البيان/القدس: بعد تهديد وزير الجيش الصهيوني للرئيس السوري أحمد الشرع ، "إسرائيل ما زالت تأمل بالامتناع عن مواجهة مباشرة والتوصل مع تركيا، بوساطة أميركية وربما روسية أيضا، إلى تقاسم مناطق تأثير وتسويات أمنية في الأراضي السورية".
وتسعى الدولة العبرية، من خلال الغارات لتي شنتها في سورية وتدمير مطارات عسكرية فيها، الأسبوع الماضي، إلى التوصل إلى تفاهمات مع تركيا حول تقسيم سورية بين الولايات المتحدة في الشرق، وروسيا في منطقة الساحل، وتركيا في الشمال، وإسرائيل في الجنوب الشرقي، والإدارة الجديدة في سوريا في باقي المناطق.
ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأحد، تقسيم سوريا بهذا الشكل بأنه "تقاسم سورية إلى مناطق تأثير" بين الدول المذكورة، علما أن الجيش الصهيوني يحتل مناطق واسعة في الأراضي السورية، منذ سقوط نظام الأسد، في الثامن من ديسمبر الماضي.
وهدد وزير الجيش الصهيوني، يسرائيل كاتس، الأسبوع الماضي، رئيس الإدارة الجديدة في سورية، أحمد الشرع، بشكل مباشر بأنه "إذا سمحت لقوى معادية الدولة العبرية بالدخول إلى سورية وتشكيل خطر على مصالح أمنية صهيونية، فإنك ستدفع ثمنا باهظا للغاية".
وأضاف كاتس أن "عملية سلاح الجو ضد مطار T-4 في حماة ومنطقة دمشق هي رسالة واضحة وتحذير للمستقبل. لن نسمح باستهداف أمن دولة إسرائيل".وحسب الصحيفة، فإن كاتس لم يذكر تركيا في تعديده لأن "إسرائيل ما زالت تأمل بالامتناع عن مواجهة مباشرة والتوصل مع تركيا، بوساطة أميركية وربما روسية أيضا، إلى تقاسم مناطق تأثير وتسويات أمنية في الأراضي السورية. لكن قصف أربعة مطارات عسكرية كبيرة في سورية، في الليلة نفسها، كانت رسالة إلى السلطان في تركيا" في إشارة إلى الرئيس رجب طيب إردوغان.
ويعتبر الجيش وأجهزة الاستخبارات في الدولة العبرية أنه في أعقاب سقوط نظام الأسد، تزايد التخوف من إمكانية أن تستغل تركيا الفراغ في الحكم في سورية "بحيث تشكل تهديدا على إسرائيل، بسبب علاقة تركيا مع تنظيمات المتمردين الجهاديين"، وأنه على إثر ذلك احتل الجيش الإسرائيلي أراضي سورية، بادعاء "منع وضع محتمل يتواجد فيه مسلحون جهاديون سُنة في مسافة تبعد مئات معدودة من الأمتار عن بلدات (مستوطنات) هضبة الجولان"، حسب الصحيفة.
بهذا الشكل تبرر الدولة العبرية احتلال أراض سورية وغاراتها في جميع أنحاء سورية وتدمير مخازن أسلحة للجيش السوري ومطارات عسكرية، وتحسبها من أن تركيا تعتزم "تموضع في سورية عسكريا واقتصاديا، بواسطة تأثيرها على الثوار السُنة".
وتابعت الصحيفة أن "إردوغان يحاول حاليا توسيع وترسيخ التأثير والتموضع العسكري والاقتصادي لبلاده في جميع أنحاء سورية كجزء من الإستراتيجية ’النيو عثمانية’، التي تعمل تركيا بموجبها في العقد الأخير، وتتطلع إلى أن تكون دولة عظمى إقليمية مركزية في الشرق الأوسط ومؤثرة في الحلبة الدولية".
وأضافت الصحيفة أن القلق الحقيقي الصهيوني بعيد المدى حيال تركيا هو "نشوء محور إسلامي – سُني يحمل فكر الإخوان المسلمين، تقوده تركيا ويمر في سورية، وفي أوساط الإخوان المسلمين في الأردن، وبين مؤيدي حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية وانتهاء في غزة، وأن يحل مكان المحور الشيعي بقيادة إيران".
إلا أن الصحيفة أشارت إلى أنه خلافا لإيران، فإن تركيا هي عضو في حلف شمال الأطلسي وحليفة قريبة للولايات المتحدة وتقيم علاقات وثيقة مع روسيا. "كما أن أجهزة الأمن والاقتصاد الإسرائيلية والتركية تقيم علاقات دائمة، ورغم أن تركيا تمنح اليوم رعاية علنية تقريبا من أراضيها لنشاط حماس في الضفة الغربية، فإن لدى إسرائيل قدرة على التحدث مع الأتراك، ونقل رسائل إليهم بشكل مباشر والتأثير عليهم أيضا".
وأفادت الصحيفة بأن "مخاوف إسرائيل من محاولات تركيا للسيطرة على سورية، إلى جانب مواضيع مشتعلة أخرى مثل المخطوفين وإيران، ستكون موضوعا مركزيا في اللقاء المتوقع الأسبوع الحالي بين ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض".