• - الموافق2024/11/27م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
أجراس الخطر الشيعي في نيجيريا

أجراس الخطر الشيعي في نيجيريا

 

أثارت حادثة المواجهات الدامية بين الجيش النيجري وعناصر من الحركة الإسلامية الشيعية بقيادة إبراهيم يعقوب زكزاكي في 13 ديسمبر الجاري، كثيراً من المخاوف من خطر قادم، بعد اتهام الجيش للحركة الشيعية بمحاولة اغتيال رئيس أركان الجيش توكور يوسف بوريتاي، خلال زيارته لمدينة زاريا.

وأدت المواجهات بين الطرفين إلى مقتل عشرات من القتلى والجرحى من أنصار الحركة الشيعية في منطقة غيلسو بمدينة زاريا، ومن بين القتلى "محمود محمد توري" الرجل الثاني في الحركة وأحد أبرز مساعدي إبراهيم زكزاكي، ورئيس الفريق الطبي في المنظمة "مصطفى الزايد" وكذلك الناطق الرسمي للمنظمة إبراهيم عثمان، وجرح عدد من المقاتلين الشيعة المدافعين عن زعيمهم.

وبدأ خطر الجماعة الشيعية يتعاظم في نيجيريا بعد تلقي رئيس الجماعة "إبراهيم زكزاكي" الدعم الوفير من دولة إيران ومن الحرس الثوري بشكل خاص، ضمن ما بات يُعرف بتصدير الثورة الإيرانية.

وبدأت هذه المجموعة بتشكيل فصيل مسلح تم تدريبهم على إيدي مدربين في إيران، وسبق أن هاجموا الجيش ورجال الأمن، وكذلك نفذوا هجماتٍ متفرقةً على المسلمين "السنة" في مدينة زاريا وعدة مدن شمالية.

وفي 21 فبراير الماضي، كرمت دولة إيران "الشيخ إبراهيم الزكزاكي" الذي وصفه الإعلام الإيراني بـ "زعيم شيعة نيجريا". وحضر حفلَ التكريم عدد من المسؤولين ورجال الدين وعدد من ضباط الحرس الثوري الإيراني.

ونقلت مواقع إيرانية عن الشيخ زكزاكي تأكيده على تبعيته المطلقة للسياسات الإيرانية، قائلاً: "الثورة الإيرانية وأفكار الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية وصلت إلى أقصى نقاط العالم، ومنها نيجيريا"، مضيفا: "هناك الملايين يستلهمون أفكار الخميني والمرشد علي خامنئي ضد الاستكبار العالمي" على حد تعبيره.

وقبل عام 1980م لم يكن للتشيع أيُّ وجود في دولة نيجيريا، حتى بدأ إبراهيم زكزاكي باعتناق المذهب الشيعي، وبدأ بنشره داخل البلاد من خلال قراءته الترجمات الإنجليزية للكتب الشيعية التي كانت توزعها السفارة الإيرانية مجاناً.

وبدأ نفوذ الشيعة في نيجيريا يتنامى ويتسع لدرجة بات يوصف بأنه "دولة داخل الدولة"، وهو ما يشكل تهديداً حقيقياً على البلاد.

وتعد مدينة كادونا معقلَ الحركة الشيعية الرئيسية في نيجيريا، وتُصدر الحركة الشيعية هناك صحيفةً يوميةً واسعةَ الانتشار منذ عقدين، كما تقول الحركة إنها ستطلق قريباً محطة إذاعية عبر موقعها على شبكة الإنترنت، وذلك عبر الموجات الرئيسية للدولة، وستطلق كذلك قناةً تلفزيونية.

 كما أن هناك العديدَ من الأفلام الوثائقية التي تمتدح الحركة الشيعية وقادتها وهي تباع بكثرة للسكان المحليين في المدينة في صورة أقراص "دي في دي"، وذلك بعد ترجمتها إلى لغة الهوسا المحلية.

وقد خاض أنصار زكزاكي العديد من الصدامات العنيفة مع الدولة عبر عقود من الزمن، وهناك حالياً نحو 120 معتقلاً من أتباعه في سجون الدولة.

وتؤكد تقارير صحفية قيام زكزاكي بتكوين ميليشيا عسكرية يقوم أعضاؤها طوال الوقت بالتدريب على القتال، وهو ما كشفه المحلل السياسي النيجيري محمد كبير عيسى، لافتاً النظر إلى أن الحركة الشيعية باتت (دولة داخل الدولة)، وأنه يعلم أنها تقوم بإجراء تدريبات عسكرية لأعضائها، وهو ما يكشف عن تدبير الشيعة لعمل مَّا في المستقبل.

كما حذر من إمكانية نشر المذهب الشيعي في دول إفريقية أخرى انطلاقاً من نيجيريا التي يأتي إليها كثير من التجار، في ظل اشتغال الشيعة بالتجارة وتأسيسهم منتدى التجارة لتعزيز نفوذهم الاقتصادي لتسهيل عملية نشر مذهبهم بين التجار الوافدين.

 وتعد نيجيريا من أكثر الدول الإفريقية التي غزاها الزحف الشيعي ونجح فيها في ظل غياب دور إسلامي سني فعَّال في كسب قِطاع واسع من السنة المالكية إلى التشيع.

وتبقى الإشارة إلى أن انتشار التشيع في نيجيريا بات يدق ناقوس الخطر، ويتطلب التدخل العربي الإسلامي السريع على كافة المستويات، لإنقاذ البلاد من السقوط في مخالب المد الإيراني وطموحات دولة فارس التوسعية.

أعلى