البيان/القدس: كشف مصدر أمريكي مطلع أن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، توماس باراك، يعتزم الوصول إلى تل أبيب يوم الاثنين، في زيارة وُصفت بـ«الحساسة» لإجراء مباحثات سياسية وأمنية ذات طابع سري، تأتي في إطار التحضير العملي لإطلاق المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية الهادفة إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، ووضع ترتيبات ما يُعرف بملف "اليوم التالي".
وأوضح المصدر أن زيارة باراك، الذي يشغل في الوقت ذاته منصب سفير الولايات المتحدة لدى تركيا ويتولى ملف سوريا، تأتي في توقيت بالغ الدقة، مع تسارع النقاشات المتعلقة بإدارة قطاع غزة، وضبط الوضع الأمني، وملف إعادة الإعمار. وأشار إلى بروز تباينات واضحة بين واشنطن وتل أبيب، إذ تضغط الإدارة الأمريكية لتسريع الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة، في حين تتمسك تل أبيب بموقف متشدد يربط أي تقدم بملف استعادة جثمان أحد الأسرى.
وتتزامن هذه التحركات الدبلوماسية مع توتر سياسي وأمني بين الحليفين، عقب قيام جيش الاحتلال الصهيوني، يوم السبت، باغتيال القيادي في حركة «حماس» رائد سعد، الذي وصفه الاحتلال بأنه «قائد ركن التصنيع» في الحركة، من دون إبلاغ واشنطن مسبقًا بالعملية، الأمر الذي ألقى بظلاله على مسار التنسيق المشترك بين الجانبين.
وعلى صعيد الترتيبات الدولية، أفاد المصدر بأن الولايات المتحدة شرعت بالفعل في تنسيق مكثف مع أطراف إقليمية ودولية لبحث إنشاء قوة دولية لتثبيت الأوضاع في قطاع غزة، استنادًا إلى قرار مجلس الأمن الصادر في 18 نوفمبر الماضي، والذي ينص على تشكيل قوة دولية مؤقتة حتى نهاية عام 2027. وبحسب القرار، تُدار غزة خلال هذه الفترة عبر حكومة فلسطينية انتقالية، تحت إشراف ما يُعرف بـ«مجلس سلام» تقوده الولايات المتحدة، ضمن خطة شاملة تتضمن 21 بندًا.
وفي السياق ذاته، أشار المصدر إلى قمة تنسيقية مرتقبة تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء، برعاية القيادة المركزية الأمريكية، وبمشاركة ممثلين عن أكثر من 25 دولة. ومن المقرر أن تناقش القمة الجوانب الفنية واللوجستية المتعلقة بإنشاء «قوة التثبيت الدولية»، بما في ذلك هيكلها التنظيمي وصلاحياتها وآليات عملها.
ووفق المعلومات المتداولة، ستتركز مهام القوة المقترحة على حفظ الأمن، ودعم بناء نظام مدني جديد في القطاع، من دون الانخراط في عمليات قتالية مباشرة، على أن يبدأ انتشارها الميداني مطلع عام 2026، في حال التوافق النهائي على تفاصيل الخطة.