البيان/وكالات: هدّد وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير بهدم قبر الزعيم القومي العربي عزّ الدين القسّام في بلدة نيشر قرب حيفا، في خطوة وُصفت بأنها تصعيد سياسي وأمني يحمل دلالات رمزية تتجاوز المكان ذاته. ونشر بن غفير مقطعاً مصوراً يُظهر قوات أمن وهي تفكك خيمة أُقيمت قرب القبر لأغراض الصلاة، مؤكداً عبر منصة «إكس» ضرورة إزالة القبر، وواصفاً ما جرى بأنه «الخطوة الأولى» في هذا الاتجاه.
وبحسب صحيفة «يسرائيل هيوم»، أقدمت قوات الأمن على إزالة كاميرات مراقبة كانت مثبتة حول الضريح، كما أبعدت شخصاً كان يتولى حراسته، في إجراء فُهم على أنه تمهيد لخطوات لاحقة. ويأتي هذا التطور بعد دعوات سابقة أطلقها بن غفير خلال جلسات برلمانية لهدم القبر، الذي تعرّض مراراً لأعمال تخريب في السنوات الماضية.
عزّ الدين القسّام، المولود في سوريا، استشهد عام 1935 خلال مواجهة مع القوات البريطانية أثناء مقاومته للانتداب والحركة الصهيونية في فلسطين، ويحمل اسمه الجناح العسكري لحركة حماس. ويُنظر إلى قبره بوصفه رمزاً تاريخياً للمقاومة الفلسطينية.
في المقابل، أدانت حركة حماس التهديد، واعتبرت ما جرى «تعدياً غير مسبوق على المقدسات ومحاولة لطمس الذاكرة الوطنية»، مؤكدة أن هذه الخطوات تعكس تحوّل التطرف إلى سياسة رسمية معلنة. ويأتي هذا التصعيد ضمن سلسلة مواقف استفزازية يتبناها بن غفير، شملت دعوات لإعدام أسرى فلسطينيين وتصريحات وُصفت بالتحريضية.
ويرى مراقبون أن تهديد هدم القبر يحمل رسالة سياسية مزدوجة، داخلياً لتعزيز الخطاب اليميني المتطرف، وخارجياً لفرض وقائع رمزية تمس الذاكرة التاريخية الفلسطينية، ما ينذر بمزيد من التوتر في المرحلة المقبلة.