البيان/القدس: واصل جيش الاحتلال الصهيوني، صباح الأربعاء، قصفه لمناطق متفرقة من مدينة غزة، فيما استشهد فلسطيني برصاص آليات الاحتلال شمال غربي مدينة رفح جنوبي القطاع، بحسب ما أفادت مصادر محلية في دير البلح. وأعلنت طواقم الدفاع المدني في غزة انتشال جثامين ثلاثين شهيدًا من أصل ستين تعود لعائلة سالم غربي مدينة غزة، في وقت تتواصل فيه عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. كما تواصل فرق الدفاع المدني البحث عن سكان منزل لعائلة أبو رمضان في حي الرمال بمدينة غزة، بعد فقدان أثرهم جراء استهداف المنزل، مستخدمة أدوات محدودة وفي ظل صعوبات ميدانية كبيرة.
وبالتوازي مع التصعيد الميداني، فاقمت المنخفضات الجوية المتتالية من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، لا سيما العائلات التي تقيم في منازل آيلة للسقوط أو في خيام النزوح. فقد رُصدت مخاطر تهدد حياة عائلات في مدينة خانيونس، فيما فقد عدد كبير من النازحين خيامهم بعد غمر المخيمات بمياه الأمطار، خاصة في مدينة غزة وشمال القطاع، ما أدى إلى تشريد مزيد من العائلات وتركها دون مأوى في ظروف مناخية قاسية.
وفي هذا السياق، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” من أن الاحتياجات الإنسانية في غزة تتزايد بوتيرة أسرع من قدرة المنظمات على الاستجابة، رغم الجهود المتواصلة التي تبذلها الأمم المتحدة وشركاؤها. وقالت المتحدثة باسم المكتب في غزة، أولغا تشيريفكو، إن حجم الإمدادات التي يسمح بدخولها إلى القطاع لا يزال محدودًا، وإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنع إدخال مواد أساسية، بينها الآلات الثقيلة والمعدات وقطع الغيار اللازمة لإصلاح البنية التحتية المتضررة.
وأوضحت تشيريفكو أن العمليات الإنسانية تواجه قيودًا كبيرة، من بينها محدودية الطرق والمعابر المتاحة، وعدم انتظام أوقات فتحها، إضافة إلى إعطاء الأولوية للشحنات التجارية على حساب الشحنات الإنسانية، ما يؤدي إلى تأخيرات مباشرة في إيصال المساعدات المنقذة للحياة. وأكدت أن استمرار هذه القيود، في ظل تسارع الاحتياجات الإنسانية، ينذر بتفاقم الكارثة في قطاع غزة ويضاعف من معاناة السكان المدنيين.