انتشرت
خلال الأيام الماضية في وسائل الإعلام المصرية الكثير من الأنباء حول نية بعض
الجهات تهريب الرئيس المصري السابق محمد حسنى مبارك إلى جهات غير معلومة، لكن
الخبر الذي شكك في حقيقته البعض وأمن البعض الأخر بإمكانية حدوثه، كان البداية
لكشف قصة رواية حقيقة كان يعد لها رجل الأعمال المصري الهارب والمعروف بعلاقاته مع
(إسرائيل)
حسين سالم.
حيث
نشرت مجلة "روزل يوسف" المصرية تفاصيل
هذا المخطط الذي يهدف إلى نقل الرئيس المصري مبارك من مستشفي شرم الشيخ إلى (إسرائيل).
وتذكر
المجلة أنها حصلت على قائع موثقة بتسجيل من شبكة راديو الجيش الإسرائيلي أثناء
البث الرسمي يوم الأحد 29 مايو الماضي والخبر يقول إن محطات الرادار الإسرائيلية
فوجئت بعد ظهر الجمعة الماضية (جمعة الغضب الثانية) بطائرة عمودية تدخل المجال
الجوي الإسرائيلي من فوق مدينة إيلات قادمة من الناحية المصرية بطريقة غير مشروعة
حيث تعمل خطوط الملاحة الجوية العالمية وخطوط الطيران الإسرائيلية المدنية وحتي
طائرات رجال الأعمال الإسرائيليين بعد الحصول علي تصريح بالإقلاع ومثله للهبوط من
خلال خطوط ملاحية دولية ومدنية متعارف عليها.
إلا
أن تلك الطائرة ظهرت فجأة علي الرادارات ولم يفلح المراقبون الجويون في إسرائيل من
معرفة هويتها حيث كشف راديو الجيش الإسرائيلي أن القوات الجوية الإسرائيلية في
مطار قريب من الحدود المصرية الإسرائيلية بطابا أعلنت حالة الطوارئ بالمطار وعلي
الفور صعدت للجو أربع طائرات إسرائيلية من طراز إف 16 واعترضت الطائرة العمودية.
الخبر
أشار أيضاً إلى أن الطائرة لم تكن عليها علامات تميزها أو تدل علي ملكية أي شركة
محلية أو دولية لها وأن الطائرات المقاتلة حاولت لعدة دقائق التحدث مع قائد
الطائرة وعندما لم يستمع هددوه بقصف الطائرة فراح يتحدث معهم بلغة عبرية سليمة في
حديث لم ينشر بعد أن صدر حظر بنشره، وعقب التفاهم الذي تم بين الطائرات المقاتلة
الإسرائيلية وقيادة الطائرة العمودية سمحت المقاتلات الإسرائيلية للطائرة بالتقدم
لمطار بن جوريون الدولي حيث هبطت الطائرة العمودية في حراسة المقاتلات
الإسرائيلية.
على أرض المطار وفي منطقة العمليات العسكرية كان الجميع في ترقب وحذر شديد لاستقبال
الطائرة لمعرفة قصتها خاصة أن الموساد هو الذي سمح للطائرة بالهبوط واستقبل ضباطه
طاقم الطائرة الغريبة في وجود ضباط جهاز الشين بيت (الأمن الداخلي الإسرائيلي).
وبالرغم
من أن القصة تشبه روايات الخيال القصصي إلا أن الأحداث الجارية في محاكمة «مبارك»
دفعت رجل الأعمال المصري حسين سالم ومجموعة حراسته من جهاز الموساد الإسرائيلي
لفقد عقلهم واتزانهم معا فقرروا الإقدام علي عملية كانت ستصبح عملية يتحدث عنها
الإعلام طويلا وربما كانت لو تمت وكشفت تفاصيلها لأحدثت أزمة حقيقية لا يعرف أحد
عواقبها بين القاهرة وتل أبيب.
الوقائع
تؤكد أن رجل الأعمال المصري الهارب حسين سالم أقنع بعض ضباط الموساد الإسرائيلي في
لقاء تم بينه وبينهم أوائل الأسبوع الماضي في لندن بضرورة مساعدته لأنه مضطر
لإنقاذ مبارك من مقر محبسه في مستشفي شرم الشيخ لأن القضية في مصر ستكشف معلومات
خطيرة لو تم إلقاء القبض عليه وستنال (إسرائيل) نصيباً منها غير أنهم لم يعطوه رداً
قاطعاً.
وفي
اللقاء أقنعهم حسين سالم بأن لديه القدرة والعناصر المدربة علي القيام بالمهمة علي
أرض شرم الشيخ وقدم سالم للموساد خطة عملية متكاملة كانت ستكون تاريخية لو تحققت
يوم الجمعة الماضية، حيث حصل علي المشورة المباشرة من طاقم حراسته الإسرائيلي
المكون من ضباط وخبراء أمن سابقين من الموساد وأجهزة المخابرات الإسرائيلية الأخري
بقيادة ضابط الموساد الإسرائيلي ويدعي "العقيد روني" وهؤلاء ربما لأسباب
مالية وجدوا أن سالم يترنح حالياً وأصبح فريسة سهلة فأقنعوه أن لديهم القدرة علي
وضع خطة عاجلة يمكنه بها إنقاذ صديقه «المخلوع» من المستشفي وقدموا له خطة مبدئية
قابلة للتنفيذ بدون تعقيدات، فطلب منهم سالم التوضيح فأخبروه أنه لا مشكلة في
التنفيذ لأنهم سيطلبون من بعض عملاء الموساد العاملين في أوروبا والذين لا يعملون
في مواقع رسمية حالياً التوجه علي الأرض لمصر وبالتحديد للسفر لشرم الشيخ لتنفيذ
الخطة وقالوا له إن أفضل موعد سيكون عقب صلاة الجمعة الماضية والتي عرفت بجمعة
الغضب الثانية.
كما
أخبروه بأن أجهزة الأمن المصرية ستكون مشغولة بما يحدث في القاهرة وأن الجماهير
الغاضبة ستشكل الأداة الرئيسية للعملية فالمنطق يقول إنه من الممكن أن يخترقوا
المستشفي الذي يقيم به الرئيس المخلوع وفي أثناء الفوضي التي ستحدث بالمستشفي
سيمكنهم خطف الرئيس مبارك وأقنعوه بأن نسبة نجاح العملية تفوق 85% لو نفذت
بالطريقة التي وضعوها.
«سالم»
اتصل بعنصر بالمخابرات البريطانية يعد صديقا له منذ أعوام طويلة وأطلعه علي
العملية وطلب رأيه الشخصي غير أن الرجل أخبره بأنها مجرد لعب أطفال ونصحه أن يصرف
النظر عن ذلك الخيال حيث يمكن أن يؤدي لكارثة تدهور العلاقات بين مصر و (إسرائيل)
وربما بريطانيا ضمنيا لأن العملية خطط لها علي أرض بريطانية علي حد تعبير الرجل
لسالم.
المهم
خرج الضابط البريطاني واتضح أنه سلم المعلومة لمصادر بريطانية خشيت من النتائج
التي يمكن أن تحدث فطار الخبر بشكل أو بآخر للقاهرة لكنه وصل بتأخير 5 ساعات عن
الموعد الذي حدد لتنفيذ العملية وهو ما يؤكد سلامة الموقف المصري من عدم القبض علي
مجموعة التنفيذ ظهر الجمعة الماضية.
علي
الجانب الآخر كان «سالم» مع ضباط الموساد الإسرائيلي من حراسته الشخصية يعد للعملية
ضاربا بعرض الحائط نصيحة صديقة البريطاني فقام عن طريق شركة طائرات عمودية مدنية
مقرها مدينة إيلات الإسرائيلية تؤجر الطائرات العمودية لأغراض السياحة باستئجار
طائرة عمودية تم نزع العلامات المميزة لها ودفع للشركة المالكة لها مبلغ 650 ألف
دولار أمريكي علي أساس أنه يتم ضمنيا دفع تأمين علي الطائرة في حالة فقدانها.
علي
الجانب الآخر أقنعه ضباط الموساد الإسرائيلي من طاقم حراسته بأنهم حصلوا علي الدعم
من جهاز الموساد نفسه حيث أصبح شريكا علي حد تعبيرهم له في تنفيذ العملية التي
حددوا لها عقب صلاة الجمعة الماضية وعليه دفع سالم لهم مقابل التنفيذ وإدارة
العملية مبلغ 3 ملايين دولار أمريكي وضعها بأسمائهم في بنوك بريطانية.
في
يوم الخميس 26 مايو الماضي طار بالفعل عدد من عملاء الموساد يتبعون فرقة سالم لشرم
الشيخ وعددهم سبعة أشخاص، حيث أتصل رجل الأعمال بإدارات منتجعاته السياحية بشرم
الشيخ من خلال خط تليفون دولي بريطاني وطلب منهم مساعدة مجموعة سياح أجانب تريد
النزول للسياحة بشرم الشيخ وتشير المعلومات إلي أنهم لم يكونوا علي علم بالخطة
وأنهم وفروا لمجموعة العملية سيارة واحدة للإيجار وأن «سالم» وفر بطريقة ما للفريق
مسدسات خفيفة نقلت لهم علي الأرض تسلموها أمام جامع حسين سالم بشرم الشيخ قبل صلاة
الجمعة الماضية، وكانت الخطة تركز علي إثارة الجماهير ممن يصلون بالمسجد وتشير
المعلومات إلي أن فريق التنفيذ يتكلم المصرية بطلاقة وأنهم أقنعوا المصلين بضرورة
الذهاب إلي المستشفي الذي يوجد به مبارك عقب الصلاة للتظاهر وللمطالبة بإعدام
المخلوع وأن الجماهير المتحمسة للفكرة صاروا معهم بالفعل بل إن بعض المارة ركبوا
معهم في سياراتهم وأمام المستشفي راحوا يهتفون مع الجماهير التي اشتد حماسها في
اللحظة المتفق عليها وأقنعوا الناس بضرورة اقتحام المستشفي بل أنهم كانوا في صدارة
من نزلوا من الرصيف المقابل للمستشفي في اتجاه بوابته الرئيسية غير أن البوابة تم
تأمينها من جانب فرق الحراسة المصرية بعد أن ركبت لها دعامات فولاذية منذ أيام مما
جعل عملية اقتحامها أمراً صعباً بالذات لأن من ساروا وراء المجموعة الإسرائيلية
وحاولوا الاقتحام لم يكن عددهم بالقدر الكافي الذي يسمح بكسر البوابة بطريقة
التدافع فوقفت فرقة العملية دون أن تستطيع تنفيذ ما جاءوا له.
أما
بقية القصة كما خطط لها فكانت بعد كسر البوابة سيصعد الفريق الإسرائيلي إلي غرفة
الرئيس المخلوع عن طريق رسم «كروكي» لها ذكرت به جميع التفاصيل وأنهم تدربوا علي
التضاريس من خلال صور التقطت من موبايل لم يحدد صاحبة غير أنه من المرجح التقاط
تلك الصور عن طريق سوزان مبارك زوجة الرئيس نفسها أثناء إقامتها معه التي يتضح
أيضا أنها كانت دائمة التحدث والتشاور مع حسين سالم عبر هاتف كان قد تحدث منه
«مبارك» من قبل مع الموساد الإسرائيلي ونتانياهو وعدد من السياسيين بالعالم في
فبراير الماضي.
الخطة
كانت مثل أفلام هوليوود فمن المفروض أنهم سيصلون لغرفة مبارك ويبدلون ثيابه
ويلبسونه «باروكة» وفي الفوضي التي كانوا سينشرونها بالمستشفي بطريقة إطلاق
الأعيرة النارية بل كان من المقرر أنهم سيتعاملون بالنيران مع طاقم الحراسة العادي
لأنهم كانوا سيطلبون من «مبارك» أن يأمر طاقم حراسته القديم والذي لا يزال بعضهم
معه حتى الآن مساعدته للخروج خارج بوابة المستشفي ومنها كانوا سينقلونه لمنطقة
مكشوفة خارج شرم الشيخ وهي المنطقة التي تحصل فيها شركة الطيران الإسرائيلية علي
تصاريح السياحة العادية حيث تنقل عادة سياحا أجانب من وإلي إيلات وبعدها كانوا
سيهربون مبارك (لإسرائيل) تمهيدا لنقله خارجها بواسطة علاقات صديقه حسين سالم.
بقية
قصة الطائرة كشف عنها راديو جيش الإسرائيلي غير أن الغريب أن الموساد الإسرائيلي
كان يعتقد أن العملية نجحت بالفعل وذلك بعد الغموض الذي تصرف به قائد الطائرة
العمودية وامتناعه عن الحديث مع المقاتلات الإسرائيلية وفي مطار بن جوريون كانت
تشريفة الموساد والشين بيت كاملة بل إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أخذ خبرا
بالأحداث عقب هبوط الطائرة العمودية غير أن «مبارك» لم يكن علي متنها فلم يجد ضباط
الموساد بدا إلا أن ألقوا القبض علي قائدها الذي اتضح أنه ضابط سابق في العمليات
الخاصة الإسرائيلية كما صادرت الطائرة وألغت تصريح الطيران المدني للشركة المالكة
لها كما ألقت السلطات الإسرائيلية القبض علي باقي الفريق الإسرائيلي الذي اتضح
أنهم قسموا أنفسهم قسمين أحدهما كان بالطائرة والثاني المنفذين الذين عادوا إلي
إيلات بالسيارات في وقت لاحق يوم الجمعة الماضية، الجدير بالذكر أن الواقع كما جري
علي الأرض كان يشير إلي الفشل الكامل حيث تبين أن الطائرة نفسها منعت من الهبوط في
مكانها المعتاد وإنها اضطرت للعودة (لإسرائيل) دون تنفيذ الخطة المقررة وهو ما
كان يشير إلي أن مجموعة المستشفي كان سيلقي القبض عليها بنسبة كبيرة حيث لم تصل
الطائرة للموقع المتفق عليه وكانوا سيضطرون لاستخدام السيارات عبر دروب الحدود.
وأكد
مصدر أن (إسرائيل)
سترسل طاقما أمنيا إلي لندن هذا الأسبوع ليلتقي رجل الأعمال المصري حسين سالم أولا
للاتفاق معه علي تفاصيل القضية التي تعدها (إسرائيل) ضد مصر وسيكون هو الشاهد الأقوي
فيها ثانيا لكي يحذروه من تكرار تلك المحاولات غير المسئولة في محاولة منهم
لإقناعة بأن هناك العديد من الحقائق الأمنية قد تغيرت علي أرض الواقع في مصر بعد
الثورة خاصة في مدينة شرم الشيخ، المعروف أن مصر قد علمت بالمحاولة بتأخير 5 ساعات
كانت كفيلة بمساعدة أعضاء فريق سالم بالعودة عبر منفذ الحدود لإيلات الإسرائيلية
حيث يتضح من القصة أنهم هم أيضا قد ألقي القبض عليهم غير أننا لم نتمكن من معرفة
التصرف الذي تم معهم من قبل السلطات الإسرائيلية لكن المرجح أنه تم إطلاق سراحهم
بعدها بساعات قليلة".