الموناليزا في تعز
بعد زيارة خاطفه إليها
سألتني ......
عن تعز الآن كيف هي ..؟
أجبتها:
تعز اوضاعها لا تتصور .
زرتها قبل أيام، واشتمل برنامجي على زيارات لمن تبقى من الأهل وقمت بزيارات ومشاهدات استقصائية لجوانب من المدينة لعمل صحفي ...فقد زرت أحياء عدة منها:
الجمهوري والجحمليه وصينه والدمغه والمدينه القديمه.....زرت بيوت شباب مقاومون اولادهم لايجدون (كدمه) ولا رغيف خبز دخلت وادي المدام...قابلت امرأه مسنة تتوسلني تريد (تتن وسود!!!؟؟؟)
نزلت التحرير الاسفل فوجدته خرابا مشيت شارع 26 سبتمبر وهناك تبدلت الأرض غيرالأرض..كان اسمه شارع الحب اضحى شارع الخراب والدمار!
زرت الأشرفيه مآذنها تئن من جراء القصف عليها...وبيوت اثريه مخترقه من القذائف المجنونه وأسر مشردة.
دخلت حارة اسحاق شاهدت اطفالا ونساء ورجالا شيبا وشبابا كأنهم خرجوا من الأجداث...!
حاولت انزل الروضه لأرى ماحل بها ما استطعت...!
حاولت زيارة مشفاها الاسطوري الشامخ كجبل صبر لا يتزحزح ما استطعت...!
شاهدت الكثير من المرضى بحمى الضنك في بقايا مستوصفات هنا وهناك!
شاهدت مقاومين مصابين بحمى الضنك وهم يحملون بنادقهم ويبتسمون بحزن كلوحة الموناليزا الشهيرة.
شاهدت اطفالا أصيبوا بالثلاسميا ولا يجدون علاجا.
شاهدت جرحى وما أكثرهم ح ليسو في المشافي ولكن في أبواب عيادات الجراحة المنتشره في الحواري على هيئة دكاكين ..!
تعز الآن اضحت كعنقاء تتلضى الما تحت الرماد!
تعز الآن تغسل أدرانها بالشهداء بالجرحى بالجوعى بالأنين .. بالارصفه الموشاه بالدم القاني الطاهر!
تعز الآن تنسج خيوط الفجر القادم المنبعث من تحت الظلمات المتراكمة بعضها فوق بعض منذ أكثر من ثلاثة عقود.
تعز وكل محافظات اليمن الآن وغدا وإلى يوم الدين ستلعن طاغية الإمامة عبدالله بن حمزه ومنهجه الداعي إلى الإباحية في القتل والهدم واستباحة الأعراض والدماء!
سيلعن التاريخ من سار على نهج ابن حمزه أجمع واخرهم السيد والزعيم!
تلك هي حال بيتنا تعز خاصة وذلك هو حال وطننا الأكبر اليمن عامة .
فاللهم أنج المستضعفين وفرج عليهم.