البيان/وكالات: دعا تقرير نشرته مجلة ناشيونال إنترست إلى ضرورة أن تتحمل أوروبا مسؤولية أمنها العسكري بشكل مستقل عن الولايات المتحدة، في ظل التطورات المتسارعة على الحدود الشرقية للقارة وتزايد قدرات روسيا القتالية عقب الحرب في أوكرانيا. وأشار الكاتب بينجامين غيلتنر إلى أن إعلان وزارة الدفاع الرومانية سحب نحو 700 جندي أميركي من حدودها الشهر الماضي أثار قلقًا محدودًا في واشنطن، رغم أن هذا العدد لا يؤثر فعليًا على ميزان القوى بين حلف الناتو وروسيا، مؤكّدًا أن أوروبا تمتلك في الأصل قدرات ردع كافية حتى لو انسحبت القوات البرية الأميركية بالكامل.
وأوضح التقرير أن التحديات الأمنية الجديدة تفرض على الدول الأوروبية إعادة تعريف أهدافها العسكرية ووضع عقيدة دفاعية تُوازن بين الردع والاستعداد القتالي، خاصةً بعد أن اكتسبت روسيا خبرات ميدانية واسعة وأظهرت استعدادًا لتحمّل خسائر كبيرة. ويرى الكاتب أن استمرار اعتماد أوروبا على الجيش الأميركي يمنعها من تطوير قدرتها الذاتية، وأن على واشنطن التركيز على مصالحها الداخلية ومنافستها مع الصين وترك مسؤولية الأمن الأوروبي للأوروبيين أنفسهم.
ووفق المقال، فإن تعزيز الأمن الأوروبي يتطلب زيادة ملموسة في الإنفاق الدفاعي يتجاوز التعهدات الرمزية الحالية، إضافة إلى تحسين قدرات الجيوش الأوروبية على التعبئة والانتشار السريع، وتطوير منظومات القيادة والسيطرة والاستخبارات والبنية التحتية لنقل القوات نحو الشرق. كما يشدد التقرير على أهمية نشر دفاعات خفيفة في دول البلطيق بسبب محدودية مساحتها، مقابل نشر قوات وأسلحة أثقل في ألمانيا وبولندا لتشكيل نقاط ارتكاز قوية تمنع أي اختراق روسي محتمل.
ويشير المقال إلى أن تردد الأوروبيين في إعادة التسلح مفهوم في ضوء تاريخ القارة المليء بالحروب، لكن الدول وفق الكاتب لا تستطيع حماية حريتها ومواطنيها دون امتلاك قوة ردع حقيقية. ويؤكد التقرير أن تعزيز الجناح الأوروبي داخل الناتو لا يعني العودة إلى العسكرة، بل يشكل ضرورة للحفاظ على السلام في القارة على المدى الطويل.