• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
شبكة تواصل النخبة من مفكري الأمة

شبكة تواصل النخبة من مفكري الأمة


على مر التاريخ ، لم تشرق في الأرض حضارة  إلا وكانت أولى إشعاعاتها من إضاءاتِ عقولِ مفكريها ، ولم تنشأ قوة عظمى إلا وكان لأولئك المفكرين قصب السبق في ريادة صناعة  تلك القوة برؤاهم النهضوية التي لا تلبث أن تتجسد على أرض الواقع إن وجدت من يستنير بضيائها.  

وعلى مر العصور لم  تكن الإنتصارات السياسية تتحقق بتجييـش الجيوش ، بقدر ماتكون بالدهاء السياسي ، وتجنيد العقول المفكرة ، وتشجيعها على العمل الجماعي ، والتفكير والتخطيط المتواصل الدؤوب الذي لاينقطع.

وإن أردنا لقضايا الأمة أن تصل إلى حلول إيجابية تتوافق مع الواقع ، بعيداً عن الطرق المسدودة ؛  فإنها لا بد أن تسير وفق منظومة محددة وعلى خطى ثابتة ومستمرة , تسيرها نخبة من العقول المفكرة ، فتقوم بالتخطيط لها ودراسة استراتيجياتها وفق أسس سليمة , فيختصروا بتواصلهم المستمر سنين الكفاح  الطويلة ويلملمون أيام  الشتات.

وخير شاهد على ذلك هي بروتوكولات حكماء  صهيون والتي كان لها تأثير واضح على السياسة العالمية ، حينما اجتمع هؤلاء الحكماء فرسموا خارطة طريق ساد اليهود العالم بتطبيقهم الدقيق لكل ما ورد في بنودها.

 ومحال أن تنهض أمة من الأمم إلا بتكاتف جهود حكمائها وعلمائها, وهذه سنة التدافع التي سنها الله في الأرض ؛ فقد شاء الله للأمم  أن تخوض صراع الحضارات والأديان تحت مظلة تلك السنن , وسيظل التاريخ يعيد نفسه ما بين كر وفر إلى أن يخلف الله الأرض ومن عليها.

 فلكل أمة تاريخ وحضارة , وتاريخ أمتنا السياسي مملوء بالانتصارات والانكسارات , والإقبال والإدبار, وليس كما يظن البعض أننا ننحدر في سلسلة متواصلة من الهزائم .

فهل سنستطيع أن نعيد لأمتنا تاريخ النصر؟ ..

فعالمنا الإسلامي يزخر بالكثير من الحكماء والمفكرين العباقرة والمحللين السياسيين الأفذاذ ، الذين يشكلون امتداداً للعقل العربي الإسلامي الذي هو أساس هذه الحضارة العلمية والمادية التي عمرت الأرض، ولا يخفى على أحد أن المجتمع الدولي الذي نحن جزء منه يتعرض إلى تغيرات عميقة على مستويات عدة بسبب صدام الحضارات , ويعيش حالات تبدل حادة في الأهداف والقيم والرؤى . 

وبما أننا نعيش في مرحلة انتقالية أو تحضيرية لعالم جديد تحت ضغط تلك الثورات التي تجتاح العالم العربي , وبما أن المجتمع الدولي كله يتهيأ لتغيير صورته كي يتعايش معها , فإن هذا كله يفرض علينا أن نتحرك بسرعة وفاعلية لنواجه التحدي ونتعامل مع معطياته , ونتسلح بلغة العصر الجديد في ظل هذه الأحداث الدراماتيكية المتسارعة , التي تعمل بتفاصيلها الصغيرة على بلورة وتشكيل العالم العربي والإسلامي وإعادة قولبته.

لذا يتوجب علينا أن نعمل بجد وجهد لنخطط لمستقبلنا القريب والبعيد , وبتكاتف مستمر ومتواصل بعيداً عن التناحر فيما بيننا ، حتى نستطيع أن نستعيد حقوقنا الضائعة ونسترد ملكنا المسلوب ، ومن أهم المشاريع التي قد يكون لها بالغ الأثر نحو نهضتنا هي أن نكثف الاستعانة بتكنولوجيا الاتصالات الرقمية , التي فعلت ما كنا نراه مستحيـل , وأجبرت الجبابرة على الرحيل .

ولتحقيق هذا الهدف ، فإنه يجب علينا أن نستغل جميع إمكانياتنا المتاحة ، لا سيما جمع شتات حكمائنا ومفكرينا في جميع انحاء العالم ليلتقوا جميعا تحت سقف اليكتروني موحد , عن طريق إنشاء موقع الكتروني خاص بهم (شبكة تواصل)، يتواصلون من خلالها  باستمرار (وبشكل يومي أو اسبوعي ) ، فيتابعون أحداث الأمة وقضاياها ، ويتدارسوا كل كبيرة وصغيرة بتمعن ودقة حتى يصلوا إلى أفضل ما هو ممكن من نتائج.

وبلا شك فإنه سيكون لذلك بالغ الأثر في إثراء أفكارهم وتلاقحها , بدلاً من التفكير الانفرادي الذي كان أحد أهم أسباب التشتت وعدم التخطيط الجيد لقضايانا.

  ومن حسنات ذلك أنه سيتسنى لأولئك المفكرين رأب أي صدع في العالم الإسلامي منذ أن تلوح بوادره في الأفق , مما سينتج عنه تلافي الكثير من النوازل التي كان تفرق المفكرين واجتهاداتهم الانفرادية أحد أسبابها.

ولاشك بأن تواصل مفكري الأمة وتكاتفهم المستمر سيشكل لنا جبهة راسخة وقلعة محصنة على الدوام ، فتكون سداً منيعاً أمام الغطرسة الغربية وحيلها المكشوفة  ، مما سيربك مخططات الغرب ، الذي اعتاد على عدم تحركنا إلا حينما تحل النازلة في مضاربنا.

 ختاماً ... أتمنى أن تقع فكرتي هذه في يد من يجسدها على أرض الواقع، محتسبا أجره على الله في لم شمل مفكري الأمة وعلمائها تحت سقف موقع تواصل واحد يكون سببا في نهوض أمته من كبوتها.

 

أعلى