• - الموافق2025/12/18م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
كيف تحولت مصر من لاعب استراتيجي إلى بوابة لنفوذ صهيوني في أسواق الطاقة؟!

أثارت مصادقة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو على صفقة الغاز الموقعة مع مصر، والتي تتجاوز قيمتها أربعةً وثلاثين مليار دولار أمريكي، موجة واسعة من التفاعل السياسي والإعلامي داخل الدولة العبرية، بوصفها أكبر صفقة غاز

 

البيان/وكالات: أثارت مصادقة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو على صفقة الغاز الموقعة مع مصر، والتي تتجاوز قيمتها أربعةً وثلاثين مليار دولار أمريكي، موجة واسعة من التفاعل السياسي والإعلامي داخل الدولة العبرية، بوصفها أكبر صفقة غاز في تاريخ الدولة العبرية وأحد أبرز التحركات الاستراتيجية في قطاع الطاقة منذ اكتشاف حقول الغاز في شرق المتوسط. وأعلن نتنياهو، في بيان مشترك مع وزير الطاقة إيلي كوهين، أن قيمة الاتفاقية تبلغ مئة واثني عشر مليار شيكل، ستؤول منها ثمانية وخمسون مليار شيكل مباشرة إلى خزينة الدولة، معتبرًا أن هذه العوائد ستُسهم في دعم قطاعات التعليم والصحة والبنية التحتية والأمن، إلى جانب تعزيز ما وصفه بمستقبل الأجيال القادمة.

وتنص الصفقة على توريد الغاز الصهيوني إلى مصر عبر شركة “شيفرون” الأمريكية وشركائها الصهاينة، في إطار تعاون طاقي طويل الأمد يعكس تشابك المصالح الاقتصادية والأمنية بين الطرفين، ويعزز موقع مصر كمركز إقليمي لتسييل وتصدير الغاز، في مقابل ترسيخ دور الدولة العبرية كمصدر رئيسي للطاقة في شرق المتوسط. وحرص نتنياهو، في تصريحاته، على التأكيد أن المصادقة على الصفقة جاءت بعد ضمان ما سماه ”المصالح الأمنية والحيوية" للدولة العبرية، في إشارة إلى الأبعاد غير المعلنة للاتفاق، والتي تتجاوز البعد الاقتصادي إلى حسابات جيوسياسية وأمنية أوسع في ظل التوترات الإقليمية القائمة.

ومن منظور استراتيجي، تعكس الصفقة تحول الغاز إلى أداة نفوذ سياسي واقتصادي، حيث تسعى الدولة العبرية من خلالها إلى تثبيت مكانتها كقوة طاقة إقليمية، وجذب استثمارات إضافية في مجال استكشاف الغاز داخل مياهها الاقتصادية، وهو ما أكده نتنياهو بقوله إن الاتفاق يشجع شركات أخرى على دخول السوق الصهيونية، بما قد يؤدي إلى اكتشاف احتياطيات جديدة وتعزيز الاستقلال الطاقي على المدى الطويل. كما شدد على أن أحد البنود الجوهرية في الصفقة يتمثل في إلزام الشركات ببيع الغاز بأسعار "جيدة للصهاينة"، في محاولة لاحتواء أي انتقادات داخلية تتعلق بتأثير تصدير الغاز على السوق المحلية.

على الصعيد الإعلامي، احتفت غالبية الصحف الصهيونية بالاتفاق واعتبرته إنجازًا اقتصاديًا وسياسيًا لنتنياهو، مسلطة الضوء على حجمه المالي غير المسبوق وعلى دلالاته الإقليمية، حيث رأت فيه الصحافة العبرية خطوة تعزز الاستقرار النسبي في العلاقات مع مصر وتدعم شبكة التحالفات الصهيونية في شرق المتوسط، لا سيما في ظل المنافسة الدولية على مصادر الطاقة. وفي المقابل، لم تخلُ التغطيات من أصوات ناقدة حذرت من الإفراط في الاعتماد على تصدير الغاز، ومن غموض بعض البنود الأمنية والاقتصادية التي لم يُكشف عنها للرأي العام، معتبرة أن العوائد المالية، رغم ضخامتها، يجب أن تُقابل برقابة صارمة لضمان عدم المساس بالمصلحة العامة.

 

أعلى