استمر حصار سراييفو لمدة أربع سنوات، حيث انتشر عشرات الآلاف من القناصة التابعين لقوات صرب البوسنة على التلال المحيطة بالمدينة، مستهدفين المدنيين عن عمد، من نساء وأطفال وكبار السن، في واحدة من أبشع صور الانتهاكات الإنسانية في ذلك الوقت.
وبحسب صحيفة “الباييس” الإسبانية، كشف الادعاء الإيطالي عن مشاركة أوروبيين أثرياء، من بينهم إيطاليون، في هذه الجرائم البشعة، دفع هؤلاء ما بين 80 إلى 100 ألف يورو لممارسة جرائم القتل من خلال إطلاق النار على المدنيين.
وكان التسعير يختلف حسب نوع الهدف (رجل أو امرأة)، لكن الأطفال كانوا الهدف الأعلى سعرا.
فجّر ما نقلته الصحيفة وكشف عنه الادعاء الإيطالي موجة كبيرة جدا من الجدل العالمي، وعلى المنصات الرقمية.
أعلنت النائبة الأمريكية آنا بولينا لونا فتح تحقيق في هذه القضية، وكتبت عبر منصة إكس: “دفع أموال لإطلاق النار على مدنيين والأسرى. وفوق ذلك إطلاق النار على أطفال. ستبادل الحكومتان الإيطالية والبوسنية أي معلومات بشأن أي أمريكيين قد يكونوا متورطين، وإذا كان هناك أي أمريكي شارك في ذلك، فإن هذا الشخص لا يستحق إلا توجيه التهم إليه ومقاضاته مباشرة”.
وقالت الباحثة في ملفات الإبادة أرنيسا كوستارة: “كلنا كنا نعلم بالأمر. كانت هناك همسات وشائعات عن سياحة القنص طوال فترة الإبادة الجماعية”.
وأشارت إلى أن تقارير لا تحصى ظهرت في وسائل الإعلام الأوروبية، ومع ذلك “جرى إسكات هذه التقارير وقمعها وطمسها، حتى تظل السردية الغربية هي السائدة والمسيطرة في هذا الملف”.
وقال فيز بوسكيان: “المروع بالنسبة لنا أن ما يُعرف بالسفاري البشري في سراييفو لم يحظَ باهتمام إلا الآن. هذه الممارسة اللاإنسانية معروفة منذ سنوات، وكان ينبغي أن تثير الغضب في وقت طويل”.
ورأى مغرد آخر أن “الهمجية الصادمة وغير القابلة للفهم وصيد البشر لأجل المتعة أكثر شيوعا بين النخبة الغربية، مما يجرؤ معظم الناس على تصديقه”، واستشهد بحالات دفع فيها “الأوليغارشيون الروس” أموالا لصيد صيادين صوماليين، بمن فيهم الأطفال.