البيان/القدس: أشار محللون صهاينة إلى أن الجيش الصهيوني معني أيضا بتمديد مدة الهدنة في قطاع غزة، وليس حماس فقط معنية بذلك. وأفاد المحلل العسكري في إذاعة الجيش الصهيوني، أمير بار شالوم، بأنه خلال المفاوضات بين حماس والدولة العبرية بوساطة قطر حول تبادل الأسرى، في الأيام الأخيرة، تم التوصل إلى تفاهمات حول تمديد الهدنة ليومين أو أربعة أيام، بالرغم من عدم وجود اتفاق موقّع.
ومقارنة بتنفيذ دفعتي تبادل الأسرى يومي الجمعة والسبت الماضيين، وتأخر الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والأسرى الصهاينة، فإن تنفيذ الإفراج، الاثنية، تم بسرعة نسبية.
ورجح المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن "وقف إطلاق النار سيستمر عدة أيام أخرى على الأقل". وبحسبه، فإن حماس أبلغت قطر أن بإمكانها تجميع قرابة 90 أسير، تشمل أجانب ونساء وقاصرين وآخرين يحتاجون إلى رعاية صحية وغالبيتهم من المسنين.
وأضاف هرئيل أنه "في الجيش الصهيوني لا يوجد شعور بأن استئناف العملية العسكرية هو أمر مُلح". وفسّر ذلك بأمرين، الأول هو أن "التفاهمات داخل الحكومة الصهيونية تتحدث عن حد أقصى لهدنة تستمر أسبوعا آخر قبل استئناف الحرب على غزة، إذا كان بالإمكان خلالها إعادة مخطوفين آخرين".
والأمر الثاني، حسب هرئيل، هو أنه "بالرغم من أن التأخير (في استئناف الحرب) مقرون بمخاطر – تتمثل بأن تعيد حماس تنظيم قواتها، وتتزود بأسلحة وإجراء تغييرات في استعداداتها العسكري – فإن الجيش أيضا بحاجة إلى الوقت كي ينعش قواته وتجهيزها إلى المرحلة القادمة".
من جانبه، بدا رئيس "معهد سياسة الشعب اليهودي"، يِديديا شتيرن، كمن يحذر من وقف الحرب على غزة لصالح تبادل الأسرى، الذي وصفه بأنه "عقب أخيل"، أي نقطة ضعف للدولة العبرية. واعتبر أن "إسرائيل هي دولة عظمى مدنية وعسكرية، وحماس هي الأضعف بين أعدائنا"، بحسب مقاله المنشور في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم.
وتابع أن "الجنود وعائلاتهم جاهزون للاستمرار في المهمة حتى الحسم. والدولة العظمى الأقوى في العالم تدعمنا بشكل غير مسبوق. واحتللنا نصف أراضي قطاع غزة فوق الأرض (وليس الأنفاق) ودمرنا القطاع. لكن حماس ليس فقط أنها لم تنكسر، وإنما هي تواصل السيطرة على سردية الحرب. وأمة كاملة أوقفت جيشها الهائل وأنفاسها بانتظار قرارات يحيى السنوار. وهذه ليست مفاجأة وإنما نتيجة متوقعة مسبقا".
وأضاف أن "إسرائيل هي أخيل، البطل اليوناني الأسطوري. وهي مثله قوية وليس بإمكان أحد التغلب عليها. لكنها مثله، لديها نقطة ضعف – ’عقب أخيل’ – بحيث أن من يوجه إليه (سهامه) بإمكانه أن يتغلب عليها. وتم تحرير السنوار ورفاقه من السجن الصهيوني لأن أسلافه (في حماس) أطلقوا سهما على عقب الدولة العبرية. ونجحوا بأسر جندي صهيوني واحد، غلعاد شاليط، ’نجل جميعنا’، وبذلك انهارت المناعة العقلية الإسرائيلية".
واستطرد شتيرن أن "السنوار يوجه السهم إلى عقب أخيل الصهيوني هذه المرة أيضا. وبحسبه، فإن طلقة البداية التي نفذها – جرّ أطفال وأولاد ونساء ومسنين إلى القطاع – تضمن انتصاره. وبإمكان الدولة العبرية أن تفرغ مخازن أسلحتها على غزة وتحويلها إلى أكوام من الخرائب؛ وأن تقتل آلاف المقاتلين؛ وتصفية قادة كتائب وألوية حماس – لكن النصر سيكون لحماس، إذا أدى الضغط الجماهيري الصهيوني على القيادة من أجل إعادة الأسرى ’بكل ثمن’ في نهاية المطاف إلى وقف القتال قبل تحقيق كامل أهداف الحرب".
وأضاف أن "السنوار يدرك جيدا أن الجمهور الصهيوني ليس قادرا على مواجهة قضية الأسرى. ورغم أن القادة يعدوننا بالعودة إلى الحرب بعد الصفقة وأن الصفقة الحالية هدفها إعادة أكثر ما يمكن من الأسرى إلى بيوتهم من دون التنازل عن هزم حماس، لكن هل هكذا سيعملون فعلا؟ أخشى من أن الضغوط من الخارج، التي ستتزايد كثيرا، والأهم هي الضغوط من الداخل بهدم إبقاء أي أسير بأيدي العدو، ستضعف الإصرار الصهيوني. وهذا بات يظهر على الشاشات في بث مباشر".
واعتبر شتيرن أنه في هذه الحالة "سيكون الثمن أكبر بكثير. وإذا لم تهزم إسرائيل حماس هذه المرة أيضا، بشكل تتوقف عن الوجود في قطاع غزة، فإن إسرائيل ستخسر المورد الأهم لمستقبلها: قوة الردع تجاه العدو. وخلافا لحماس، وهي ليست تهديدا وجوديا، فإن فقدان الردع هو تهديد وجودي".