• - الموافق2024/08/14م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
تقرير : العنف السياسي يتصاعد بوتيرة تاريخية في المشهد الأمريكي

في تقرير نشره سعيد عريقات مراسل صحيفة القدس الفلسطينية في واشنطن جاء أن محاولة إغتيال الرئيس الأميريكي السابق دونالد ترامب، منحت الفجوة الكبيرة بين

 

البيان/صحف: في تقرير نشره سعيد عريقات مراسل صحيفة القدس الفلسطينية في واشنطن جاء أن محاولة إغتيال الرئيس الأميريكي السابق دونالد ترامب، منحت الفجوة الكبيرة بين الجمهوريين والديمقراطيين فرصة كبيرة للتزايد وتسخين الخطاب السياسي الأمريكي ووصول العنف السياسي في البلاد إلى مستويات تاريخية.

من الجمهوريين التقليديين إلى منظري المؤامرة اليمينيين المتطرفين، ظهرت رسالة متسقة مفادها أن الرئيس جو بايدن وغيره من القادة الديمقراطيين وضعوا الأساس لإطلاق النار يوم السبت من خلال تصوير ترامب على أنه مستبد ويشكل تهديدًا خطيرًا للديمقراطية. وسرعان ما حاول اليمين المساند لترامب تعويم (إشاعة) أن الجاني، وهو  شاب في العشرين من العمر، يدعى توماس ماثيو كروكس والذي قتل على يد الحماية السرية الفدرالية، ينتمي إلى مجموعة "أنتيفا" اليسارية، ليثبت عكس ذلك في الساعات التي تلت، وتكشف وسائل الإعلام أنه جمهوري ، وإن كان (وفق ما تم التوصل إليه) يكره الرئيس السابق.

وأكثر من ذلك، قدمت وكالة رويترز استخلاصا لتحليلها وفحص 200 حادثة عنف ذات دوافع سياسية بين عامي 2021 و2023، صورة مختلفة: في تلك السنوات، كان العنف السياسي المميت ينبعث في كثير من الأحيان من اليمين الأميركي.

وجدت رويترز في هذا التقرير الذي نشر العام الماضي أن الولايات المتحدة متورطة في موجة العنف السياسي الأكثر استمرارًا منذ عقود من الاضطرابات التي بدأت في أواخر الستينيات. وقد جاء هذا العنف من مختلف الأطياف الأيديولوجية، ويتضمن هجمات واسعة النطاق على الممتلكات خلال المظاهرات السياسية اليسارية. لكن الهجمات على الناس - من الضرب إلى القتل - ارتكبت في الغالب من قبل الذين يعملون لخدمة المعتقدات والأيديولوجيات السياسية اليمينية.

وبعد هجوم يوم السبت مباشرة تقريبا، امتلأت المواقع الإلكترونية اليمينية بالتأكيدات على أن الخطاب اليساري هو الذي حفز مهاجم ترامب. ألقى العديد من المعلقين اللوم في حادث إطلاق النار على البيت الأبيض في عهد بايدن أو دفعوا بنظريات مؤامرة لا أساس لها، بما في ذلك الادعاء بأن عصابة غامضة من "الدولة العميقة" داخل الحكومة هي التي دبرت الحادث.

ويشير استنتاج رويترز إلى أحد المستخدمين على موقع (الوطنيون يفوزون Patriots.Win ) وهو موقع تواصل يميني مؤيد لترامب قوله "لا أعتقد أن هذه ستكون المحاولة الأخيرة لقتل ترامب؛ الدولة العميقة ليس لديها خيار آخر الآن". وكتب آخر: "سوف يتطلب الأمر فرض الأحكام العرفية على الحدود لوضع البلاد في نصابها الصحيح" وهو ربما أن يكون أمرا يدور بخلد اليمين لما يتمنوه في حال فوز ترامب الذي يبدو الآن أكثر احتمالا من أي وقت مضى. خاصة وأن الرئيس السابق ، قال في السابق أنه يريد أن يكون "ديكتاتورا ليوم واحد "، وتوعد مرارا بالانتقام من الذين عارضوه.

وأشار مؤيدو ترامب الجمهوريون على وجه التحديد إلى تعليق أدلى به بايدن في 8 تموز عندما ناقش الرئيس أداءه السيئ في المناظرة في اجتماع مع المانحين، وقال (وفقاً لنص المكالمة التي أرسلتها حملة بايدن إلى الصحفيين): "لدي وظيفة واحدة وهي التغلب على دونالد ترامب؛ لقد انتهينا من الحديث عن المناظرة ...لقد حان الوقت لوضع ترامب في مرمى الهدف. لقد أفلت من عدم القيام بأي شيء خلال الأيام العشرة الماضية باستثناء التجول في عربة الغولف الخاصة به" على اعتبار أن ما قاله بايدن يمثل تهديدا لترامب.

من المرجح أن تؤدي محاولة الاغتيال ضد دونالد ترامب إلى تعزيز الأمن عبر المشهد السياسي الأميركي مع استمرار الانتخابات الرئاسية لعام 2024 على خلفية تصاعد العنف السياسي. وسنرى تجليات ذلك بدئا من اليوم الأول في المؤتمر الجمهوري في مدينة ميلووكي بولاية ويسكونسن، (15-18 يوليو ) والذي سيعكس بدون شك أولوية محاولة اغتيال ترامب كخلفية للحملة الانتخابية.

مباشرة بعد نجاته من محاولة الاغتيال، رفع الرئيس السابق قبضته في تحدٍ، وتشكلت على شفتيه كلمة واحدة: "قتال". ولقد بنى ترامب حملته الانتخابية على فكرة مفادها أن الجميع يسعون للنيل منه. وقد تم اتهام المدعين الفيدراليين والقضاة ومسؤولي الانتخابات والسياسيين المنافسين والصحفيين بمحاولة إسقاط حملته ومنع عودته إلى البيت الأبيض.

وعلى الرغم من الدعوة لوحدة الأمريكيين، وكما يظهر، فإن الحزب الجمهوري يقف متحدا، ولكن يبدو أيضا أن محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب قد تؤدي إلى تمزيق أميركا أكثر من توحيدها. ففي غضون دقائق من إطلاق النار، امتلأ الجو بالغضب والمرارة والشك والاتهامات المتبادلة. ووجهت أصابع الاتهام، وتقدمت نظريات المؤامرة، وازداد انقسام البلد الذي يعج بالعداء بالفعل.

وحقيقة أن إطلاق النار في بتلر، بولاية بنسلفانيا، ليلة السبت، وقع قبل يومين من اجتماع الجمهوريين في ميلووكي لحضور مؤتمر ترشيحهم، يضع الحدث دائمًا في سياق حزبي. وبينما كان الديمقراطيون يتذمرون من العنف السياسي، الذي طالما انتقدوا ترامب لتشجيعه لهذا النهج ، ألقى الجمهوريون على الفور اللوم على الرئيس بايدن وحلفائه في الهجوم، الذي قالوا إنه نابع من لغة تحريضية تصف الرئيس السابق بأنه فاشي بدائي من شأنه أن يدمر الديمقراطية.

لقد جاءت محاولة اغتيال ترامب وسط انقسامات داخل الحزب الديمقراطي ، وانشقاقات كبيرة، ومطالبات جدية داخل الحزب للرئيس جو بايدن للتنحي، بعد أدائه الكارثي في المناظرة يوم 27 يونيو الماضي، وتراجعه الملحوظ في استطلاعات الرأي، وأرقام احتمالات إعادة انتخابه حتى قبل محاولة الاغتيال، التي بلا شك، سترفع من معدل التعاطف مع ترامب وعلى حساب بايدن.

 

أعلى