• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
حقيقة التشيع في الجزائر

حقيقة التشيع في الجزائر


تزايد الحديث خلال الأيام القليلة الماضية عن حركة مشبوهة تقوم بها بعض الجهات المرتبطة بإيران في نشر التشيع بشكل سري في دولة الجزائر.

وكشفت صحف ومواقع إعلامية عن تحركات دؤوبة تقوم بها السفارة الإيرانية في الجزائر لتصدير الفكر الشيعي واختراق النظام المجتمعي المعروف بتمسكه بالمذهب المالكي "السني" هناك.

وقبل أسبوع عمد ناشطون حقوقيون على إطلاق حملة على شبكات التواصل الاجتماعي تبنوا فيه المطالبة بطرد الملحق الثقافي بسفارة إيران في الجزائر أمير موسوي، لأنه كما يقولون "يسعى بقوة إلى نشر التشيع" تحت غطاء التقارب بين البلدين في المجال الاقتصادي.

وقال الناشطون أن أمير موسوي تجاوز مهمته الدبلوماسية فصار ينسق سرياً مع متشيعين جزائريين، ونظم لعدد منهم رحلات إلى طهران وقم والنجف، وهناك بالتأكيد التقوا مع جهاز المخابرات الإيراني والحرس الثوري ورجال دين شيعة.

ونقلت صحيفة أخبار اليوم الجزائرية عن زعيم تنظيم صحوة المساجد الحرة عبد القتاح حمداش قوله: "إن سفارة إيران في الجزائر تنشر التشيع بأساليب أخطبوطية". وتحدث عن وجود 3 آلاف شيعي في الجزائر ينتشرون حسب قوله في مناطق عديدة، مشيراً إلى "وجود شيخ شيعي يحضر أغلب تجمعات المتشيعين، أو ما يسمونه الحسينيات التي يقيمونها في أماكن سرية".

ومن لا يعرف إيران فهي تسعى بكل جهدها أن تصدر الفكر الشيعي إلى العالم العربي تحت غطاءات مختلفة، بعضها دبلوماسية وبعضها إنسانية والبعض الآخر تحت لافتة تصدير الثورة الإيرانية، وما حدث في اليمن البلد المحافظ كان مفاجئاً للجميع، حيث غزت إيران اليمن عبر الفصيل الموالي لها جماعة الحوثي وانقلبوا على السلطة الشرعية وسيطروا على مساحات واسعة من البلاد، وأصبحت حركة التشيع وحفلاته تذاع في القنوات الرسمية.

ولعل ما يدفع إلى طرح المخاوف من انتشار التشيع في الجزائر، هو النفس البطيء للسياسة الإيرانية في نشر مذهبها، فهي تتحرك وَفْق رؤى وخطط طويلة الأمد تمتد لسنوات طويلة حتى تبدأ نتائج تحركاتها تطفو على السطح، ففي اليمن مثلاً بدأت منذ الثمانيات في دعم حسين الحوثي مؤسس حركة الحوثي ووالده بدر الدين الحوثي واستمرت في الدعم والمساندة لهم حتى عام 2014 عندما أسقطوا صنعاء تحت سيطرتهم، وأعلن مسؤول إيراني أن صنعاء هي العاصمة الرابعة التي وقعت تحت سيطرة طهران.

ولم يعد التشيع في الجزائر في مرحلته السرية، بل بدأ في الانتشار بشكل علني، تجاوز تحقيقات الأمن وعتبات القضاء، ووصل إلى ساحة الدبلوماسية، من خلال شواهد عديدة في ولايات عديدة من الجزائر، ووصل الأمر إلى فتح القضاء محضر تحقيق في قضية تهديد شرطي، يعتقد أنه اشتغل على تحقيق يخص ملف التشيع في تلسمان غرب الجزائر.

ومؤخراً كشفت صحيفة البلاد الجزائرية في تقرير لها عن مدى انتشار المد الشيعي داخل كثير من بلدات الجزائر من شمالها الى جنوبها، حيث شهدت مساجد كثيرة في الجزائر انتشار كتب صغيرة ومطويات شيعية في مساجد العاصمة، تحت عنوان "أدعية طواف وسعي"، تعلم المصلين كيفية الدعاء أثناء تأدية العمرة أو الحج، لكن الأغرب حسب محتوى هذه الكتب أن جزءاً منها كتب بالفارسية.

وقد أصدر الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين قبل فترة تقريراً أشار فيه إلى أن الجزائر من بين الدول الإفريقية التي يستهدفها التشيع الإيراني عبر دوائر رسمية، غالباً ما تتم عبر السفارة الإيرانية أو بعض الدوائر الرسمية هناك.

وعثر مهتمون بقضايا التشيع في الجزائر على كتب شيعية في بعض المساجد بالعاصمة، كما أن عدداً من شيعة الجزائر شاركوا في مدينة كربلاء العراقية بمناسبة إحياء ما يسمى بأربعينية الإمام الحسين السنة الماضية، ورفعوا علم الجزائر في سماء كربلاء لأول مرة منذ بداية انتشار الشيعة في الجزائر.

ويرى بعض المراقبين أن التشيع يتوسع وينتشر بفضل الدعاة النشطين الذين يعمل أغلبهم في المؤسسات التربوية، وتوفر المراجع الشيعية المتداولة كالمجلات والدوريات والكتب أبرزها: مرآة الأنوار، مشكاة الأسرار، تفسير العسكري، مجمع البيان، تفسير الكاشي، تفسير العلوي، تفسير السعادة للخرساني، ومجمع البيان وغيرها من المراجع الأخرى التي كانت متداولة في بعض المساجد وبين عامة المصلين والطلبة لعدم معرفة حقيقتها وخطرها على الكثير من القراء.

ورغم أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تحاول في كل مرة أن تقلل من مخاوف انتشار المذهب الشيعي في الجزائر، إلا أن عدداً كبيراً من المشاهد يضع الجزائر في قلق مستمرة خشية نفوذ إيران فيها، والتي لن تكتفي بنشر التشيع فقط؛ بل ستتطور الأمور إلى تشكيل كيانات مسلحة مشابهة لما حدث في اليمن ولبنان والعراق وسوريا.

واقعياً هناك عدد من المؤسسات ومراكز خيرية وبحثية موجودة في الجزائر تمارس عملية تصدير التشيع بطريقة سرية عبر كثير من الوسائل والآليات فهناك مؤسسة الحكمة الثقافية الإسلامية ومركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي ويصدر عنها صحيفة شهرية تسمى صحيفة "المهدي"، وكذلك شبكة شيعة الجزائر الإلكترونية التي يديرها جزائريون شيعة، وهذا المؤسسات تعمل على نشر التشيع بشكل ظاهر وخفي وبطرق إعلامية وتربوية مختلفة.

وفي مقال في صحيفة المهدي آنفة الذكر، ذكرت هيئة التحرير أن الشيعة في الجزائر لا تمتلك مؤسسات بارزة المعالم وذلك بسبب الاضطهاد الذي يمارسه بعض المسؤولين في السلطة، لكنهم موجودين – يقصد الشيعة - في بعض الولايات وبدؤوا بتأسيس شبكات "الإنترنت" التي جعلوا منها منبراً لهم، للحديث عن وجودهم والتعبير عن آرائهم.

وذكرت المجلة في المقال نفسه أن "هناك الكثير من المستبصرين الجزائريين قد سافروا خارج الجزائر لإكمال دراستهم الحوزية العلمية".

ومن أبرز الشخصيات الشيعية في الجزائر، شخص يدعى عبدالباقي، وهو أحد المرجعيات الشيعية، في مدينة قم، وكذلك محمد العامري وهو المشرف على شبكة الجزائر الشيعية.

ومما يجدر الإشارة إليه هنا، أن الجزائر إذا لم تع الدرس العراقي واليمني واللبناني وتقطع الطريق بحزم أمام هذا التمدد الإيراني الخبيث، فإنها ستفاجأ بظهور جماعات مسلحة متمردة تقلق الأمن والاستقرار وتخلق الطائفية في البلد، والسعيد من اتعظ بغيره.

أعلى