• - الموافق2025/12/12م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
بيروت تحت ضغط دولي متصاعد لتسليم جميل الحسن

أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن فرنسا وسوريا تقدمتا بطلبين رسميين إلى السلطات اللبنانية لتسليم مدير المخابرات الجوية السورية السابق جميل الحسن، بعد الاشتباه بوجوده في العاصمة اللبنانية بيروت، في تطور يضع لبنان أمام اختبار سياسي وقضائي معقّد.

 

البيان/وكالات: أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن فرنسا وسوريا تقدمتا بطلبين رسميين إلى السلطات اللبنانية لتسليم مدير المخابرات الجوية السورية السابق جميل الحسن، بعد الاشتباه بوجوده في العاصمة اللبنانية بيروت، في تطور يضع لبنان أمام اختبار سياسي وقضائي معقّد.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن بيروت تحولت خلال الأسابيع الأخيرة إلى نقطة تركّز لضغوط دبلوماسية متزايدة، في ظل معلومات لدى مصادر غربية وسورية تفيد بأن الحسن، الذي فرّ عقب انهيار نظام بشار الأسد، يوجد داخل الأراضي اللبنانية، حيث يحاول عدد من المسؤولين الأمنيين السابقين إعادة تنظيم شبكات نفوذهم بعيدًا عن سوريا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول فرنسي قوله إن باريس تقدمت بطلب رسمي لتوقيف الحسن وتسليمه، استنادًا إلى حكم صادر عن محكمة في باريس أدان الحسن غيابيًا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، على خلفية دوره في القمع والانتهاكات الواسعة التي شهدتها سوريا خلال السنوات الماضية.
في المقابل، يأتي الطلب السوري في سياق مساعي الحكومة السورية الجديدة لملاحقة رموز النظام السابق المتورطين في انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، في إطار ما تصفه دمشق بمرحلة "المحاسبة والعدالة الانتقالية".

من جهته، قال مسؤول قضائي لبناني رفيع المستوى إن السلطات اللبنانية لا تملك حتى الآن معلومات مؤكدة بشأن مكان وجود الحسن، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية المختصة لم تتلقَّ أي إشعار رسمي يثبت دخوله أو إقامته داخل لبنان، ما يعقّد عملية التحرك القانوني في هذه القضية.

ويُعد جميل الحسن من أبرز الأسماء الأمنية في حقبة نظام الأسد. فقد وُلد عام 1953 قرب مدينة القصير على الحدود السورية اللبنانية، وانضم مبكرًا إلى الجيش السوري، قبل أن يصعد في المناصب خلال حكم حافظ الأسد، الذي استولى على السلطة بانقلاب عسكري عام 1970.
وفي عام 1982، أُرسل الحسن، وهو ضابط شاب آنذاك، للمشاركة في قمع انتفاضة مدينة حماة ضد النظام، في واحدة من أكثر المحطات دموية في تاريخ سوريا الحديث.

وبعد وفاة حافظ الأسد عام 2000 وتولي بشار الأسد الحكم، توسع نفوذ الحسن داخل المنظومة الأمنية، خصوصًا مع الدور المحوري الذي لعبته شعبة المخابرات الجوية، التي أُنشئت أساسًا لحماية النظام من الانقلابات، وتحولت لاحقًا إلى أحد أكثر الأجهزة الأمنية سطوة وتأثيرًا.
وتشير تقارير غربية إلى أن هذه الشعبة اضطلعت بمهام شديدة الحساسية، من بينها أدوار مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري، وهو ما أدى إلى فرض عقوبات أمريكية عليها وعلى قياداتها.

وتولى جميل الحسن رئاسة المخابرات الجوية عام 2009، وظل في موقعه حتى اندلاع الحرب السورية، حيث ارتبط اسمه على نطاق واسع بملفات الاعتقال والتعذيب والقمع، قبل أن يصبح لاحقًا أحد أبرز المطلوبين للقضاء الدولي.

ويضع هذا الملف لبنان في موقع بالغ الحساسية، بين التزامات قانونية دولية، وضغوط سياسية متشابكة، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات عميقة في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، وسط تصاعد مطالب المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب.

 

أعلى