلية.
الشرع، الذي كان يُعرف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام، خاض رحلةً معقدة من ميادين القتال إلى أروقة الدبلوماسية، حيث أعاد تشكيل صورته السياسية تدريجياً، مبتعداً عن المظهر الجهادي التقليدي ومتخذاً هوية جديدة تسعى إلى كسب الشرعية الدولية.
وخلال السنوات الماضية، ركز الشرع على إصلاح صورة سوريا داخلياً وخارجياً، عبر مشاريع إعادة الإعمار وتوسيع الخدمات العامة، كما عمل على تفكيك الأجهزة الأمنية المثيرة للجدل وتأسيس أذرع مدنية للحكم، في محاولة لإظهار قدرة مؤسسات الدولة على إدارة البلاد بعد الحرب.
ويعد رفع العقوبات الأمريكية عن هيئة تحرير الشام في وقتٍ سابق من العام الحالي تتويجاً لمسارٍ من الإصلاحات السياسية والإدارية التي تبنّاها الشرع، رغم استمرار الانتقادات الغربية بشأن انتهاكاتٍ لحقوق الإنسان.
وتحمل زيارة الشرع إلى واشنطن رسائل سياسية عميقة، ليس فقط لواشنطن ودمشق، بل أيضاً للعواصم الإقليمية التي تراقب التحولات المتسارعة في المشهد السوري.