البيان/متابعات: وجهت إدارة الرئيس الأميريكي جو بايدن عبر تركيا رسائل سرية إلى قوى المعارضة السورية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام التي تقود عملية ردع العدوان التي أسقطت النظام السور، وجاء في الرسائل الأمريكية مجموعة عناوين بارزة أهمها أن تعترف الحكومة الإنتقالية السورية بنبذ " الإرهاب" وتدمير مخازن الأسلحة الكيماوية وتضمن توفير حماية للأقليات وحقوق النساء.
وأوفد الرئيس بايدن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إلى الشرق الأوسط، في سياق جهود منسقة للعمل مع المجموعات السورية والشركاء الإقليميين لضمان حصول عملية انتقالية سلسة بعد خلع حكم الأسد.
وفي بيانها حول الزيارة، لم توضح وزارة الخارجية الأميركية من هي المجموعات السورية المقصودة، علماً أنها لم تستبعد إجراء محادثات مع "هيئة تحرير الشام" بقيادة أحمد الشرع، الذي كان معروفاً بكنيته «أبو محمد الجولاني» على رغم تصنيفها منظمة إرهابية على لوائح الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وتشمل زيارة بلينكن تركيا، التي كانت وسيطاً في الرسائل السريّة المتبادلة ونقلت لإدارة بايدن أن لا نيّة لدى هذه الهيئة للسماح بنشاطات لـ"داعش" في سوريا ما بعد الأسد. وقال بلينكن في بيان، إن السوريين يجب أن يقرروا مستقبلهم وإن الدول الأخرى يجب أن "تدعم عملية شاملة وشفافة" من دون أن تتدخل في الشأن الداخلي السوري، مؤكداً أن بلاده "ستعترف وتدعم بشكل كامل حكومة سوريا المستقبلية التي تنتج عن هذه العملية".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، في بيان، إن كبير الدبلوماسيين الأميركيين "سيؤكد دعم الولايات المتحدة للانتقال الشامل بقيادة سورية إلى حكومة مسؤولة وممثلة" للشعب السوري.
وتقول وزارة الخارجية الأميركية، إنها ستراجع تصنيف "هيئة تحرير الشام" إذا اتخذت خطوات لعكس أسباب ذلك، مؤكدة أن لوائح "الإرهاب" نفسها لا تحظر المناقشات بين أعضاء هذه الجماعة والمسؤولين الأميركيين.ونقلت وكالة "رويترز" عن مساعد في الكونغرس الأميركي، أن بعض المشرعين يضغطون للنظر في رفع العقوبات الأميركية على سوريا، بما في ذلك «هيئة تحرير الشام» مقابل تلبيتها لمطالب أميركية معينة.
وكذلك يرسل بايدن مستشار الأمن القومي جايك سوليفان إلى الدولة العبرية هذا الأسبوع، لإجراء محادثات مع نتنياهو والمسؤولين الصهاينة حول الوضع في سوريا والجهود الجارية لوقف النار في غزة.
وأدت إطاحة الأسد بشكل مفاجئ إلى ضغوط على الرئيس بايدن الذي تنتهي ولايته الشهر المقبل، وقبل أن يدخل الرئيس المنتخب دونالد ترمب مجدداً إلى البيت الأبيض. وعلى الرغم من أن ترمب طالب بإبقاء الولايات المتحدة بعيدة عن مجريات الوضع في سوريا، فإن الوضع الراهن يعد تحدياً جيوسياسياً شائكاً له. وسيتوجب عليه اتخاذ قرارات صعبة وحاسمة فيما يتعلق بوجود قوات أميركية في سوريا، بالإضافة إلى معالجة الأزمات المتعلقة بالحرب الصهيونية في كل من غزة ولبنان.
وفي أول المؤشرات المتعلقة بكيفية تعامل الإدارة المقبلة مع الوضع في سوريا، قال مرشحه لمنصب مستشار الأمن القومي النائب مايك والتز، خلال مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية إن "هيئة المحلفين لم تحسم أمرها" في شأن "هيئة تحرير الشام" وزعيمها الشرع. وأوضح أنه "من ناحية أخرى، على الأقل حتى الآن، لا يقومون بقطع رؤوس المسؤولين السابقين في نظام الأسد أو شنقهم على الجسور. يبدو أنهم يجلسون ويتحدثون، وهي علامة أولى جيدة للغاية"، وينظر في واشنطن إلى ملفات عالقة في سوريا أهمها وضع تحالفها مع مليشيات سوريا الديمقراطية التي قامت المعارضة بطردها من دير الزور مؤخراً بينما لا تزال المعارضة صامتة تجاه التوغلات الصهيونية في المنطقة العازلة و تجاهل إتفاق الهدنة الذي أقر عام 1974م من قبل مجلس الأمن.
.