• - الموافق2024/11/25م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الديمقراطية الهشة

الديمقراطية الهشة


 

البروفيسور أرنون سوفير/ "يسرائيل هيوم"

إن ما يحدث في اوروبا هذه الأيام، ليس مجرد حكاية قصيرة، وإنما قد نكون في بداية تسونامي سيغير "سفر التكوين". في 2010 اتخذت الحكومة الصهيونية قرارا حاسما بإغلاق حدودها مع مصر، رغم ان هذه الحدود قاسية وليست سهلة. ومن بين 3000 متسلل شهريا، نجحنا بتخفيض العدد الى اثنين او ثلاثة فقط، وهو ما جنب الحكومة الصهيونية دمارا حقيقيا رغم صراخ من اسميهم "عصابة منظمات الحقوق".

افريقيا التعيسة، الفقيرة والمتيبسة، تتسع بوتيرة عالية جدا من حيث عدد السكان، وخلال عقد زمني سيزداد عدد سكانها بنصف مليار إنسان. ليس هناك من يمكنه تقديم رد معقول للمليار إنسان الذين يعيشون هناك، ولنصف المليار القادم. الإمكانية الوحيدة هي محاولة الوصول إلى اوروبا أو الكيان الصهيوني – الدولة الوحيدة التي يمكن الدخول اليها سيرا على الاقدام.

إذا لم اقل كلمات قاسية بما يكفي، فإن الشرق الأوسط ومحيطه ينهار أيضا بسبب تغيير الاقليم، وهذا السيناريو ينطبق على شمال إفريقيا والعراق وسوريا وأفغانستان، وأنا متخوف على باكستان أيضا. ملايين الناس سيبحثون عن ملاذ وهو متوفر في أوروبا فقط. انا اتخوف من ان ما تعلمناه عن شعوب البحر، عن المغول والبرابرة يقف امامنا الآن. نعم هذا حدث دراماتيكي سيغير أوروبا ديموغرافيا وسياسيا.

في سوريا لوحدها، من بين 22 مليون شخص، فقد حوالي 12 مليون شخص بيوتهم، وانتقل مليون ونصف مليون إلى لبنان، وما بين مليون ونصف مليون، ومليونين إلى الأردن، ومن أجل انقاذهم نحول إلى الأردن، بالإضافة الى ما نصت عليه الاتفاقيات الموقعة، أكثر من 10 ملايين كوب من الماء. كما خرج إلى تركيا حوالي مليوني شخص، وسيحاول الملايين الهجرة الى اوروبا لأنهم فقدوا الأمل، ولذلك فإن توقعاتي هي ان الهجرة الى اوروبا ستتواصل، من اسيا، عبر تركيا واليونان، ومن افريقيا عبر جبل طارق وليبيا ومصر. نحن نقف على عتبة خطر رهيب، ولذلك انا اتوقع بأن نقوم بإغلاق الحدود مع الأردن من خلال انشاء أسوار. هذا ليس لطيفا، ولكن إن كنا نريد الحياة ونريد الحفاظ على حق العودة للشعب اليهودي إلى الكيان الصهيوني، فإنه يتحتم علينا الآن اظهار اصرارنا. هذا ليس بسيطا، هذه مأساة رهيبة لكن لا مفر الا منع تسلل ملايين المسلمين إلى داخل الكيان الصهيوني.

سأنهي قائلا إن اوروبا تكتشف بأن كل الكلمات الفخمة، كالليبرالية والديموقراطية إخوة الشعوب والحدود التي سقطت، كانت مجرد شعارات فارغة.

 

أعلى