• - الموافق2024/04/19م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
 العدوان الصهيوني على غزة: النتائج و التداعيات

العدوان الصهيوني على غزة: النتائج و التداعيات



مضى عام كاملٌ على بدء العدوان الصهيوني الثالث (معركة العصف المأكول حسب تسمية المقاومة الفلسطينية، او معركة الجرف الصامد حسب التسمية الصهيونية) على قطاع غزة خلال سبع سنوات فقط، حيث بدأ فعلياً فجر يوم 8 يوليو/تموز 2014، باستهداف منزل المواطن الفلسطيني محمد العبادلة في بلدة القرارة جنوبي القطاع.

ادَّعت دولة الاحتلال منذ بداية الحرب أن تريد تدمير البنية التحتية لفصائل المقاومة الفلسطينية، لكن في الحقيقة كانت تحاول تدمير البنية التحتية والفوقية والبشرية لقطاع غزة، بمعنى أنها كانت تحاول شل الحياة وجعل غزة مكاناً غير قابل للحياة البتة. واستخدم جيش الاحتلال غالبية أنواع الأسلحة الموجودة في ترسانته العسكرية كالطائرات الحربية والهليكوبتر والاستطلاع، والمدفعيات والدبابات وصواريخ أرض-أرض وجو-أرض، والقطع البحرية.

في حين ألمحت المقاومة إلى أن أهدافها تتمثل في إجبار دولة الاحتلال على وقف الانتهاكات المتواصلة بحق الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس، بجانب رفع الحصار وإعادة بناء الميناء والمطار والالتزام ببنود التهدئة التي تمَّت برعاية مصرية في نوفمبر 2012م.

ولعل المختلف في العدوان الأخير عن سابقيه هو إقدام الاحتلال على تنفيذ عدد كبيرٍ من المجازر البشعة في حي الشجاعية والنصر وشرق خان يونس وبيت حانون وغيرها، فضلاً عن قصف عددٍ من الأبراج السكنية والتجارية، وها ما فُهم فلسطينياً في حينه أن استمرار العدوان يعني قصف مزيدٍ من الأبراج، وبالتالي فإن الخسائر الفلسطينية في ازدياد كبير.

أما فلسطينياً؛ فقد تمكَّنت المقاومة الفلسطينية (حركة حماس) من توجيه ثلاث طائرات صغيرة إلى الأراضي المحتلة بمهام مختلفة مثل الرصد والعمليات الانتحارية، هذا بجانب تفعيل عمل المغاوير (الكوماندوز) البرية والبحرية، حيث اقتحمت ولأكثر من مرة قواعد عسكرية داخل الأراضي المحتلة مثل قاعدة زيكيم وعادت إلى قواعدها سليمة. واستخدمت المقاومة صواريخ بعيدة المدى حسب المفهوم الفلسطيني، بلغت مداها نحو 160 كم، وهو ما يعني صهيونياً أن صاروخاً يصل إلى 200كم سيضع الأمن والوجود الصهيوني على حافة الهاوية، لأن فلسطين التاريخية ستصبح حينها تحت مرمى الصواريخ شمال وجنوباً، خاصة إذا ما أدركنا طول فلسطين الذي لا يتعدى ال430 كم شمالاً جنوباً.

لقد أضحت المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة وعشرات المدن الرئيسية والقواعد العسكرية والمطارات مثل القدس وتل أبيب ومطار بن غوريون واللد والرملة وهرتزليا وريشون ليتسيون وأسدود وحيفا، وصولا إلى مناطق البحر الميت وحتى بئر السبع، كلها أضحت تحت مرمى الصواريخ الفلسطينية.

نتائج العدوان

انتهى العدوان باستشهاد 1742 فلسطينياً، نحو 81% منهم من المدنيين، من بينهم 530 طفلاً و302 امرأة و64 لم يتم التعرف على هوياتهم بسبب إصاباتهم البالغة، كما استشهد نحو 340 مقاوماً. وجرح 8710 من مواطني القطاع. كما قُتل 11 من العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) و23 من الطواقم الطبية العاملة في الإسعاف.

وقامت الطائرات الحربية الصهيونية بقصف أكثر من 190 مسجداً في كافة أرجاء قطاع غزة، منها حوالي 120 بشكلٍ جزئيٍ، و 70 بشكلٍ كاملٍ، وكنيسة واحدة جزئيا، و10 مقابر إسلامية ومقبرة مسيحية واحدة، كما فقد نحو مائة ألف فلسطيني منازلهم وعددها 13217 منزلا، وأصبحوا بلا مأوى.

هذا في لم يتم الاتفاق على إعادة بناء الميناء البحري أو الميناء الجوي (المطار)، ولم يتم الاتفاق على تثبيت التهدئة أو تحويلها إلى هدنة، وما زالت عجلة إعادة إعمار قطاع غزة متوقفة لعوامل داخلية فلسطينية واخرى إقليمية ودولية.

أما خسائر الاحتلال الصهيوني؛ فقد قُتل 64 جنديا و6 مدنيين بينهم امرأة. ومن بين الجنود القتلى من يحملون أيضا جنسيات أخرى كالأميركية والبلجيكية والفرنسية وغيرها. أما الجرحى فقد بلغ عددهم 720 جريحاً، هذا في حين اعترف الاحتلال بأسر أربعة جنود على يد المقاومة الفلسطينية (حركة حماس) في حين تشير مصادر غير مؤكدة إلى أن المقاومة تأسر 7 جنود، تتحفظ حتى اللحظة عن نشر أسمائهم.

تداعيات العدوان

كان للحرب تداعيات بالغة الأهمية، ظهرت منذ اليوم الأول لوقفها ومن المتوقع أن تستمع لسنوات قادمة، فعلى الصعيد الفلسطيني؛ تمكَّنت المقاومة من فرض إرادتها على الاحتلال الإسرائيلي، ووضعت نظرية الأمن القومي الصهيوني على المحك، كما أثبتت عدم إمكانية تحقيق يهودية الدولة، خاصة وأنها استخدمت ادوات قتالية عسكرية مختلفة عن السابق، هذا في حين أن المقاومة تعمل على مدار الساعة للتصدي لأي عدوان قادم رغم إغلاق الأنفاق التي كانت تستخدمها في التزود بالعتاد العسكري.

كما أثبتت الحرب أن المقاومة لم تعد الطرف الضعيف الذي يمكن تجاهله فلسطينياً، خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات أو العملية السلمية التي تقودها حركة فتح ومنظمة التحرير، وبالتالي فإن التوصل إلى أي ترتيبة سياسية أو أمنية لا يمكن لها أن ترى النور دون موافقة المقاومة الفلسطينية.

لقد جعلت الحرب غزة بوصلة ومحط أنظار الإعلام العربي والدوليُ، حيث أصيب الغرب بالذهول بسبب صمود غزة تحت مرمى الصواريخ والقنابل والبراميل الصهيونية، ومن حينها لم يعد الإعلام الغربي يتبنى الرواية الصهيونية

أما صهيونياً؛ فقد أضحت دولة الاحتلال على قناعة تامة بتكلفة أي حرب أو عدوان قادم على قطاع غزة، لأن المقاومة صاحبة الصاروخ قصير المدى تطورت حتى وصلت صاحبة الصاروخ ذي المدى 160 كم، وهو ما يعني أنه لا حاجة للدخول في حرب ضد قطاع غزة يكون المستوطن أو الجندي الصهيوني هدفاً فيهاً، وهذا يشير إلى ضرورة دخول الصهاينة في هدنة طويلة الأمد مع المقاومة الفلسطينية، على أن تكون إعادة الإعمار جزءاً منها.

أعلى