• - الموافق2024/11/26م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
قراءة في مواقف التيار الصدري

قراءة في مواقف التيار الصدري


مقتدى الصدر عوَّدنا في كل عام له ركضة ماراثونية يخلط بها الأوراق ليحصل على أكبر قدر من الكعكة العراقية.

مقتدى الصدر في كل مرة يكون هو السبب في تعطيل إصلاحات الكتل وخداعها وتثبيت الحكومة الشيعية بدون خسائر.

مقتدى الصدر عنده في الحكومة الحالية 6 من أفسد الوزراء في الحكومة وعشرات المدراء العامين، وجناحه المسلح جيش المهدي (أو سرايا السلام) له اليد الطولى في كل مرافق الأمن والجيش والشرطة، وهو المتهم بمئات الجرائم ضد أهل السنة في العراق.

في الفترة الأخيرة خرجت مظاهرات عارمة تعد أكبر مظاهرات شهدها العراق في المناطق السنية، والتي قمعها المالكي بالحديد والنار واستعمل معهم كل أنواع الأسلحة واستباح مدنهم وسلمها لداعش الذين أخرج قياداتهم من السجون ليحرفوا الانتفاضة السنية الكبرى.

خرجت مظاهرات كبرى في بغداد وباقي المحافظات الشيعية تطالب بتوفير الخدمات، ثم تطورت هذه المظاهرات إلى أن تهاجم العمامة الشيعية وتتهمها بالفساد تحت شعار (باسم الدين باكونة الحرامية).

ثم خفتت هذه المظاهرات وبقيت محدودة في ساحة التحرير في بغداد وبعض المناطق من حين لآخر بعد أن استطاع الصدر وغيره اختراقها والسيطرة عليها، ثم جاءت مظاهرات القميص الأبيض التي خرج فيها طلاب الكليات وخاصة في المحافظات الجنوبية الشيعية ينددون بسياسات وزير التعليم العراقي حسين الشهرستاني ويطالبون بإقالته على خلفية تدمير المؤسسة التعليمية بالفساد والمتاجرة.

رافقها خروج جماهيري مرة ثانية يطالب بعزل العمامة الشيعية ويتهمها بالفساد والتستر على الفاسدين، وخرجت شعارات تندد بالصدر والحكيم وغيرهما بعد أن كانوا رموزاً عندهم.

عندها أحست المرجعية ومِن خلفها إيران بهذا الخطر الماحق الذي بدأ ببعض الشيعة بمحاولة التفلت من قبضة ولاية الفقيه الإيراني والتعرض بالطعن لبعض العمائم الشيعية التابعة للمشروع الإيراني.

وفي خضم المشاكل الكبيرة المستمرة بين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر من جهة ودولة القانون بزعامة المالكي من جهة أخرى وتفاقُم الوضع الأمني والاقتصادي وانهيار الخدمات بكل مفاصلها، حاول كلٌّ منهما استغلال الوضع لنفسه فأخذ الصدر يدَّعي المظلومية ومحاربة الفساد فأخذ يحث أتباعه على الخروج إلى الساحات بمظاهرات للمطالبة بالإصلاحات.

وقد كانت مظاهرات سابقة كبيرة قد خرجت بالمطالبة بالإصلاحات ووعد العبادي بتنفيذ المطالب لكن لم يحصل شيء من ذلك، والسبب الرئيسي هو إعطاء الصدر مهلة بعد مهلة للحكومة في مسرحية مكشوفة متكررة منذ سنوات، فضاعت المطالب ولم يتحقق شيء من الإصلاحات.

عندها خرج الصدر لكي يتسيد الموقف ويحصِّل ما يمكن من امتيازات... وطبعاً بموافقة إيرانية مسبقة، فأصبح المنادي باسم المظلومين والمطالِب بالإصلاحات، وخرج إلى ساحة التحرير وتبرأ من وزرائه كلامياً وليس عملياً، وقال قولته الفكاهية المشهورة (شلع قلع) ثم قال صلاة الجمعة المقبلة ستكون في المنطقة الخضراء إن لم تُلبَّ المطالب. بعدها جلس مع رؤوس الشيعة وتظاهر بتهدئة الوضع باعتباره الراعي للمظلومين، ثم خرج مرة أخرى وقال إلى المنطقة الخضراء.

واليوم يخرج أتباعه إلى المنطقة الخضراء ويعبرون خطوط الأسلاك الشائكة أمام الجيش في مسرحية سمجة! ويلتف الجيش معهم دون أن يمنعهم، على عكس ما فعله الجيش نفسه في مظاهرات السنة التي خرجت قبل عامين وكانت على الخطوط السريعة ولم تقطع شارعاً ولم تعطل الحياة ولم تدخل المنطقة الخضراء أو الصفراء؛ ومع ذلك فقد تعرضت هذه الساحات إلى القمع من قبل هذا الجيش فذهب ضحيته آلاف بين قتيل وجريح.

ورأينا كيف تعاملت حكومة المنطقة الخضراء والكيل بمكيالين مع المظاهرتين؛ مظاهرة المحافظات السنية ومظاهرة الصدر الشيعي؛ حيث أخذت حكومة بغداد لغة التهديد والوعيد والاتهام بالعمالة والطائفية من قبل المالكي وزمرته لتلك المظاهرات التي خرجت على الخط السريع تطالب بالإصلاحات، ثم ضربها بالنار أكثر من مرة وحرق الخيم وقتل المتظاهرين حتى ادخل عليهم داعش، بينما نرى الأمر يختلف تماماً مع مظاهرات التيار الصدري، فهذه المظاهرات مسموح بها؛ بل تُفتَح لها بوابات المنطقة الخضراء المحصنة ولا توصم بالإرهاب ولا بالطائفية ولا يقولون لهم: انتهوا قبل أن تنهوا، ولا بيننا وبينكم بحور من الدم، ولا نتنة وفقاعة، ولا مدعومة من قبل أجندات خارجية، ولا شيء من هذا القبيل الذي اتهم به المالكي مظاهرات المحافظات السنية!

الشاهد بعد كل هذا السرد: هو أن الصدر لم يخرج من أجل القضاء على الفساد لأنه هو من ضمن منظومة الفساد الحكومي؛ ولكنه خرج لتصدُّر الموقف وكسب ورقة كانت بيد المالكي الذي هدد هو الآخر باستعمال السلاح والدم ضد الصدر ومظاهراته، وكذلك التستر على الفساد والفاسدين وتضييع وعرقلة وإماتة المظاهرات والمطالبة بالحقوق.

كذلك محاولة إرجاع من تفلَّت أو حاول التفلت والمشاغبة أمام المشروع الإيراني بالطعن بالعمامة الشيعية وردهم إلى سجن ولاية الفقيه.

كذلك منع أي محاولة من قبل أهل السنة للمطالبة والثورة على الظلم مرة أخرى وبقاء سياسي أهل السنة أسرى مكبلين بالمناصب وملفات الفساد والتهديد بالملفات التي عند الشيعة...

مقتدى الصدر أخذ يشيع عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي أن هناك محاولة اغتيال له كشفها الإعلام ولا ندري صحة ذلك، ولا ندري ما سيحدث في الأيام القابلة. 

ملف العراق

أعلى