• - الموافق2025/12/18م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الدولة العبرية تبحث عن حلول لفقدان الدعم الأمريكي

تستعد الدولة العبرية لمرحلة جديدة من تاريخها الاستراتيجي، حيث يتجلى توجه القيادة السياسية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نحو الحد التدريجي من الاعتماد على المساعدات العسكرية الأمريكية، التي شكلت على مدى

البيان/متابعات: تستعد الدولة العبرية لمرحلة جديدة من تاريخها الاستراتيجي، حيث يتجلى توجه القيادة السياسية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نحو الحد التدريجي من الاعتماد على المساعدات العسكرية الأمريكية، التي شكلت على مدى عقود العمود الفقري للقدرة الدفاعية الإسرائيلية. منذ توقيع آخر اتفاقية ضخمة خلال فترة الرئيس أوباما، والتي تضمنت 3.8 مليارات دولار سنويًا لدعم ميزانية الدفاع، وقد اعتمدت الدولة العبرية على هذه المساعدات لتطوير منظومتها الأمنية، وتمويل عملياتها العسكرية، وضمان التفوق النوعي في مواجهة التهديدات الإقليمية. مع انتهاء الاتفاقية الحالية في سبتمبر 2028، بدأ النقاش داخل أروقة القيادة الصهيونية حول ضرورة صياغة نموذج جديد يقلل الاعتماد المباشر على التمويل الأمريكي ويعزز قدرة الدولة العبرية على إدارة مواردها الاستراتيجية بشكل مستقل.

يقترح المسؤولون الصهاينة، بقيادة الوزير السابق رون ديرمر، التحول إلى نموذج يعتمد على مشاريع مشتركة للبحث والتطوير، بحيث تتضاعف كل مساهمة صهيونية في أنظمة التسليح الحديثة بمقدار يضيفه الدعم الأمريكي. هذه الخطوة لا تهدف فقط إلى توفير موارد مالية، بل تسعى أيضًا إلى بناء قاعدة صناعية عسكرية محلية قوية قادرة على الابتكار والتطوير المستمر، بما يضمن عدم ارتكاز الأمن الوطني على دعم خارجي، ويخلق صناعة دفاعية متقدمة تعزز مكانة الدولة العبرية كقوة إقليمية مستقلة.

الاستقلال الدفاعي وفقاً لديرمر الذي تطمح إليه الدولة العبرية يحمل بعدًا استراتيجيًا أعمق، إذ يمكن للدولة العبرية من خلاله تحديد أولوياتها العسكرية والأمنية دون قيود خارجية، خصوصًا في مناطق التوتر مثل قطاع غزة، الضفة الغربية، ولبنان. كما يتيح لها فرض سياسات أكثر صرامة تجاه الفصائل الفلسطينية والمجموعات المسلحة الإقليمية، وتحسين الاستعداد لمواجهة أي تهديدات مفاجئة دون الاعتماد على الموقف الأمريكي.

ومع ذلك، لا يخلو هذا التوجه من مخاطر وتحديات، فالاعتماد على استثمارات البحث والتطوير يحمل مخاطر مالية كبيرة ويحتاج سنوات لتؤتي ثمارها بشكل كامل، فيما يضغط بعض المسؤولين العسكريين والسياسيين الذين يفضلون استمرار الدعم الأمريكي، على ضرورة الحفاظ على جزء من التمويل التقليدي لضمان جاهزية القوات.

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الدولة العبرية تسير على طريق التحول الجوهري نحو دولة ذات استقلال دفاعي كامل، حيث يتم تقليص الاعتماد على الدعم الخارجي تدريجيًا، ويؤشر أيضاً على التراجع الحاد في النفوذ الصهيوني داخل منظومة الحكم الأمريكية على إعتبار أن الرئيس دونالد ترامب آخر رئيس أمريكي يمكن الرهان عليه للحصول على الدعم المالي الضخم الذي كانت تحصل عليه الدولة العبرية في العقود الماضية.

 

 

أعلى