خطة مرشال لإنعاش غزة
عقب المواجهة الأخيرة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني بدأت تتبلور سياسية جديدة للحكومة الصهيونية اتجاه القطاع مدلولاتها تشير إلى أن العمليات العسكرية لن تردع الفلسطينيين من الدفاع عن أرضهم والمطالبة بحقهم في الحياة ورفع الحصار عنهم، لذلك تم افتتاح المستشفى الأمريكي شمال قطاع غزة في إطار تفاهمات جرت بين الفصائل الفلسطينية والحكومة الصهيونية ضمن إتفاق شامل أفصحت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت عماده الرئيس تحسين الفرص المعيشة للسكان في القطاع.
تشير الصحيفة إلى أن المفاوضات تجري عبر قنوات سرية للتوطئة لتمرير خطة تنمية شاملة يستفيد منها سكان القطاع. تأتي هذه التفاصيل عقب إعلان وزير الجيش الصهيوني، نفتالي بنيت عن موافقته على إنشاء جزيرة صناعية قبالة سواحل القطاع تمهيداً لخطة فصل شاملة مع الكيان الصهيوني.
أهم بنود الخطة أن يتم إنشاء عدد من المشاريع على طول حدود القطاع بهدف توفير فرص عمل للفلسطينيين، ومن أهم هذه المشاريع، ثلاث مناطق صناعية، اثنتان بمساحة 2000 دونم لكل منهما، والثالثة بمساحة 1.500 دونم تقام على طول الحدود في الجانب الصهيوني. وحسب المخطط ستوفر المصانع التي ستقام فيها العمل لآلاف الفلسطينيين من غزة.
المشروع الرابع هو محطة لتوليد الكهرباء. وهناك مشروع آخر هو محطة لتوليد الطاقة من النفايات. وفقًا للخطة، سيتم نقل النفايات من غزة عبر حزام ناقل طويل إلى منشأة نفايات على الجانب الصهيوني، حيث سيتم حرقها، وهذا سيولد الكهرباء التي سيتم إرجاعها إلى قطاع غزة.
تعيش غزة فترات طويلة من اليوم بدون كهرباء وهذه المشاريع قد تؤثر إيجاباً على حياة السكان، ويفترض أن يتم تطبيق الخطة كلها خلال أربع سنوات. وترهن الحكومة الصهيونية الاستمرار في تنفيذ هذه الخطة للظروف الأمنية في المنطقة، وفي الفترة الأخيرة سمح الجيش الصهيوني للآلاف من سكان قطاع غزة بالعمل في المناطق المحتلة عام 1948م بمنح تصاريخ خاصة لمن يزاولون التجارة.
تقول يديعوت أحرونوت، إن الخطة عرضت على كبار قادة الجيش الصهيوني وأيدوها، على اعتبار أن تحسين الوضع الاقتصادي لسكان القطاع قد يخفف من وتيرة المواجهة على طول الحدود.
وتؤكد الصحيفة أن السفير الأمريكي، ديفيد فريدمان، قد تبنى الخطة وبدأ بترويجها على بنوك وشركات أوروبية بغرض تمويل المشاريع التي سيتم تنفيذها.
ومن العجيب أن من يقود هذه الخطة هو رئيس المجلس الإستيطاني في "اشكول"، غادي يركوني، الذي أصيب بجروح خطيرة في الحرب التي استهدفت قطاع غزة 2014 وقد فقد ساقه خلال الحرب.
وقال رئيس بلدية سديروت، الون دافيدي، في مقابلة صحافية، إن "كل خطة نحو التنمية الإقليمية وخلق تعاون بين إسرائيل وغزة – مباركة".
ما يجري في قطاع غزة يأتي عقب مرور أكثر من 14 عاماً على الحصار والمواجهات العسكرية التي كان أخرها مطلع نوفمبر إثر اغتيال الجيش الصهيوني لبهاء أبو العطا أحد قادة الجهاد الإسلامي، وكذلك بالتزامن مع أزمة سياسية تعصف بالبناء السياسي الصهيوني إذ يغرق زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، في مستنقع فساد ويخسر فرصته في البقاء في الحكومة مقابل صعود كتلة "أزرق-أبيض" التي يقوده الجنرال بيني غانيتس الذي تعهد بإسقاط حكومة نتنياهو والتخفيف من سطوة المتدينيين في مؤسسات الكيان.