البيان/الأناضول: رفضت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، مساء الاثنين، القرار الصهيوني باستملاك أجزاء من المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وقالت إن فيه تعد على صلاحياتها.
جاء ذلك في بيان صحفي، بعد إعلان هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، عن قرار صهيوني بالاستيلاء على سقف الباحة الداخلية للمسجد.وشدت الوزارة على رفضها للقرار الصهيوني "باستملاك صحن الحرم الإبراهيمي وإباحة العمل فيه من خلال سقفه لإتاحة المجال للمستعمرين للقيام بانتهاكاتهم اليومية داخله".وأضافت أن "هذا القرار يضر بالمكانة التاريخية والتراثية له (الحرم الإبراهيمي)، ويتعدى على الصلاحيات التي تمتلكها بشكل حصري وزارة الأوقاف".
وأكدت الوزارة أحقيتها "بأعمال الترميم والإصلاحات التي يحتاجها الحرم بما فيها القسم المغتصب منه، ولن تقبل بأيِّ شكل من أشكال الانتقاص من هذه الصلاحيات أو التعدي عليها من قبل الاحتلال".وأوضحت أن "الحرم الإبراهيمي الشريف موجود على قائمة الموروث الحضاري، ومعترف به من قبل المنظمات الحقوقية، على رأسها اليونسكو، والتي نصت على عدم تغيير أي معلم من معالمه".
ورأت وزارة الأوقاف في القرار الصهيوني محاولة "للسيطرة على الحرم وتجاوز تقسيمه زمانياً، ومكانياً بالاتجاه السيطرة عليه كاملاً من خلال طمس معالمه الدينية والتاريخية والتراثية الإسلامية".وطالبت المجتمع الدولي والمؤسسات التي تُعنى بحقوق الإنسان وحماية التراث العالمي وعلى رأسها اليونسكو "بضرورة القيام بدورها لمنع الاحتلال الصهيوني من سقف صحن الحرم ومن انتهاكاته اليومية التي ترتكب تحت غطاء سياسي حكومي واضح".
وفي وقت سابق الاثنين، قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن السلطات الصهيوني قررت الاستيلاء على ما مساحته 288 متراً من سقف المسجد، وأرفقت صورة للسقف المستهدف.وقال رئيس الهيئة مؤيد شعبان، في البيان ذاته: "دولة الاحتلال تدخل بذلك منحى تدريجياً متصاعداً في استهداف الأماكن الدينية بما يخالف كافة الأعراف".
وفي فبراير 2025، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية الخاصة، عن قرار صهيوني بنقل صلاحيات إدارة المسجد الإبراهيمي من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية وبلدية الخليل إلى ما يسمى بالمجلس الديني اليهودي في مستوطنة "كريات أربع". وفي يوليو 2017، أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، الحرم الإبراهيمي موقعًا تراثيًا فلسطينيًا. ويوجد المسجد في البلدة القديمة من الخليل، التي تقع تحت السيطرة الصهيونية، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي صهيوني.
وفي 1994، قسمت الدولة العبرية المسجد الإبراهيمي بواقع 63 بالمئة من مساحته لليهود تضم غرفة الآذان، و37 بالمئة للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن يهودي أسفرت عن مقتل 29 مصليا فلسطينيا. وبموازاة حرب الإبادة على غزة، صعد الجيش الصهيوني والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر مقتل ما لا يقل عن 1022 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.