البيان/وكالات: تسارعت التحركات العسكرية لجيش الاحتلال الصهيوني في الآونة الأهيرة في محافظة القنيطرة، مستغلًا حالة الفراغ الأمني لتثبيت وجوده العسكري عبر السيطرة على مواقع استراتيجية حساسة، بعضها يقع ضمن المنطقة المنزوعة السلاح وفق اتفاقية فض الاشتباك.
وسيطر جيش الاحتلال على جبل الشيخ، الذي يُعد من أبرز النقاط الاستراتيجية في المنطقة، نظراً إلى إشرافه على مناطق واسعة تشمل ريف دمشق الغربي، العاصمة دمشق، والجنوب السوري، كما أنه يربط بين لبنان وسوريا، ما يجعله عقدة جغرافية وأمنية بالغة الأهمية.
وأنشأ الاحتلال قواعد عسكرية عدة داخل محافظة القنيطرة، بعضها في مناطق تُصنف بأنها منزوعة السلاح. من أبرز هذه القواعد:
تلول الحمر الشمالية وقاعدة قرص النقل وحرش جباثا الخشب وقاعدة الحميدية و العدنانية وتل الأحمر الغربي، وجميع القواعد مزودة بآليات عسكرية، من دبابات ومدفعية، فضلاً عن أجهزة اتصالات متطورة، ومتصلة بطريق لوجستي يؤدي إلى الجولان المحتل، مع تجهيزها بإضاءة كاملة لتأمين الحركة الليلية.
وفي 10 سبتمبر 2022، بدأ الاحتلال الصهيوني بشق طريق عسكري يُعرف باسم "سوفا 53"، يمتد من بلدة حضر شمال القنيطرة إلى بلدة العشة جنوباً.
هذا الطريق ترافق مع حفر خنادق، ورفع سواتر ترابية، وتشييد تحصينات، ضمن خطة عسكرية يُنظر إليها كخط دفاع متقدم. لكن في الواقع، يمثل "سوفا 53" عملية قضم للأراضي الزراعية وتخريب لممتلكات السكان المحليين في القنيطرة، وسط صمت دولي مريب.
وتثير هذه التحركات الصهيونية في محافظة القنيطرة مخاوف جدية من إعادة ترسيم وقائع جديدة على الأرض، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية واتفاقية فك الاشتباك الموقعة في العام 1974.