البيان/القدس: تحذر مجموعة متزايدة من الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي من أن القصف الصهيوني الوحشي في حربها على غزة سعيا وراء تدمير حركة حماس أصبح أكثر صعوبة في تبريره - مما يؤدي إلى تآكل الدعم لتل أبيب في الكابيتول هيل (مبنى الكونغرس بشقيه النواب والشيوخ).
وقد سارع المشرعون منذ البداية إلى تأييد "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، خاصة بعد هجمات حماس في 7 اكتوبر التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1000 شخص واحتجاز المئات من الآخرين كأسرى.لكن الحرب الصهيونية على غزة المستمرة منذ أربعة شهور أدت إلى مقتل أكثر من 27 ألف شخص في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لمسؤولي وزارة الصحة في غزة والأمم المتحدة.
ويفيد تقرير لموقع ذي الهل المتخصص بأمور الكونغرس الأحد "إن العدد المتزايد للضحايا المدنيين - إلى جانب الادعاءات المتزايدة بأن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لم يفعل الكثير لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين - يثير استياءً جديدًا في واشنطن من التكتيكات العسكرية الإسرائيلية بينما تتصاعد الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار، ولو مؤقتًا، للسماح إيصال المساعدات الإنسانية".
وينسب الموقع إلى النائب بيني تومبسون ( من ولاية ميسيسيبي) قوله :"الكثير من الأشخاص الذين تحدثت معهم لديهم مخاوف حقيقية بشأن ما يحدث في إسرائيل وغزة، وكانت محادثاتهم معي في الآونة الأخيرة هي أننا بحاجة إلى بعض وقف إطلاق النار، وقد توصل بعض التقييم إلى أن القتل يجب أن يتوقف".
وتابع: "كون أن مجموعة ما فعلت شيئا (حماس يوم 7 تشرين الأول) في مرحلة ما، لا يعني ذلك أنك تستطيع تمضي قدمًا وتقضي على الكثير من الأبرياء ، وبشكل مفرط، من الذين ليس لهم أي علاقة بهذا الأمر... يشعر الناس أن الأمر (القصف الإسرائيلي) كثير ومبالغ به ، وأنه لا يمكنك الاستمرار بهذا القدر من القتل الموسع الذي يستهدف - الأطفال والنساء، الذين لا علاقة لهم بالوضع".
وتتصاعد المخاوف في الوقت الذي يستعد فيه الكونغرس للنظر في حزمة من مقترحات الأمن القومي التي تجمع بين سياسات الهجرة الأكثر صرامة على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ومساعدات عسكرية بمليارات الدولارات لأوكرانيا والدولة العبرية.
لقد أصبح مصير التشريع موضع شك بالفعل بسبب المعارضة الشديدة من المحافظين في مجلس النواب لكل من التمويل الخاص بأوكرانيا وأحكام الحدود المحلية. لكن المسار يصبح أكثر صعوبة إذا بدأ الديمقراطيون الليبراليون في التراجع بسبب المخاوف من أن المساعدات الصهيونية ستستخدم في القتل العشوائي للمدنيين الفلسطينيين.
وقاد السيناتور بيرني ساندرز (المستقل عن ولاية فيرمونت) حملة ضد بعض الأموال المخصصة للدولة العبرية على الأقل، متهمًا واشنطن بالتحريض على قتل المدنيين في غزة. فهو يقوم بصياغة تعديل على حزمة الأمن القومي من شأنه أن يبقي على تمويل أنظمة الأسلحة الدفاعية الصهيونية، لكنه يخفض 10.1 مليار دولار من تمويل ما يصفه مكتبه بـ “الأسلحة الهجومية … لحكومة نتنياهو اليمينية”.
وقال ساندرز يوم الأربعاء على برنامج دين عوبيدالله (فلسطيني الأصل) "هذا (القصف العشوائي لغزة) ليس مجرد عرضً رعبًا خيالي يحدث في بعض أركان العالم البعيدة.، بل يتم ذلك بمساعدة عسكرية أميركية مباشرة".وقد ظل الديمقراطيون، لسنوات طويلة، ينتقدون نتنياهو اليميني بشكل متكرر ، لكن هذا التدقيق اشتد منذ فوزه الأخير في عام 2022، عندما انضم إلى العديد من الأحزاب اليمينية المتطرفة والأرثوذكسية المتطرفة، وشكل الائتلاف الحاكم الأكثر تشددا في تاريخ الدولة العبرية وشكل حكومة تضم مثيري النعرات القومية الشوفينية ، لتعزيز المشاعر المعادية للعرب، مثل بن غفير وسومتريتش، وغيرهم.
أما الجمهوريون، فإنهم أكثر اتحادا بشأن هذه المسألة. ويؤيد أغلبهم بقوة الحرب الصهيونية على قطاع غزة ، والتي "يرون أنها ضرورية للقضاء على التهديد الذي تشكله حماس إلى الأبد" وفق الخبراء، "ويرى البعض أن الشعبية الإقليمية التي تتمتع بها حماس تعني أن جميع الفلسطينيين في غزة متواطئون في الإرهاب" بحسب الموقع.